المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصيرية



أهــل الحـديث
18-12-2012, 08:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


نشاة النصيرة
تاريخيا تعتبر النصيرية فرع انشق عن الإمامية (الاثنا عشرية) فهم متفقون معهم على الأئمة الاحد عشر من علي رضي الله عنه إلى الحسن العسكري رحمه الله الذي مات وليس له ولد ولكن الشيعة اخترعوا كذبة كبرى راجت على كثير من البسطاء وقالوا : لقد كان للحسن العسكري ولد اسمه محمد وهو الإمام وهو المهدي المنتظر لكنه دخل السرداب وسيغيب غيبة ثم يرجع ويجب أن ينتظروه ولكن ادعى أحدهم وهو محمد بن نصير النميري أنه هو الباب لهذا الإمام الموجود داخل السرداب فلم يوافقوه على ذلك فانعزل عنهم وكون طائفة جديدة هي ما عرف بعد ذلك بـ(النصيرية) وظل زعيما لها حتى توفي في عام 270هـ

سبب التسمية
النصيرية لا يعترفون أن سبب التسمية انتمائهم لمحمد بن نصير رغم أنهم يذكرون في كتبهم أن محمد بن نصير كان هو (الباب) للحسن العسكري رحمه الله ولابنه الذي ادعوه من بعده يقول محمد الطويل وهو أحد زعمائهم في بدايات القرن الماضي في كتابه تاريخ العلويين : "أما الإمام محمد المهدي [يقصد ابن الحسن العسكري الغير حقيقي أصلا ] فلم يكن له باب بل بقية صفة الباب مع السيد محمد بن نصير البصري النميري. وعند تغيب المهدي كان الباب من جملة التشكيلات الدينية الأساسية "ويقولون إن هذه التسمية قد أطلقت على أجدادهم الذين ناصروا علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معاركه ضد الخوارج . ولو كان هذا السبب صحيحا لما كرهوا هذا الاسم بل لكان مدعاة لهم للفخر به . وبعضهم يقولون إن هذا الاسم قد اكتسبوه من اسم الجبال التي يسكنون بها والصحيح أن هذه الجبال لم يطلق عليها هذا الاسم إلا بعد أن سكنوا فيها .
والذي يجعلهم يكرهون هذه التسمية أن فيها دليل على أنهم فرقة محدثة منشقة وهم يدعون أنهم امتداد لعلي بن أبي طالب والأئمة المعصومون –كما يزعمون- من بعده .

هل النصيرية مسلمون ؟
أترككم مع ابن بطوطة رحمه الله ليصف لكم أحوالهم قال رحمه الله:
" وأكثر أهل هذه السواحل هم الطائفة النصيرية الذين يعتقدون أن علي بن أبي طالب إله، وهم لا يصلون ولا يتطهرون ولا يصومون. وكان الملك الظاهر ألزمهم بناء المساجد بقراهم، فبنوا بكل قرية مسجداً بعيداً عن العمارة ولا يدخلونه ولا يعمرونه. وربما أوت إليه مواشيهم ودوابهم وربما وصل الغريب إليهم فينزل بالمسجد ويؤذن إلى الصلاة فيقولون لا تنهق علفك يأتيك وعددهم كثير."
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى ؛ بل وأكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم أعظم من ضرر الكفار المحاربين مثل كفار التتار والفرنج وغيرهم " .

