بين الطبلة .. والنبلة

[االزعيم الهلالي]

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد





الطبلة التي أعنيها بالعنوان هي التي يستخدمها المطبل لتشجيع وتحفيز من يطبل له؛ ظناً منه أنه الأسلوب الأمثل في إنصافه وإعطائه حقه

والنبلة بالمقابل هي أداة قديمة لرمي الحجارة نحو صيد أو هدف معين؛ واستعرتها لتشابه حالة من ينتقد شيئاً أو شخصاً بطريقة قاسية

فالوسطية التي أمر بها ديننا تلزمنا الوقوف بين تلك الأداتين وتجعلنا أكثر دقة في وصف حالة نراها أو إبداء رأي في مسألة ما

أما ما يحدث في الآونة الأخيرة من هرج ومرج في وسائل الاتصال الحديثة فهو لا يعدو كونه لغط يؤدي إلى غلط

والغلط في كلتا الحالتين حاصل طالما أن المتحدث يهرف بما يعرف وما لا يعرف فقد قيل أن من كثر لغطه كثر غلطه

فأصبح الواحد منا يدلي بدلوهـ في السياسة والاقتصاد وعلم الطبيعة والرياضة والثقافة كل ذلك من أجل لا يمله متابعوهـ

والوقوف الذي أعنيه بين التحفيز والتجريح يتجلى بأفضل صورهـ في الصمت فهو ذهب الكلام وجوهرهـ

وإن كان الشخص ولابد ناقداً فليكن دقيقاً في نقدهـ ونقله للموضوع غير متكلف ولا مجحف بل منصف إنصافاً وصفياً

يصف به ما يراهـ أو يعطي وجهة نظرهـ واقتراحه بدون تأثير عاطفة؛ ملتزماً ـ طبعاً ـ بأهم مثاليات المدح والقدح التي تجعله ينضبط عن الشطط

وما من شطط متحقق إلا حينما يكون الرجل مادحاً يستحق التراب أو قادحاً بألفاظ تستوجب العقاب فإن لم يلق عقابه اليوم فستجتمع الخصوم عند رب الأرباب





أخوكم : الكاتب النحرير


جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين

الجمعة المباركة غرة صفر الخير 1434هـ