أهــل الحـديث
14-12-2012, 03:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
هذه مقتطفات من كلام مؤرخ سوس العلامة محمد المختار السوسي في مقدمة كتابه: "سوس العالمة" قال فيها ـ رحمة الله عليه وعلى سائر علماء الأمة ـ :
{في المغرب حواضر وبواد، وتاريخه العلمي العام لا يمكن أن يتكون تكونا تاما إلا من التواريخ الخاصةلكل حاضرة من تلك الحواضر ، ولكل بادية من هذه البوادي...... إلى أن قال: .....فكم سجلماسي ودرعي وريفي وجبالي وأطلسي وتادلي ودكالي وشاوي يمر باسمه المطالع أثناءالكتب، وكم مدارس وزوايا علمية إرشادية في هذه البوادي لا تزال آثارها إلى الآن ماثلة للعيون، أو لا تزال الأحاديث عنها يدوِّي طنينها في النوادي؛ فأين ما يبين كنه أعمالها، وتضحية أصحابها، وما قاساه أساتذتها وأشياخها في تثقيف الشعب، وتنوير ذهنه، وتوجيهه التوجيه الإسلامي بنشر القرءان والحديث، وعلوم القرءان والحديث من اللغة والبيان والفقه وسيرة السلف الصالح؟......إلى قوله: ....قد يخطر في بال بعض الناس القصيري النظر أن السجلماسي أو الدكالي ـ مثلا ـ إذا تصدى كل واحد منهما لمثل هذا البحث في ناحيته أن ذالك من العنصرية الممقوتة......... فهل إذا توفر الطبيب للتخصص في بحث ما حول عضو من أعضاء الذات نلمزه بالعنصرية إزاء الأعضاء الأخرى؟ وهل إذا قام رب أسرة بكل ما تحتاج إليه أسرته بالإنفاق عليها وحدها وبالدفاع عن حقوقها، وتحديد أملاكها الخاصة، يلمز أيضا بالعنصرية؟......... إن لليوم غدا، وإن في الميدان لأفراسا مطلقة، وإن أبواب العمل مفتوحة على مصاريعها أمام كل من يريد أن يعمل في أي ميدان من الميادين. وقد زالت الأعذار بالاستقلال، وأمكن لكل ذي عزيمة أن يعمل. فهل للكسالى أن ينتفضوا فيدخلوا في غمار العاملين؟ عوض أن يملأوا الجِوَاء"1" بالنقد الزائف، والأعذار الواهية، فعند الممات تظهر التركات، وإنما الأعمال بالنيات، ومن أبطأ به عمله فلا يلومن إلا نفسه...........
ايه"2" فهذه سوس وجدت من هذا السوسي [يعني نفسه] من يبذل جهوده حول إحياء تاريخ بعض رجالاتها، فليت شعري هل تجد تلك البوادي الأخرى، بل وبعض الحواضر التي لم يكتب عنها بعدُ أي شيء من تثور فيه الحمية المحمودة، ـ وفي ذالك فليتنافس المتنافسون ـ فيفتح لنا الأبواب التي نراها لا تزال موصدة؟.............
وبعد فليسمع صوت هذا السوسي كل جوانب المغرب من أعظم حاضرة إلى أصغر بادية، فلعل من يصيخون يندفعون إلى الميدان، فنرى لكل ناحية سجلا يضبط حوادثها، ويعرف برجالها، ويستقصي عاداتها.......
ثم أقول لإخواننا السوسيين من الشباب: لا تظنوا أنني في كل ما سوّدته مما كتبته في مختلف تلك الأجزاء الخمسين مما خصص بالرجال أو بالحوادث أو بالرحلات أديت به حتى عشر المعشار من الواجب عن سوسهم........ إلى ءاخر كلامه رحمه الله}
نعم، خمسون مجلدا جمعها هذا الرجل ـ عليه رحمة الله ـ في تاريخ منطقة لم يكتب عنها من قبله ، في أقل من ربع قرن، فكأنه يكتب مجلدين في كل عام في التاريخ وحده، فضلا عن الفنون الأخرى.
انظر إلى همة هذا السوسي العظيم العالية، وإلى طموحه السامي، وهو القائل في بعض شعره:
لـِـــي هــمّــــة عـالـيــة فـذة طــمـــوحها ليس له منتهى
لو ملكت كل الثرى لاعتلت إلى امتلاك سدرة المنتهى
والآن أقول للعلماء لطلبة العلم في سوس وفي المغرب وفي العالم كله:
هيا بنا نتعاون للتعريف بعلمائنا ومؤلفاتهم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
"1" هذه الكلمة يستعملها المؤلف كثيرا في كتبه ومعناها: الأجواء.
"2" إيه: كلمة استزادة واستنطاق بمعنى: انطق وزد في الكلام.
