اهل مصر بين نسبتهم للقبط والعرب

[أهــل الحـديث]

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا والصلاه والسلام على سيد المرسلين واله وصحبه والتابعين اما بعد

قال الرسول عليه الصلاة والسلام اذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا فان لهم ذمه ورحما رواه الحاكم
فدل قول النبي (رحما) على ان هناك رابط من المصاهره فقيل ان هاجر ام اسماعيل عليهما السلام قبطيه واسماعيل عربي ومن نسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال رحما
وقيل ان ماريه التي تسرى بها النبي كانت قبطيه فولدت له ابراهيم ابن النبي لذلك قال رحما

فثبت ان القبط عرق اخر غير العرب فانهم لو كانوا عرب في الاصل لما ميزهم بالرحم
وعلى ذلك جرى المؤرخين بنسبه القبط الى مصر بن حام بن نوح

وضلت مصر ميدان للمعارك والاستعمار فقامت على ارضها اعراق ودول كالعماليق واليونان وكان جل اهل مصر وثنيه حتى دخلت النصرانيه مع الرومان

ثم عند الفتوحات الاسلاميه ابان عهد الخلفاء الراشدين استوطن العرب المجاهدين من مضر وربيعه وقحطان وغيرهم من اهل الجزيره العربية مصر وعمروا المدن واقاموا حياه اقتصاديه واجتماعيه واصبح القبط اهل الديار المصرية الحقيقيين معاهدين واهل ذمه ومنهم من اعتنق الاسلام لما راى سماحته مع المسلمين ومنهم من بقي على دينه دافعا للجزيه على مر العصور والدول

ثم ان العرب تزوجوا من القبط سواء دخلوا في الاسلام ام لا وبذلك تصاهر العرقين العرب والقبط وغلب الغالب على المغلوب في اللغه والدين والشكل فاصبحت اللغه العربية هيا الدارجه في مصر واصبح القبط النصارى اقليه

ان الناظر بصدق وامانه لاهل مصر اليوم واعراقهم يعلم يقينا انهم على ملامح مختلفه فيهم الاسمر والابيض والرومي والنوبي والعربي وجميعهم الا القليل الذي لا يذكر انسابهم عربيه اصليه فعلاما يدل ذلك!

اجاب عن ذلك صاعد الاندلسي في كتابه طبقات الامم فقال :
( ما كان قبل الطوفان فجهل خبره وبقي اثره مثل الاهرام.. واما بعد الطوفان فقد صار اهل الاقليم اخلاط من الامم ما بين قبطي ويوناني ورومي وعمليقي وغيرهم الا ان جمهرتهم قبط وانما صاروا اخلاطا لكثره ما تداول ملك مصر من الامم السالفه كالعمالقه والروم واليونان واختلطت الامم فيها لذلك وخفي على الناس تخليص انسابهم فاقتصر من التعريف بهم على نسبتهم من موضعهم من بلد مصر)

وهذا الذي ذكرت لا يقدح في اهل مصر البته فهم اهل الكرم والشجاعه والسخاوه والبسمه والسرور كما قال عنهم ابن بطوطه ولو لم يكن بهم الا هذه الصفه الحميده لكفت ولا يخفى رحمهم الخالص لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنعم ذاك الشرف
وانا انما اردت من كلمتي ان اوضح خاطره تدور في نفس كل ناظر لاهلها ، وهذا الذي ذكرت ان كان صوابا فمن الله وانا كان خطا فمن نفسي والشيطان واستغفر الله واتوب اليه

المصادر
مقدمه ابن خلدون
طبقات الامم لصاعد الاندلسي
سبائك الذهب في معرفه قبائل العرب
اسلام ويب في تخريج الحديث