سيرة الوزير الصالح علي الجراح

[النصرالعالمي]

هو ابو الحسن علي بن حسين بن الجراح وزير المقتدر بالله يصفه الصولي لا اعلم انه وزير لبني العباس وزير يشبهه في زهده وعفته وحفظه للقران وعلمه بمعانيه وكان يصوم نهارة ويقوم ليله
معروف بحسن التدبير والسياسة وموصوف بالعدل والاحسان خدم السلطان سبعين سنه لم يزل نعمه عن احد ولم يقتل احد ولا سعى في دمه فبقيت نعمته واهلك ظالمه ولم يهتك الله له حرمه على كثر ما تعرض له من فتن
وطلب منه ان يوقع في رفع مظلمه وهو في سفينه فقال اذا رجعت ثم قال ومن لي ان ارجع فوقع لهم وهو في الفينة قائما
له دار على نهر تحتاج الى ترميم يكلف ثلاثة الالف دينار وعندما اخرج المال قال ان صرف هذه الاموال في الصدقة أولى
لما وقع الوباء في بغداد كن من الغرباء والفقراء ما لا يحصى حتى نفذ ما عنده واستدان
كانت ضياعة تخرج في السنه بسبع مائة الف دينار يكون نصيب الصدقة ووجوه البر الاخرى ستين وست مائة الف
وكان ينفق على خمس واربعين الف نسمة
اقترح على الخليفة المقتدر ان يوقف عقار على الحرمين والثغور
غلتها ثلاثة عسر الف ويوقف معها الضياع المعروفة بالسواد وريعها نيف وثمانون الف دينار في كل شهر
ففعل الخليفة ذلك وافرد ديوانا خاصا سماه ديوان البر
وسبب نكبته منع حاشية الخليفة من ظلم الناس فسعوا في الفساد عليه حتى اعتقل ثمانية عشر شهرا ثم نفي الى مكة المكرمة واليمن ومصر ثم عاد الى الوزارة مكرما
المرجع كتاب حديث وأسمار للدكتور عبدالقدوس ابوصالح