المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ][ الإنقسام بين العقل والعاطفة ][ أيهما نحكم وهل لهما أن يتفقا ][



الاهلي الراقي
14-12-2012, 02:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



أحبتي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الحمد لله الذي أوجدنا من عدم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة لخير الأمم سيدنا محمد إبن عبدالله


الصراع بين العقل والعاطفة أبدي وقد بدأ عندما أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة أن يسجدوا لآدم فقال تعالى (﴿‏ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً ﴾ (‏ الإسراء‏:61)‏.


فأبى إبليس لأنه لم يحكم عقله بل حكم عاطفته عندما إعتقد أنه أفضل من آدم فكان أن أخرجه الله من الجنة.


وبعدها نهى الله سبحانه وتعالى آدم وحواء عن الأكل من تلك الشجرة فقال تعالى (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ(35) وعندها أحب إبليس أن ينتقم لنفسه من آدم فقال تعالى ((فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ (20) فكان أن أكلا من الشجرة لأنهما لم يحكما عقلهما بل إتبعا شهواتهما النابعة من العاطفة حيث قال تعالى (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ(22)قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(23)قَا لَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ(24) وهنا نرى أن تحكيم العاطفة قد يودي إلى المهالك والخسران المبين


وكان هذا مقدمة لموضوعي الذي أنا بصدد الحديث فيه عن تحكيم العقل قبل العاطفة أو التوازن بينهما إذا كان ذلك ممكنا


فقد إنقسم عشاق أهلينا إلى من يحكم العقل ومن تحكمه عواطفه في التعامل مع الحال الذي وصل إليه أهلينا


وحال أهلنيا بعد الآسيوية قد يسر وعدو ولكن بالتأكيد يجعل عشاقه في حيرة بين من ينادي بالصبر ومن يدعو إلى تغييرات جذرية


وكلنا رأينا إنخفاض المستوى العام للفريق من الحراسة مرورا بالدفاع والوسط إلى الهجوم


والأمر الأكثر حيرة هو إنخفاض مستوى محترفي الفريق الأجانب عماد وفيكتور حتى بتنا نفكر أننا كنا في حلم جميل وأفقنا منه على واقع مؤلم


فعندما يكون التغيير بزاوية مئة وثمانون درجة تتسرب إلى عقولنا أفكار نحاول أن نقنع أنفسنا بحقيقة ما يجري


فالبعض يرى أن اللاعبان لم يعودا يقدمان ولو نصف ما كانا يقدمانه من قبل وأصبحا شبه عالة على الفريق


والبعض الآخر يدافع عنهما دفاعا مستميتا مذكرا بما قدماه سابقا للفريق


وبين هذا وذاك يقع كثيرين في حيرة بين تحكيم العقل أو العاطفة عطفا على معطيات وحقائق


والإنقسام لم يقتصر على عماد وفيكتور بل وصل إلى مدرب الفريق ورئيس النادي وبعض اللاعبين المؤثرين في الفريق


وهنا وبرأيي المتواضع أرى أن نضع الأمور في نصابها وأن نأخذ بكل الحقائق والمعطيات ومن ثم نصدر أحكامنا بتروي بعيد عن أي قرار قد نندم عليه مستقبلا


فمن أسعدونا في فترة ليست بالبعيدة هم أنفسهم من جعلونا في هذا الموقف الصعب والذي لا نحسد عليه


أحبتي


أترك لكم المساحة لكي يعبر كل منكم عن رأيه والذي سنحترمه جميعا خصوصا إذا ما كان منطقيا


ومن لا يملك رأيا خاصا به فليكتفى بالإستفادة مما يطرح من آراء وطرح مفيد وعندما يقتنع تماما بأحدها بإستطاعته تأييده أو الإعتراض على مار يراه غير صائب وقد يضر بالفريق في هذه المرحلة الحرجة


وأخيرا وليس آخرا أعتذر عن الإطالة وأسأل الله أن يزيل الغمة وأن يعود أهلينا قويا مرعبا مسعدا لعشاقه وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان


وتقبلوا مني كل تقدير وإحترام


محبكم عباس ميره