المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البحث في رحلة الحبشة



أبو عبيدة بن الجراح
12-03-2006, 08:03 PM
^&)§¤°^°§°^°¤§(&^أريدتفصيل كامل لرحلتي المسلمين إلى الحبشة^&)§¤°^°§°^°¤§(&^

بـــشـــرى
13-03-2006, 05:25 AM
عندما نزل الأمر الإلهي بالجهر بالدعوة وإنذار الناس خاصة الأقربين إنتقلت الدعوة من طور السرية إلى طور الجهر , بدأت قوى الكفر والشرك وسدنة الأصنام حملة شرسة ضد الإسلام ورسوله وأتباعه بدأت أولاً إعلامية بترويج الأكاذيب والأباطيل وإثارة الشبهات والسخرية والتحقير ثم تطورت إلى حملة اضطهادات وتعذيب جهنمية للمسلمين وتعرض المسلمون لصنوف من العذاب والنكال وذلك ابتداءاً من أواخر السنة الرابعة للنبوة ثم لم تزل يوماً فيوماً تزداد وتكبر الحملة الشرسة على المسلمين ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حزين لا يملك لهم يداً ولا يستطيع نصرتهم وفي هذه الساعة الضنكة الحالكة نزلت سورة الكهف برداً وسلاماً على قلب النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ وقلوب المؤمنين وفيها إشارة لطيفة لأصحاب الكهف وما لاقوه وما فعلوه وإشارة بعيدة أن التمكين قادم لا محالة كما في قصة ذي القرنين فقويت نفوس المؤمنين واستوثقوا على اليقين وأشار عليهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالخروج إلى أرض الحبشة واختارها على غيرها لوجود ملك عادل بها .


في 6 رجب سنة 5 من النبوة خرج اثنا عشر رجلاً وأربع نسوة رئيسهم عثمان بن مظعون وقيل عثمان بن عفان وكان معه السيدة رقية بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ 'إنهما أول بيت هاجر في سبيل الله بعد إبراهيم ولوط عليهما السلام' وقد تسلل المسلمون في ظلمة الليل حتى لا تفطن لهم قريش وخرجوا إلى الساحل وركبوا البحر حتى دخلوا إلى الحبشة ومكثوا بها بقية شهر رجب وشعبان وفي رمضان طارت الأخبار لهم أن أهل مكة قد أسلموا ولم تكن الحقيقة هكذا فعاد المهاجرون سريعاً إلى مكة في شهر شوال فلما دخلوها انكشفت حقيقة الأمر فعادوا مرة أخرى للحبشة ولكن هذه المرة زاد العدد إلى بضع وثمانين رجلاً وحوالي عشرين امرأة , وشعرت قريش أنها قد خدعت مرتين وعز عليهم أن يفلت هذا العدد الكبير من المسلمين من قبضتهم ومن آلة تعذيبهم فقرروا عمل مكيدة خبيثة للنيل من هؤلاء الفارين بدينهم .

أرسلت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ملك الحبشة وحملوا معهم الهدايا للنجاشي وحاشيته ليسهلوا مأموريتهم وبالفعل دخلوا على النجاشي وكلموه في شأن الصحابة وحطوا من شأنهم وكذبوا عليهم ووافقت حاشية النجاشي على تسليمهم ولكن الملك العادل لم يشأ أن يصدر حكماً حتى يسمع كلام المسلمين فجاء الصحابة ودخلوا على النجاشي وتكلم عنهم جعفر بن أبي طالب فدخل على النجاشي وعرض عليه دين الإسلام وتعاليمه ووصف له حالهم قبل الإسلام وبعده وما لاقوه من قومهم بسبب ذلك وأنهم ما جاءوا لتلك البلاد إلا عملاً بنصيحة نبيهم ـ عليه الصلاة والسلام ـ لعدل الحاكم فيها ثم قرأ عليه سورة مريم فقال النجاشي 'والله إن خرج هذا الأمر إلا من المشكاة التي خرج منها أمر عيسى عليه السلام' وأمر برد الهدايا على عمرو وعمارة , وألقى الله عز وجل العداوة بين عمرو وعمارة في مسيرهما قبل أن يقدما إلى النجاشي ثم اصطلحا حين قدما على النجاشي ليدركا حاجتهما التي خرجا إليها من المسلمين فلما خاب سعيهما رجعا إلى أشد ما كان عليه من العداوة وسوء ذات البين فمكر عمرو بعمارة حتى أوقعه في مكيدة أدت به لئن أخذه النجاشي فدفعه إلى سحرته فأصبح مثل الحيوانات يعيش معهم في الغابة ورجع عمرو إلى مكة وقد أهلك الله صاحبه وخيب سيره ومنعه حاجته .

ظل المسلمون في أرض الحبشة فترة طويلة منهم من عاد ومنهم من ظل بها وخلال تلك الفترة الطويلة عانى المسلمون من أهوال وشدائد رغم كونهم في أمان النجاشي ولكن قسوة الغربة ووحشة البعد كانت تعصر قلوبهم , وقريش ما زالت متربصة بهم حتى كان يوم النصر الأكبر في غزوة بدر وتلقت قريش لطمة قوية جعلتها تترنح بلا وعي وتهيج مثل الوحش الكاسر , حيث أراد أهل مكة أن يدركوا ثأرهم من المسلمين بإعادة الكرة مع النجاشي لاسترجاع المسلمين من أرضه فأوفدوا هذه المرة عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة وحملوا الهدايا معهم وأكثروا هذه المرة من الهدايا وجاءوا بمكيدة أخرى تتعلق بقول المسلمين وعقيدتهم في عيسىـ عليه السلام ـ وتحير المسلمون ماذا يقولون ولكنهم أجمعوا على قول الحق والصدق فلما دخلوا على النجاشي وسألهم قالوا ' عبدالله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول' فأخذ النجاشي عوداً من الأرض ثم قال 'ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود' فتناخرت بطارقته فقال وإن تناخرتم , اذهبوا فأنتم شيوم في أرضي 'أي آمنون بلغة الحبشة' ورد الله كيد قريش مرة أخرى , والجدير بالذكر أن المسلمين ظلوا بالحبشة حتى العام السابع من الهجرة وبعد غزوة خيبر عادوا للمدينة بعد رحلة استمرت أربعة عشر سنة


أختك .. بــشــرى