المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أخطاء الرقاة



أهــل الحـديث
20-12-2012, 04:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


المبالغة في ضرب المريض:
- عن أُمّ أَبَانَ بِنْتُ الْوَازِعٍ، عَنْ أَبِيهَا، أَنَّ جَدَّهَا الزَّارِعَ، انْطَلَقَ إِلَى رَسُولِ اللهِ ، فَانْطَلَقَ مَعَهُ بِابْنٍ لَهُ مَجْنُونٍ أَوِ ابْنِ أُخْتٍ لَهُ، قَالَ جَدِّي: فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ  الْمَدِينَةَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مَعِي ابْنًا لِي أَوِ ابْنَ أُخْتٍ لِي مَجْنُونٌ أَتَيْتُكَ بِهِ تَدْعُو اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ، فَقَالَ: «ائْتِنِي بِهِ» فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَيْهِ، وَهُوَ فِي الرِّكَابِ، فَأَطْلَقْتُ عَنْهُ وَأَلْقَيْتُ عَنْهُ ثِيَابَ السَّفَرِ وَأَلْبَسَتْهُ ثَوْبَيْنِ حَسَنَيْنِ، وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ادْنُهُ مِنِّي اجْعَلْ ظَهْرَهُ مِمَّا يَلِينِي» قَالَ: فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ مِنْ أَعْلَاهُ وَأَسْفَلِهِ، فَجَعَلَ يَضْرِبُ ظَهْرَهُ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: "اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ" ( ).
( ) إسناده ضعيف: أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (5/ 5314)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (3094)، عن مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ، عن مَطَر بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْنَق، عن أُمّ أَبَانَ بِنْتُ الْوَازِعٍ. قلت: أُمّ أَبَانَ مجهولة.
- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ  عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  فَقَالَ: «ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: «مَا جَاءَ بِكَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي قَالَ: «ذَاكَ الشَّيْطَانُ ادْنُهْ» فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ: «اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ» فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: «الْحَقْ بِعَمَلِكَ» قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: «فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ» ( ).
إسناده حسن: أخرجه ابن ماجه (3548)، والروياني (1515)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (1531)، عن (مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، وسَعِيد بْن سُفْيَانَ الْجَحْدَرِيّ)، كلاهما عن عُيَيْنَة بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عن أَبِيه، عَنْ عُثْمَانَ. قلت: إسناد حسن، عُيَيْنَةُ صدوق.
وأخرجه الحارث (1028)، والطبراني (9/ 8347)، وأبو نعيم في ((دلائل النبوة)) (396)، والبيهقي (5/ 307)، من طرق فيها نظر.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قَدْ يَحْتَاجُ فِي إبْرَاءِ الْمَصْرُوعِ وَدَفْعِ الْجِنِّ عَنْهُ إلَى الضَّرْبِ؛ فَيُضْرَبُ ضَرْبًا كَثِيرًا جِدًّا، وَالضَّرْبُ إنَّمَا يَقَعُ عَلَى الْجِنِّيِّ وَلَا يَحُسُّ بِهِ الْمَصْرُوعُ حَتَّى يَفِيقَ الْمَصْرُوعُ وَيُخْبِرَ أَنَّهُ لَمْ يَحُسَّ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ وَلَا يُؤَثِّرُ فِي بَدَنِهِ. ((مجموع الفتاوى)) (19/ 60).
وهنا خطأٌ شنيعٌ يقع فيه كثيرٌ من الراقين؛ يضرب أحدهم المريض ضربًا كثيرًا، حتى إنه قد يسبب عاهةً، ويكسر عظامًا، ويجلبُ أمراضً عظامًا، بل قد يصل – أحيانًا – من بعض جهلة الراقين إلى التسبب في موت المرض، وإلى الله المشتكى.
والذي أرى – والله أعلم – أنه يجوز ضرب من به مسٌّ من الجنون بشروط:
الأول: أن يتأكد الراقي أنَّ المريض مصابٌ بمس من الجن؛ فإن بعضهم قد يزعم أن عنه مس، وإنما هو شخصٌ مخبولُ العقل، وما به شيء، وقد يكون ما عنده تخيُّلاتٍ وأوهامًا.
والثاني: أن يتأكد الراقي من حضور الجنيّ حال الضرب؛ فإن الجن قد يخدع الراقي؛ فيتكلم على لسان المصروع، ولكنه ما حضر على جسده حضورا كاملا، فلو ضُرِبَ فإنما يقع الضرب على المصروع، وقد يدع الراقي يضربه مرةً، وثانيةً، والمصروع لا يشعر بالضرب، ثم يذهب خلال الضرب فيقع الضرب على المصروع.
والثالث: أن يذكر الراقي الجنيَّ بالله عز وجل، وأنه ظالمٌ بفعله هذا، وينصحه بالخروج، ويظل يقرأ من كتاب الله كثيرًا؛ فإن سيضعف الفينةَ بعد الفينةَ، فإن لم يخرج جرَّب الضرب. ولا يفعل الراقي لكما يفعل كثيرٌ منهم؛ يقرأ على المريض الفاتحة، يحضر الجني، يقول له: اخرج يا حقير، يرد عليه: لن أخرج أبدًا، فينهال ضربًا عليه، نسأل الله السلامة.
والرابع: أن يكون الضرب طرقا خفيفا، غير مُبَرِّحٍ، لا يكسر عظمًا، ولا يخدشُ لحمًا، ولا يُدٍمِي وجهًا، ويضرب على الأكتاف والأرداف والأطراف ، ويتثبت أنَّ المُصَابَ ليس في جسده عملية جراحية أو جرح، وإن كانت امرأة تثبت إن كانت حاملًا أو لا.
تنبيه هام:
لا يجوز أن يمس الرجل المرأة الأجنبية – إلا الطبيب لضرورةٍ شرعية – كما سيأتي، وأرى كذلك – والله أعلم – أنه لا يجوز للراقي بالكتاب والسنة أن يباشر ضرب المرأة الأجنبية بنفسه بحالٍ من الأحوال، أما إذا وكل أحدًا من محارمها بضربها بالشروط المذكورة فلا بأس، ولا يتوهمنَّ موسوسٌ أنه لابد لخروج الجني من الضرب، فالأمر إلى الله من قبل ومن بعد، والشفاء بيد الله، ولا يدخل جنيٌّ ولا يخرج إلا بأمرٍ إلهيٍّ.
[/SIZE][/FONT]