المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقويم اللسان ...



أهــل الحـديث
17-12-2012, 05:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


¤¤ تقويم اللسان :-



أي أخي ، لا شك أن النحو أشرف العلوم ، من ناله نال فضلا عظيما ، وخيرا" جزيلا" ، وهل يفهم الكتاب والسنة إلا بفهم النحو ؟! .



¤ قال الشافعي - رحمه الله - :

(( اللسان الذي اختاره الله -عزوجل- لسان العرب ، فأنزل به كتابه العزيز ، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد -صلى الله عليه وسلم- ؛ ولهذا نقول : ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها ؛ لأنها اللسان الأولى )) .

وقال أيضا :

(( يجب على كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما يبلغه جهده في أداء فرضه )) .



¤ وقال الماوردي -رحمه الله- :

(( ومعرفة لسان العرب فرض على كل مسلم ومسلمة من مجتهد وغيره )) .



¤ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- :

(( واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق ، والدين تأثيرا" قويا" ، ويؤثر -أيضا- في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، ومشابهتهم تزيد في العقل ، والدين والخلق ، وأيضا" فإن نفس اللغة العربية من الدين ، ومعرفتها فرض واجب ، لأن فهم الكتاب والسنة فرض ، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب )) .

وقال -أيضا"- :

(( وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن ، فنحن مأمورون -أمر إيجاب أو أمر استحباب- أن نحفظ القانون العربي ، ونصلح الألسنة المائلة عنه ، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة ، والاقتداء بالعرب في خطابها ، فلو ترك الناس على لحنهم كان نقصا" وعيبا")) .



¤ قال ابن بسام :

فلا تعد إصلاح اللسان ؛ فإنه

يخبر عما عنده ويبين

ويعجبني زي الفتى وجماله

ويسقط من عيني ساعة يلحن

على أن للإعراب حدا" ، وربما

سمعت من الإعراب ماليس يحسن

ولا خير في اللفظ الكريه سماعه

ولا في قبيح الظن بالفعل أحصن



¤ وقال عبدالملك بن مروان :

(( اللحن في الكلام أقبح من الجدري في الوجه )) .

وأوصى بعض بنيه ، فقال :

(( يابني ، أصلحوا ألسنتكم ؛ فإن الرجل تنوبه النائبة ، فيتجمل فيها ، فيستعير من أخيه دابته ، ومن صديقه ثوبه ، ولا يجد من يعيره لسانه )) .



¤ قال الشاعر :

إني وإن كانت أثوابي ملفقة"

ليست بخز ولا من نسج كتان

فإن في المجد هماتي وفي لغتي

فصاحة" ولساني غير لحان



¤ قال ابن فارس -رحمه الله- :

(( من العلوم الجليلة التي اختصت بها العرب الإعراب الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ ، وبه يعرف الخبر الذي هو أصل الكلام ، ولولاه ماميز فاعل من مفعول ، ولا مضاف من منعوت ، ولا تعجب من استفهام ، ولا صدر من مصدور ، ولا نعت من تأكيد )) .

وقال -أيضا"- :

(( وقد كان الناس قديما يجتنبون اللحن فيما يكتبون أو يقرءونه اجتنابهم بعض الذنوب ، فأما الآن فقد تجاوزوا ، حتى إن المحدث يحدث فيلحن ، والفقية يؤلف فيلحن ، فإذا نبها قالا : ماندري ما الإعراب ، وإنا محدثون وفقهاء ، فهما يسران بما يساء به اللبيب ، ولقد كلمت بعض من يذهب بنفسه ، ويراها من فقه الشافعي بالرتبة العليا في القياس ، فقلت : ما حقيقة القياس ومعناه ؟ ، ومن أي شيئ هو ؟ ، فقال : ليس على هذا ، وإنما على إقامة الدليل على صحته .

فقل لي الآن في رجل يروم إقامة الدليل على صحة شيئ لا يعرف معناه ، ولا يدري ماهو ، ونعوذ بالله من سوء الاختيار )) .



¤ قال الأخ عبدالكريم العماد :

النحو مفتاح العلوم وفهمه

يكفي العقول مشقة" وعناء

فافهمه واحرص أن تنال زمامه

يجعل طريقك للعلوم ضياء



¤ وقال أبو هلال العسكري :

(( علم العربية على ما تسمع من خاص ما يحتاج إليه الإنسان لجماله في دنياه ، وكمال آلته في علوم دينه ، وعلى تقدم العالم فيه وتأخره يكون رجحانه ونقصانه إذا ناظر أو صنف ، ومعلوم أن من يطلب الترسل ، وقرض الشعر ، وعمل الخطب والمقامات ، كان محتاجا -لا محالة- إلى التوسع في علوم اللغة العربية )) .



