المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : °.• كن ورعًا تكن أعبد الناس •.°



أسواق
18-12-2012, 06:30 AM
حين تخبو جذوة الإيمان في القلوب






ويطغى حب الدنيا على النفوس






تضمحل التقوى ويتلاشى الورع




وتبرز الأنانية ويظهر الطمع ويولع الناس بالدنيا فيتهافتون عليها ويتنافسون


وذلك حين ينسى الناس أو يتناسون أمر الحساب والوقوف بين يدي رب الأرباب

تراهم في هذه الدنيا يركضون بغير عنان


وفي دياجير هذه الظلمات وتلاطم طوفان المدلهمات


ثمة مركب آمن يتهادى بين أمواج الفتن يحمي المؤمن ويوصله ويؤويه ويؤمنه


إنه مركب الورع


http://l.yimg.com/qn/alfrasha/up/789866791232641265.gif


وقد عرفه شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله




وكذلك الورع المشروع هو الورع عما قد تخاف عاقبته


وهو ما يعلم تحريمه وما يشك في تحريمه وليس في تركه مفسدة أعظم من فعله


وقال أيضا

وأما الورع فإنه الإمساك عما قد يضر فتدخل فيه المحرمات والشبهات لأنها قد تضر


فإنه من اتقى الشبهات استبرأ لعرضه ودينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي حول الحمى يوشك أن يواقعه

وأما الورع عما لا مضرة فيه أو فيه مضرة مرجوحة لما تقترن به من جلب منفعة راجحة أو دفع مضرة أخرى راجحة فجهل وظلم

والورع منه واجب ومنه مستحب


فالورع الواجب ترك كل ما حرم الله من المناهي والمحظورات

والورع المستحب ترك الشبهات والوسائل الموصلة إلى الحرام


والحاصل أن الورع انتقال العبد من الشك إلى اليقين من الريبة والتردد إلى الثقة والاطمئنان

فالورع والعفة والتقوى والخوف من الله صفاتٌ أصبحت غريبة في هذا الزمن

مَنْ مِنَ الناس اليوم يتوقف عند مشتبهات ويقول إني أخاف الله

مَنْ مِنَ الناس مثل الصِّدِّيق


كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه

فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام تدري ما هذا ؟

فقال أبو بكر : وما هو ؟


قال : كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية ، وما أحسن الكهانة ، إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك ، فهذا الذي أكلت منه


فأدخل أبو بكر يده ، فقاء كل شيء في بطنه


الراوي: عائشة المحدث: البخاري (http://www.dorar.net/mhd/256)- المصدر: صحيح البخاري (http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 3842


خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


http://l.yimg.com/qn/alfrasha/up/789866791232641265.gif


الورع من أعلى مراتب الإيمان وأفضل درجات الإحسان


يحقق للمؤمن هدأ البال وطمأنينة النفس وراحة الضمير


ولا يكون المرء ورِعًا حتى يجتنب الشبهات خشية الوقوع في المحرمات


ويترك كل ما يخشى ضرره في الآخرة


عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم

[إن الحلال بين وإن الحرامبين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس

فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام

كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتعفيه ، ألا وإن لكل ملك حمى

ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذاصلحت صلح الجسد كله


وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ]


فإن من اقترب من الحرام وحام حول الفتن قرب منه البلاء وبعدت عنه السلامة ..


وربمازال عنه اللطف الإلهي ووكل إلى نفسه


فمهما بلغ الإنسان من التحرز والعلم فلاينبغي أن يغرر بنفسه ولا يفرط بالثقة فيما هو عليه

فإن أبى إلا الحوم حول الحمى فليعلم أنه على شفا جرفٍ هارٍ يوشك أن ينهار به



فمن أعظم ما يعين على السلامةالبعد عن المثيرات ودواعي المعصية ونوازع الشر


قال سفيان الثوري




[ عليك بالورع يخفف الله حسابك ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وأتبع الشك باليقين يسلم لك دينك ]



لذا قال قتيبة


[ لولا الثوري لمات الورع ]


وقال الضحاك




[ أدركت الناس وهم يتعلمون الورع ، وهم اليوم يتعلمون الكلام والجدل ]



وقال النخعي


[ إنما أهلك الناس فضول الكلام وفضول النظر]

لا نخادع أنفسنا حينما نقتحم الريب ونخوض في المشتبه فإن على الحق نورا


قال الحسن بن علي - رضي الله عنهما



[ حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ؛ فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة ]


و قال - صلى الله عليه وسلم [ الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ]



وماذا ينفعنا الناس ما دمنا نتوجس منه المأثم


قال رجل : يا رسول الله ما الإيمان ؟


قال : إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن قال : يا رسول الله فما الإثم ؟ قال : إذا حاك في صدرك شيء فدعه


(على شرط مسلم )

http://l.yimg.com/qn/alfrasha/up/789866791232641265.gif


ورحلة الانحدار تبدأ بزلةٍ واحدة


والحريص على آخرته يجعل بينه وبين الانزلاقات وقاية تستره وتحميه


والمكروه عقبة بين العبد والحرام فمن أتى المكروه تطرق إلى الحرام

ومن استكثر من المباح تطرق إلى المكروه وربما جره إلى الحرام


وقد جمع النبي - صلى الله عليه وسلم - الورع في كلمة واحدة فقال


( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )



فهذا يعم الترك لما لايعني من الكلام والنظر والاستماع والحركة والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة


وفي الترمذي مرفوعا " يا أبا هريرة كن ورعًا تكن أعبد الناس "


وفي الوعد الصادق [ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ]



أحبتي



إن أمامنا قبرًا ثم نشرًا ثم حشرًا ثم كتابًا لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاأحصاها


ثم المصير إلى جنةٍ أو نار ؛ فمن سافر بغير زادٍ قل أن يسلم



ومن لم يتدبر عواقب الأمور فلا بد أن يندم


ومن لم يكثر من محاسبة نفسه كثرت عليه الديون



وعما قليل هو في القبر مرهون



ومن سكنت الدنيا قلبه قلبته




ومن استمرأ المخالفة وتهاون في الحدود خُتِم على قلبه


حتى يصبح لا يعرف معروفًا ولا ينكرمنكرًا إلا ما أشرب من هواه


اللهم املأ قلوبنا بتقواك واجعلنا نخشاك كأنا نراك