المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: صكوك التزكيات وفتنة الثورات! ::



أهــل الحـديث
16-12-2012, 12:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


صكوك التزكيات وفتنة الثورات!

عمرانُ بنُ حِطانَ بنِ ظبيانَ السَّدوسِيّ البَصري
كان من أعيانِ العلماء.
حدَّث عن عائشة وأبي موسى الأشعري وابن عباس رضي الله عنهم.
وروى عنه ابن سيرين وقتادة ويحيى بن أبي كثير رحمهم الله.
وكان شاعرًا فصيحًا، حتى قال الفرزدق: عمرانُ بن حطانَ من أشعرِ الناس؛ لأنه لو أراد أن يقول مثلَنا لقال، ولسنا نقدِرُ أن نقول مثل قوله.

لكن أراد الله فتنتَه... [وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً]
فعن ابن سيرين قال: تزوج عمرانُ خارجية، وقال سأردها، قال: فصرفتْهُ إلى مذهبها.
وذكر المدائني أنها كانت ذاتَ جمالٍ وكان دميمًا فأعجبته يومًا، فقالت: أنا وأنت في الجنة لأنك أُعطيتَ فشكرتَ، وابتُلِيتُ فصَبَرتُ.

ومن فتنتِه قولُه في قاتلِ عليٍّ -رضي الله عنه-:
يا ضَربة من تَقِيٍّ ما أراد بها ... إلا ليبلغَ من ذي العرش رِضوانا
إني لأذكرُه حينا فأحسَبُه ... أوفَى البرية عند الله ميزانا
أكرِم بقومٍ بطونُ الطيرِ قبرُهُمُ ... لم يخلِطوا دينَهم بَغيًا وعُدوانا

ورد عليه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي بقوله:
إني لأبرأُ مما أنت قائلُه ... عن ابنِ ملجمِ الملعونِ بُهتانا
يا ضربةً من شَقِيٍّ ما أرادَ بها ... إلا ليهدمَ للإسلام أركانا
إني لأذكرُه يوماً فألعنُه ... وألعنُ الرِّجسَ عِمرانَ بنَ حِطّانا
عليك ثم عليه الدَّهْر متصلاً ... لعائنُ الله إسراراً وإعلانا
فأنتما من كلابِ النارِ جاء به ... نَصُّ الشريعة برهاناً وتِبيانا

وقد كان فلانٌ وفلانٌ في زماننا من المجتهدين في الطلب والبارزين في التحقيق، حتى زكَّاهم أهل العلم والفضل لِمَا كانوا عليه من الخير، فجاءت الثورة بفتنتِها فكان ما كان.
فاللهم إنا نسألك حسن الخاتمة..