تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعريف بالحركة النصيرية (العلوية) نظام الحكم في سوريا



أهــل الحـديث
19-12-2012, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




التعريف بالحركة النصيرية (العلوية)


نظام الحكم في سوريا


التعريف والنشأة

هي حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث الهجري وهي من الفرق الغالية في العداء للإسلام وأهله ومن أعلى مقاصدهم هدم الإسلام ونقض عراه وقد كانوا عونا لكل من غزا أهل الإسلام.
وهم ينتسبون إلى مؤسس هذه الحركة وهو محمد بن نصير البصري النمري وقد تغير اسمهم إلى العلوية بقرار من القومسيرية الفرنسية في بيروت بتاريخ 1/9/1920م وتسمية جبال النصيرية بأرض العلويين المستقلة وكانت هذه التسمية الجديدة حتى لا ينفر منهم الناس وقد ارتاحوا لهذه التسمية لأنها تخلصهم مما علق تاريخيا باسم النصيرية من ذم وتشنيع وتكفير وطمعا منهم أن تفتح آفاقا بينهم وبين الشيعة.
وكانت نشأتهم على يد أبي شعيب محمد بن نصير النمري البصري (توفي 270هـ) الذي عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة ثم ادعى أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ووارث علمه والحجة والمرجع للشيعة بعده وأن هذه الصفة بقيت معه بعد غياب الإمام المهدي ثم قال بربوبية علي والأئمة من بعده وادعى لنفسه الرسالة والنبوة وقال بإباحة الخمر وإباحة كل المحرمات منها إباحة محارم الرجل.
ثم جاء عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني (توفي 287هـ) نسبة إلى جنبلا من بلاد فارس سافر إلى مصر وعمل على استمالة حسين الخصيبي.
ثم جاء حسين بن حمدان الخصيبي المصري الأصل (توفي 346هـ) وهو الذي أصل وأرسى ونشر قواعد المذهب النصيري وقد عاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب وأنشأ مركزين للنصيرية في حلب ورئيسه محمد بن علي الجلّي وفي بغداد ورئيسه على الجسري وانقرض الأخير على أيدي التتار.
ثم جاء أبو سعيد الميمون سرور بن قاسم الطبراني (توفي 427هـ) ونقل مركز حلب إلى اللاذقية.
ثم تتابع الأمر إلى أن جاء الأمير حسن المكزون السنجاري (توفي 638هـ) وحارب المنطقة مرتين فشل في الأولى ونجح في الثانية وقد أرسى قواعد المذهب النصيري في جبال اللاذقية بعد أن جاء معه بـ 50000 مقاتل بنسائهم وذراريهم فكونوا عشائر النصيرية.
ثم تفرقوا إلى أن قامت فرنسا بكسبهم لصالحها وتغيير الاسم من النصيرية إلى العلوية وقد استمرت هذه الدولة من (1920إلى1936).
ثم استمروا في مؤامراتهم الخبيثة إلى أن تسلموا الحكم عام 1970م على يد الهالك حافظ الأسد واستمر إلى الآن على يد المجرم بشار الأسد.