علاقة الشيعة بالنصيرية

من جهة النصيرة فهم يصرّحون ويدّعون أنهم على المذهب الجعفري وقد كتب علماءهم بيانا وقع عليه اكثر من سبعين من مشائخ العلوية وقضاتهم في سوريا ولبنان جاء فيه
"هذه هي معتقداتنا نحن المسلمين (العلويين) ومذهبنا هو المذهب الجعفري الذي هو مذهب من عرفوا بالعلويين والشيعة معا , وإن التسمية ( الشيعي والعلوي ) تشير إلى مدلول واحد وغلى فئة واحدة هي الفئمة الجعفرية الإمامية الإثني عشرية " وكتاباتهم التي يدعون فيها ذلك كثيرة ومنثورة في كتبهم

أما من جهة الامامية الاثني عشرية فقد كتب آية الله حسن الشيرازي وهو جعفري عراقي - يبدو أنه حصل على الجنسية الإيرانية لاحقا - مقدمة على البيان السابق ومما جاء فيها : "هذا البيان الذي يقدمه إلى الرأي العام أصحاب الفضيلة من شيوخهم هو واضح وصريح لأداء دلالتين :
الأولى : أن العلويين هم شيعة ينتمون إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالولاية , وبعضهم بالولاية والنسب
الثانية : أن العلويين والشيعة كلمتان مترادفتان مثل كلمتي الإمامية والجعفرية فكل شيعي هو علوي العقيدة وكل علوي هو شيعي المذهب " كلام الشيرازي هذا كان قد كتبه بعد زيارته على رأس وفد مكلف من آية الله محمد الشيرازي للنصيريين في سوريا ولبنان وذلك عام 1972م وقد علق صاحب كتاب (وجاء دور المجوس) على هذه الزيارة بقوله :
"أما حسن الشيرازي هذا ! فهو ايراني الجنسية قدم الى لبنان من أجل الدور نفسه الذي قدم من أجله موسى الصدر ، وهو يشغل اليوم رئيس جماعة العلماء الشيعة في لبنان ، وقيل بأنه قدم من ايران الى لبنان عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية _ على ذمة صحيفة الأنباء الكويتية الصادرة بتاريخ 29/9/78 _ كمنافس لموسى الصدر .
وما كان لقاء الشيرازي بعلماء النصيرية لقاء عابرا بل مضى الطرفان _ الجعفري والنصيري _ في التعاون ، ففي عام 1974 استصدر موسى الصدر قانونا في لبنان أصبح النصيريون الذين يقطنون في شمال لبنان بموجبه شيعة جعفريين ، وأقام لهم مفتيا خاصا بهم" انتهى

و يقول علي عزيز الإبراهيم – إمامي حاصل على تزكيات من كبار علماء الإمامية مثل موسى الصدر ومحسن الحكيم وغيرهم - في كتابه العلويون والتشيع :
"والواقع أنهم [يقصد النصيريين]شيعة جعفرية يتمذهبون بمذهب الامام جعفر الصادق ويعولون عليه في أحكامهم ومعاملاتهم , وتقاليدهم وآدابهم هي طبق ما جاء عن الأئمة المعصومين "
وقد كتب السيد محمد حسين فضل الله تقديما لهذا الكتاب جاء فيها:
"إنني أدعو المسلمين إلى قراءة هذا الكتاب بدقة وإمعان , حتى يرفعو الظلم الفادح عن هذه الطائفة الصريحة بإسلامها وتشيعها من خلال كبار علمائها "

هذا بعض ما وجدته من أقوالهم والمتأمل في أصول المذهبين يجد أن المشتركات بينهم قد تكون أكثر من الاختلافات فهم يشتركون في منهج التلقي ( إمام معصوم لا ينطق عن الهوى وأسانيد مكذوبة إلى الأئمة ) كما أنهم يتفقون في الغلو في الأئمة الاثنا عشر ورفعهم إلى منزلة أعلى من منزلة الأنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم . كما أنهم يشتركون في سب الصحابة وسب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعداء أهل السنة. فالأصل واحد . ولكن النصيرة قد غلو أكثر من الامامية حتى أنهم ألهو علي وتركوا الصلوات والعبادات وأولوها إلى معان باطنية ولكن الشيعة يتجاهلون هذه الأمور فهم لا يعتبرونها أمورا جوهرية ويحرصون على التقارب معهم لما لهم في ذالك من مصالح مشتركة وعداوات مشتركة مع أهل السنة .