هذه مقتطفات من كلام مؤرخ سوس العلامة محمد المختار السوسي في مقدمة كتابه: "سوس العالمة" قال فيها ـ رحمة الله عليه وعلى سائر علماء الأمة ـ :
{في المغرب حواضر وبواد، وتاريخه العلمي العام لا يمكن أن يتكون تكونا تاما إلا من التواريخ الخاصةلكل حاضرة من تلك الحواضر ، ولكل بادية من هذه البوادي...... إلى أن قال: .....فكم سجلماسي ودرعي وريفي وجبالي وأطلسي وتادلي ودكالي وشاوي يمر باسمه المطالع أثناءالكتب، وكم مدارس وزوايا علمية إرشادية في هذه البوادي لا تزال آثارها إلى الآن ماثلة للعيون، أو لا تزال الأحاديث عنها يدوِّي طنينها في النوادي؛ فأين ما يبين كنه أعمالها، وتضحية أصحابها، وما قاساه أساتذتها وأشياخها في تثقيف الشعب، وتنوير ذهنه، وتوجيهه التوجيه الإسلامي بنشر القرءان والحديث، وعلوم القرءان والحديث من اللغة والبيان والفقه وسيرة السلف الصالح؟......إلى قوله: ....قد يخطر في بال بعض الناس القصيري النظر أن السجلماسي أو الدكالي ـ مثلا ـ إذا تصدى كل واحد منهما لمثل هذا البحث في ناحيته أن ذالك من العنصرية الممقوتة......... فهل إذا توفر الطبيب للتخصص في بحث ما حول عضو من أعضاء الذات نلمزه بالعنصرية إزاء الأعضاء الأخرى؟ وهل إذا قام رب أسرة بكل ما تحتاج إليه أسرته بالإنفاق عليها وحدها وبالدفاع عن حقوقها، وتحديد أملاكها الخاصة، يلمز أيضا بالعنصرية؟......... إن لليوم غدا، وإن في الميدان لأفراسا مطلقة، وإن أبواب العمل مفتوحة على مصاريعها أمام كل من يريد أن يعمل في أي ميدان من الميادين. وقد زالت الأعذار بالاستقلال، وأمكن لكل ذي عزيمة أن يعمل. فهل للكسالى أن ينتفضوا فيدخلوا في غمار العاملين؟ عوض أن يملأوا الجِوَاء"1" بالنقد الزائف، والأعذار الواهية، فعند الممات تظهر التركات، وإنما الأعمال بالنيات، ومن أبطأ به عمله فلا يلومن إلا نفسه...........
ايه"2" فهذه سوس وجدت من هذا السوسي [يعني نفسه] من يبذل جهوده حول إحياء تاريخ بعض رجالاتها، فليت شعري هل تجد تلك البوادي الأخرى، بل وبعض الحواضر التي لم يكتب عنها بعدُ أي شيء من تثور فيه الحمية المحمودة، ـ وفي ذالك فليتنافس المتنافسون ـ فيفتح لنا الأبواب التي نراها لا تزال موصدة؟.............
وبعد فليسمع صوت هذا السوسي كل جوانب المغرب من أعظم حاضرة إلى أصغر بادية، فلعل من يصيخون يندفعون إلى الميدان، فنرى لكل ناحية سجلا يضبط حوادثها، ويعرف برجالها، ويستقصي عاداتها.......
ثم أقول لإخواننا السوسيين من الشباب: لا تظنوا أنني في كل ما سوّدته مما كتبته في مختلف تلك الأجزاء الخمسين مما خصص بالرجال أو بالحوادث أو بالرحلات أديت به حتى عشر المعشار من الواجب عن سوسهم........ إلى ءاخر كلامه رحمه الله}
نعم، خمسون مجلدا جمعها هذا الرجل ـ عليه رحمة الله ـ في تاريخ منطقة لم يكتب عنها من قبله ، في أقل من ربع قرن، فكأنه يكتب مجلدين في كل عام في التاريخ وحده، فضلا عن الفنون الأخرى.
انظر إلى همة هذا السوسي العظيم العالية، وإلى طموحه السامي، وهو القائل في بعض شعره:
لـِـــي هــمّــــة عـالـيــة فـذة طــمـــوحها ليس له منتهى
لو ملكت كل الثرى لاعتلت إلى امتلاك سدرة المنتهى
والآن أقول للعلماء لطلبة العلم في سوس وفي المغرب وفي العالم كله:
هيا بنا نتعاون للتعريف بعلمائنا ومؤلفاتهم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
"1" هذه الكلمة يستعملها المؤلف كثيرا في كتبه ومعناها: الأجواء.
"2" إيه: كلمة استزادة واستنطاق بمعنى: انطق وزد في الكلام.