¤ قال الشاعر :

النحو يصلح من لسان الألكن

والمرء تكرمه إذا لم يلحن

وإذا طلب من العلوم أجلها

فأجلها نفعا مقيم الألسن



¤ قال حماد بن سلمة :

(( من طلب الحديث ، ولم يتعلم النحو -أو قال العربية- فهو كمثل الحمار ، تعلق عليه مخلاة فيها شعير )) .



¤ قال الشاعر :

إن الذي ملأ اللغات محاسنا"

جعل الجمال وسره في الضاد



¤ - وقد يقول قائل : إن العامية ضرورة لا زمة لمخاطبة الناس على قدر عقولهم ،

والجواب عليه :

+ قال الدكتور فتحي جمعة أستاذ العلوم اللغوية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة -حفظه الله- :

(( إن المخاطبة على قدر العقول لا تعني تبذل اللغة ، أو هبوط الكلام ، وانحرافه عن سنن الفصحى ، وإنما تعني الابتعاد عن تعقيد الفكرة ، والتقعر في اللغة [ أي تعمد اختيار الصعب من التركيب والغريب الوحشي من الكلام ] .

أما الجنوح إلى العامية بدعوى إفهام العوام ، فإن لم يكن مداراة للعجز عن الفصحى ، وقصر الباع في استعمالها ، فهو ادعاء يظلم الفصحى و العوام في وقت معا" ، يظلم الفصحى بأنها غير مفهومة ، ووالله إنها لمفهومة ، ويظلم العوام بأنهم لا يفهمون ، وتالله إنهم ليفهمون ، وإلا كيف يخشعون للقرآن ، ويتأثرون ببالغ الموعظة ، وجميل البيان ؟ ! )) ا . هـ .



¤ قال الشاعر :

من فاته النحو فذاك الأخرس

وفهمه في كل يوم مفلس

وقدره بين الورى موضوع

وإن يناظر فهو المقطوع

لا يهتدي لحكمة في الذكر

وما له من غامض من فكر



¤ ومن اللطائف : ما ذكره ابن الجوزي -رحمه الله- في كتابه > :

أن رجلا" قال لرجل آخر ، لقد فهمت النحو كله ما عدا ثلاث مسائل ، قال : ما هي ؟ ، قال : قول الرجل : أبو ، وأبا ، وأبي ، فقال المسئول : أبو تستخدم للرجل السمين ، وأبا للرجل المتوسط ، وأبي للرجل النحيف ! .



¤ قال الشاعر اللغوي محمد الخضر حسين -رحمه الله- :

لغة قد عقد الدين لها

ذمة" يكلؤها كل البشر

أو لم تنسج على منوالها

كلم التنزيل في أرقى سور

يا لقومي لوفاء إن من

نكث العهد أتى إحدى الكبر

فأقيموا الوجه في إحيائها

وتلافوا عقد ما كان انتشر



¤ وأخيرا" قال شاعر النيل محمد حافظ إبراهيم متحدثا بلسان حال اللغة العربية ، مبينا" مأساتها :



رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي

وناديت قومي فاحتسبت حياتي

رموني بعقم في الشباب وليتني

عقمت فلم أجزع لقول عداتي

ولدت ولما لم أجد لعرائسي

رجالا" وأكفاء" وأدت بناتي

وسعت كتاب الله لفظا" وغاية"

وما ضقت عن آي به وعظات

فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة

وتنسيق أسماء لمخترعات ؟!

أنا البحر في أحشائه الدر كامن

فهل سألوا الغواص عن صدفاتي ؟

فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني

ومنكم وإن عز الدواء أساتي

فلا تكلوني للزمان فإنني

أخاف عليكم أن تحين وفاتي

أيطربكم من جانب الغرب ناعب

ينادي بوأدي في ربيع حياتي ؟!

سقى الله في بطن الجزيرة أعظما

يعز عليها أن تلين قناتي

حفظن ودادي في البلى وحفظته

لهن بقلب دائم الحسرات

وفاخرت أهل الغرب والشرق مطرق

حياء بتلك الأعظم النخرات

أرى كل يوم بالجرائد مزلقا"

من القبر يدنيني بغير أناة

أيهجرني قومي -عفا الله عنهم-

إلى لغة لم تتصل برواة

سرت لوثة الإعجام فيها كما سرى

لعاب الأفاعي في مسيل فرات

فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة"

مشكلة الألوان مختلفات



¤¤ المصدر :

(فن الحوار /ص 98_104 .

تأليف أبي عبدالله الحاشدي)