العقائد والأفكار

يشتمل المذهب النصيري على عقائد خاصة وعقائد عامة وفي كلا العقيدتين يلتزمون السرية التامة والذي يفشي هذا السر يقتل
وعندهم المرأة لا دين لها ولا يخبرونها بهذا السر ولا تتطلع عليه أبدا لأنها – عندهم – ضعيفة العقل والإرادة وهي لا تصلح إلا للإنجاب فقط.
وعلى من يقع عليه الاختيار لتحمل هذا السر من الرجال أن يمر بمراحل ثلاث وهذا بعد بلوغه سنة الخامسة عشر.
المرحلة الأولى وهي مرحلة التهيئة ثم مرحلة التعليق ثم مرحلة السماع ثم بعد ذلك يعقد له مجلس من رؤساء المذهب الروحانيين وبحضور كفيلين أو شاهدين يشهدان باستعداده لقبول السر ثم يحلف يمينا مقررة عندهم بالمحافظة على هذا السر كما يحافظ على روحه.
ومن أهم وأخطر عقائدهم (السر)
يؤمنون بعقيدة الحلول أن الذات الإلهية أو جزءا منها يحل في الإنسان مما يؤدي إلى تأليه الإنسان أو جعله من صفات الإله فالإمام عندهم جزءان لاهوت وهو الإله وناسوت وهو البشر وبناء على هذه العقيدة اتفقوا أن الله حل في جسد علي فعلي في الظاهر إمام (بشر) وفي الباطن إله وأنه ظهر بصورة البشرية إيناسا لعبيده ومحمد هو النبي لعلي يتصل به ليلا وينفصل عنه نهارا وأن عليا لم يقتل وإنما ألقى الشبه على رجل آخر وهو صعد ليسكن السحاب فصوته الرعد وضحكه البرق ويعظمون قاتله لأنهم يعتقدون أنه خلص الإله من الجسد.
وعندهم أن عليا خلق محمدا ومحمد خلق سلمان وسلمان خلق الأيتام الخمسة وهم:
- المقداد بن الأسود وهو عندهم رب الناس وخالقهم وهو الموكل بالرعود.
- أبو ذر الغفاري وهو الموكل بدوران الكواكب والنجوم.
- عبد الله بن رواحة الموكل بالرياح وقبض أرواح البشر.
- عثمان بن مظعون الموكل بالمعدة وحرارة الجسد وأمراض الإنسان.
- قنبر بن كادان الموكل بنفخ الأرواح في الأجسام.
ثم بعد مقتل علي حل الإله في الأئمة بعده ويعتقدون أن الإمامة هي أعلى مرتبة يصل إليها البشر وهؤلاء الأئمة لا يولدون كما يولد البشر وإنما يأتون للدنيا بطريقة خاصة وأنهم مطهرون من الرجس وأنهم موجودون في كل عصر بأعيانهم بناء على عقيدة التناسخ ولكل إمام اثنا عشر نقيبا وثمانية وعشرون نجيبا وهم لا يتقيدون بزمان ولا مسافة وأنهم غير مكلفين شرعا.
يعتقدون بأبدية العالم وأنه لا يزول وبناء عليه قالوا بالتناسخ وهو انتقال الروح إلى بدن أسعد فتسعد وإلى أشقى فتشقى وبناء على عقيدة التناسخ لا بعث ولا نشور ولا ثواب ولا عقاب ولا جنة ولا نار وبالجملة فإنهم ينكرون القيامة.
وبناء على هذه العقيدة يعتقدون بالرجعة وهي رجعة الأئمة إلى الحياة ليملؤوها عدلا كما ملئت ظلما ومن أول ما يفعلونه أن ينبشون قبري أبي بكر وعمر ويخرجونهما ويصلبونهما ويحرقونهما ولا يعني وجود القبرين في الحجرة الشريفة التكريم لهما وإنما ليعرف مكانهما على التأكيد.
بناء على رأيهم في المرأة أنها لا تصلح لشيء إلا الاستماع وإنجاب الأولاد فقط قالوا إن فاطمة وإن كانت أنثى في الظاهر إلا أنها ذكر في الباطن ويطلقون عليها اسم فاطر ويعتقدون أن الإله حل فيها فصار عندهم ما يسمى بالمصطفين الخمسة وهم (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) وهذا يقودهم إلى القول بتعدد الآلهة.
من أهم عقائدهم التأويل الباطني وهو وسيلة لتحطيم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وعدم اعتبارها دلالاتها الشرعية واللغوية وهو كما يقول العلماء أول مراتب الإلحاد لأنه محاولة لنسف الإسلام وإرساء المفاهيم الإلحادية الباطنية وهذا يمثل تجاوزا خطيرا لكل عقائد الإسلام فالصلوات الخمسة عندهم (علي وفاطمة والحسن والحسين ومحسن – وهو كما يزعمون الذي كان في بطن فاطمة عندما ضربها عمر فأسقطته -) وأن الذي يذكر أسماء هؤلاء لا يحتاج إلى طهارة.
يعتقدون بسقوط التكاليف الشرعية عمن يصل إلى معرفة درجات المؤمن (النصيري) بل تسقط عنه العبودية كلها بحسب مرتبته.
العبادات عندهم تختلف عن عبادات أهل الإسلام فالمرأة عندهم غير مكلفة أصلا لرأيهم الفاسد فيها وأما الذين هم في دائرة التكليف فإنهم يصلون بلا سجود فالمغرب أربع ركعات وبعضهم يجعلها خمسة والظهر ثمان ركعات وبعضهم يقول ركعتان في الصباح وركعتان في المساء وهذا كله بلا سجود ولا قبلة ولا طهارة ولا مساجد ولا جمعة والصوم عندهم البعد عن النساء والحج زيارة مشايخهم وغير ذلك من تأويلاتهم الباطنية الإلحادية.
لا يوجد شيء محرم عندهم فكل الملذات والشهوات مباحة حتى المحارم ويقدسون الخمر جدا ويقدسون شجرة العنب ويعتبرون قلعها جريمة عظيمة جدا.
لهم اجتماعات مخصصة في بيوت مخصصة وأوقات مخصصة ويسمونها قداسا ومنها ليلة تنطفئ فيها الأنوار ويمسك كل رجل بمن يليه من النساء ولا يهم إن كانت أمه أو أخته أو ابنته.
لهم أعياد كثيرة تصل إلى سبعة وخمسين عيدا فعيد الغدير وعيد الفراش وعيد عاشوراء وعيد النوروز وعيد المهرجان وعيد الصليب وغيرها ويتلون فيها الترانيم التي تحتوي على الكفر الصراح.
ينتظرون خروج المسيح الدجال ليكونوا تحت إمرته وهذا ما يرمزون إليه بالتقاء الأعورين وهما مؤسس الطائفة محمد بن نصير وكان أعور يلقب بوحيد العين والأعور الدجال.
ولاءهم دائما لمن يحكمهم من غير المسلمين طبعا كما هو الحال بالنسبة لجميع الفرق الباطنية فكان ولاءهم للتتار والصليبيين إبان غزوهم بلاد الإسلام وكذا في العصر الحديث ولاءهم لفرنسا في سوريا وولاؤهم لليهود في شمال فلسطين.



