المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آباء وأمهات يتنافسون في ضياع أبنائهم .!



عميد اتحادي
18-12-2012, 02:50 PM
<div>.قد تتفاجأون من عنوان الموضوع، ولكن وللأسف هذا هو الواقع والخطأ الذي يقع فيه (الكثير) من الآباء والأمهات. فهناك شريحة غير بسيطة، من الآباء والأمهات يشجعون ويساهمون على (ضياع) أبنائهم، وذلك بكثرة دلالهم لهم.
فما نراه هذه الأيام من تصرفات وسلوكيات غير سوية وغير مقبولة لـ (بعض) الشباب والبنات، يجعلني أتطرق لهذا الموضوع. فأنا (أب) ولديّ أبناء، لذلك أرى جميع الشباب والبنات كأنهم أبنائي، وأخاف عليهم مما يقومون به من تصرفات قد تؤذيهم وتؤذي أهاليهم.
وللأسف، أغلب هؤلاء الطائشين والمتنمرين والمتمردين من الشباب والبنات، وصلوا لهذا الحد من الاستهتار والطيش والتهور والتمرد، بمُباركةْ ودعم من آبائهم أو أمهاتهم! نعم، نجد الأب أو الأم يتنافسان في توفير كل ما يلزم وما لا يلزم لأبنائهما، دون تفكير وأنا (منهم)! ونعلل القيام بمثل هذه الأمور، بـ (حبنا) لهم!
بالطبع، حب الوالدين لأبنائهما أمرٌ ضروري ومتطلب أساسي لزرع الحنان والتواصل بينهم وبين أبنائهم، ولكن (الإفراط) في (الحب) و ( الدلال) يأتي دائمًا بنتائج (سلبية) وقد تكون (مؤذية)! فبعض الآباء والأمهات (الله يهديهم)، يجدون في إعطاء أبنائهم الهدايا باستمرار ضرورة لإسعادهم، وشراء الأشياء الغالية الثمن وأن كانت ليست بمقدورهم ضرورة، ولو عجز الأب يومًا ، تأتي الأم وتلبي هذه الطلبات والعكس صحيح.
والأمر الأدهى والأمر هو، إذا ما كان الأب والأم (منفصلين)! هنا تأتي الطامة الكبرى، فلكي يثبت الأب حبه واهتمامه لأبنائه نجده يجلب لهم الكثير والكثير ، وإن كان بغير اقتناع فهو فقط يريد أن (يغيظ) طليقته، ويثبت لها حبه واهتمامه بأبنائه وخاصةً إذا ما كان طلاقهما لعدم الوفاق! والعكس، فنجد (بعض) الأمهات (المطلقات) يقمن بنفس التصرف وقد يكون بطريقة أفظع، فقط لإغاظة الأب وإثبات مقدرتها على توفير متطلبات أبنائها دون الحاجة له!! الله المستعان.
إن التعبير عن الحب والاهتمام بالأبناء، له طرق وأوجه عدة أكثرأسهامًا في إنجاح تربيتهم تربية حسنة، ونجاحهم في حياتهم، منها، توفير احتياجاتهم الضرورية والأساسية في المنزل بدون مبالغة. وثانيًا، توفير البيئة السليمة والصحية لهم، الخالية من التعقيدات والمشاكل، وثالثًا، تربيتهم تربية دينية وإسلامية، وتذكيرهم بفضائل الدين الإسلامي وأهميته. ورابعًا، الحرص على إشراكهم في شؤون البيت والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم، وعدم التسفيه لهم. وخامسًا، الاستماع لمشاكلهم والحرص على حلها بأسلوب عصري وسلس. وأخيرًا وليس آخرًا، استخدام نظام العقاب والثواب معهم، فالجزاء من جنس العمل.
فدور الأب والأم، لا يقتصر على تلبية متطلبات الأبناء، بقدر ما هو تربيتهم تربية سليمة، تعود بالنفع عليهم وعلى بلدهم. ونرجع مرة أخرى، إلى أهم نقطة في التربية، وهي تطبيق الدين الإسلامي واتخاذه المنهاج الأساسي في تربية الأبناء