أبرز شخصياتهم على مر تاريخهم

المؤسس أبو شعيب محمد بن نصير النمري البصري توفي سنة 270هـ كان يقول بربوبية علي والأئمة من بعده وكان يدعي النبوة والرسالة ويقول بالتناسخ ويحلل جميع المحرمات.
أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الجنبلاني توفي سنة 287هـ.
الحسين بن حمدان الخصيبي المصري الأصل توفي سنة 346هـ ويعتبر ناشر المذهب ومرسي قواعده.
الأمير الحسن بن مكزون السنجاري توفي سنة 638هـ وهو الذي ثبت ملك النصيرين في جبال اللاذقية والساحل.
وسليمان أفندي الأضني ولد سنة 1250هـ وتلقى تعاليم الطائفة ثم تنصر وهرب منهم وكتب كتابه المشهورة بـ (الباكورة السليمانية) كشف فيه أسرار الطائفة بالتفاصيل ثم استدرجه النصيريون وأعطوه الأمان فعاد إليهم فقتلوه وأحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية.
محمد أمين غالب الطويل صاحب كتاب تاريخ العلويين كان أحد القادة في زمن الاحتلال الفرنسي.
سليمان المرشد أعدم شنقا سنة 1946 احتضنه الاحتلال الفرنسي وأعانه على ادعاء الربوبية فاتخذ له رسولا ثم جاء بعده ابنه مجيب الذي ادعى الربوبية كأبيه وقتل عام 1951م ثم ابنه الآخر واسمه مغيث ورث الربوبية المزعومة من أبيه.
ثم جماعات ممن انتسب لحزب البعث تسترا به إلى أن وصل الأمر لحافظ الأسد على سدة الحكم عام 1970 ثم ولده المجرم إلى الآن عجل الله زواله.


النصيرية ومحاولات الإصلاح

حاول كثير من الملوك والولاة والخلفاء المسلمون أن يصلحوا من حال هذه الطائفة ويردونهم إلى الدين الإسلامي ويبنوا لهم المساجد ويرسلوا إليهم المدرسين ليعلموهم الإسلام ولكنها سرعان ما تبوء بالفشل لخبث طوية هذه الطائفة ولحقدها الدفين على الإسلام والمسلمين فمن هذه المحاولات:
ما قام به صلاح الدين الأيوبي بعد دحره للصليبيين وكذا ما فعله الظاهر بيبرس بعد دحره للتتار وكذا السلطان العثماني سليم وكذا إبراهيم بن محمد علي باشا والي مصر وغيرها مما ذكرها التاريخ.


النصيرية والخيانات للإسلام والمسلمين

الناظر في التاريخ يرى أن الصليبيين ما استطاعوا أن يدخلوا بلاد الشام وبيت المقدس إلا من خلال مناطق جبال النصيرية وكذا لم يستطع التتار الدخول إلى دمشق وغيرها من بلاد الشام إلا بمعاونتهم وما موقفهم من الاحتلال الفرنسي لسوريا ببعيد حيث كانوا مع الاحتلال ضد تحرير البلاد وغيرها من الخيانات التي كتبها التاريخ وصمة عار في جبينهم.


النصيرية في نظر الشيعة الإمامية (الرافضة)

إذا علمنا أن هذه الفرقة من الفرق الباطنية بل من غلاة الفرق الباطنية فإننا سنرى ما سطره الرافضة في مثل هذه الفرقة والتي كما قال العلماء ظاهرها الرفض وباطنها الكفر المحض.
قال الصدوق القمي: "اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله جل اسمه وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلة وأنهم ما صغر الله تصغيرهم بشيء" الصلة بين التصوف والتشيع صـ 146 نقلا عن طائفة النصيرية صـ 346.

المراجع
الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/390-396)
الحركات الباطنية في العالم الإسلامي عقائدها وحكم الإسلام فيها تأليف د.محمد أحمد الخطيب (319-430)
طائفة النصيرية تاريخها وعقائدها وتأويلاتها د. سليمان الحلبي.