المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ايهما ابلغ.. العفو أم المغفرة؟



أهــل الحـديث
11-12-2012, 11:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

ايهما ابلغ، العفو أم المغفرة؟.
راسخ لدى العامة أنّ العفوَ ابلغُ من المغفرة بدليل سؤال العفو في اعظم ليلةٍ بناءً على ما جاء من زوج النبي عائشة بنت الصديق رضي الله عنها إذ قالت: "( قلت : يا رسول الله ، أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )" . رواه الترمذي
ولديهم أنّ العفو هو المحوُ والإزالة وأنّ المغفرة هي الستر وانّها المعاتبة بإقرار العبد ثم عدم العقوبة عليها مع إثباتها في الصحيفة وأنّ الأمر لديهم في العفوِ كأنّه تمزيقٌ لصحيفة السيئات، وأنّ المغفرة ان يأتي العبد وفي صحيفته فعل كذا يوم كذا وكذا يوم كذا، وتسرد السيئات ثم تُذيّل أنّ هذه الذنوب قد غُفِرت.
وهنا سؤالٌ يُطرَح: كيف تُغفَر الذنوب وتُستَر وهي مفضوحةٌ في الصحيفة؟. هل يصح أن يُمسِكَ رجلٌ بآخر ويقول: أيها الناس هذا اللص قد سرقني وأنا ساستره!؟. ايّ ستر بعد أن فضحه باللصوصية أمام الناس؟. بينما يصح في العفوِ أن يقول: أيها الناس هذا سرقني الليلةَ وأنا سأعفو عنه هذه المرة.
واذا كان العفوُ ابلغ واجودُ إزالة للذنب من المغفرة؛ فما الداعي لطلب المغفرة بعد استحصال العفو في قوله تعالى: " لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)"؟.
اذا كان العفوُ إزالة للذنوب فلايِّ شيء يجعل الله غطاءً ليستره!؟.
ولعلّك تقول: هذه منزلة و تلك منزلة، فالله يغفرُ لأُناسٍ؛ ولأُناسٍ منزلة أعظم بأن يعفو عنهم.
فهل أحدٌ أعظمُ منزلةً من رسول الله وقد قال له: " إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)
"، وما قال له ليعفو عنك، بينما استخدم العفوَ معه في موقفٍ ليس بإثمٍ في قوله: " عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)".
ثم أنّ اسم الله (الغفور) هو أشهر من العفو وكثير من الآيات تُذيّل به فصاحب الجلالة والكبرياء اراد أن يُعرَف بالأبلغ فأورده أكثر.
و لكن لعلّك تجيب هنا قائلا: كأنّك ـ أي أنا ـ تريد أن تقول أنّ اسم الله (الغفور) هو أحبُ اليه فأورده أكثر، ولو كان كلامك ـ أي كلامي ـ صحيحا فلمَ ذكر الله موسى اكثر من ابراهيم ذي المنزلةِ الأعلى بدليل رؤية النبي له في السماء السابعة و موسى في السادسة؟. "التبويب الموضوعي للأحاديث - (1 / 1006)
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس * أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر البيت المعمور في السماء السابعة وإذا إبراهيم عليه السلام مسند ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لا يعودون إليه أبدا \11447\
النسائي في سننه الكبرى ج6/ص470 ح11530"، "جامع الأحاديث - (1 / 26)
وللحديث أطراف أخرى منها : "جامع الأحاديث - (1 / 27)
آدم فى السماء الدنيا تعرض عليه أعمال أمته ويوسف فى السماء الثانية وابنا الخالة يحيى وعيسى فى السماء الثالثة وإدريس فى السماء الرابعة وهارون فى السماء الخامسة وموسى فى السماء السادسة وإبراهيم فى السماء السابعة (ابن مردويه فى تفسيره عن أبى سعيد)"
ـ مع أنّ هناك أحاديث تبين أنّ كليهما في السماء السادسة ـ

اذن؛ يبدو أنّ في الأمر اشكاليةً تحتاج الى تدبر.

دعونا نستحضر منظومة الشطفِ لنرى الالفاظ التالية: " يواري، يخفي، يزيل، يمحو، و تركٌ، و إهمالٌ، و إمهالٌ، و شطفٌ، وشطبٌ، و مسحٌ، و غسلٌ، و تنظيفٌ، و طهر "، ونجد كذلك: "الإخفاءُ و الخبيئة و الغطاء و الإزالةُ و المحجُ و الصفحُ و السترُ والعفوُ والمغفرة"، واذا ذهبنا نستقصي اكثر فسنجد "الكسح و الكنس و النزع و القلع و الهلت و القشر و الإبعاد والإعراض و الطلس و الغطُّ و الغطس و الغمس و الإدلاث و النفي و التنقية و التصفية والتهذيب"، و "الفك ، والفصل ، والفرق" ومما أُستُعمِل حديثا لهذه المنظومة وكذلك " التسبيح و التقديس و التنزيه"، "التعقيم و التطبيب و المداواة". ""/والتَّأْزِيرُ : التَّغطِيَةُ والتَّقْوِيَةُ /""
دعوني أعالجُ كل هذه المنظومة في سلسلة (لـَغ) وكيف أنّ معاني الحروف تكشفُ الفرق بين معنى وآخر وسأتناول منها أولا (العفوَ و المغفرة) وفي ختامها ارجع الى منهجي في بيان معنى كل حرف.
في القاموس المحيط نجد في المادتين:
العَفْوُ : و عَفْوُ اللّهِ جَلَّ عَزَّ عن خَلْقِهِ والصَّفْحُ وتَرْكُ عُقُوبَةِ المُسْتَحِقِّ . عَفا عنه ذَنْبَهُ وعَفَا لَهُ ذَنْبَهُ و عن ذَنْبِهِ والمَحْو والا مْحاءُ وأحَلُّ المالِ وأطْيَبُهُ وخِيارُ الشيءِ وأجْوَدُهُ والفَضْلُ والمعروفُ و من الماءِ : ما فَضَلَ عن الشاربَةِ و من البِلادِ : ما لا أثَرَ لأَحَدٍ فيها بِمِلْكٍ وَوَلَدُ الحِمارِ ويُثَلَّثُ كالعَفا فيهما ج : عَفْوَةٌ وعِفاءٌ . والعَفْوَةُ : الدِيَةُ . ورَجُلٌ عَفُوٌّ عن الذَّنبِ : عافٍ . وأعْفاهُ من الأمْرِ : بَرَّأَهُ . وعَفَتِ الا بِلُ المَرْعَى : تَنَاوَلَتْهُ قَرِيباً و شَعَرُ البَعِيرِ : كَثُرَ وطالَ فَغَطَّى دُبُرَهُ وقد عَفَّيْتُهُ وأعْفَيْتُهُ و أثَرُهُ عفاءً : هَلَكَ و الماءُ : لم يَطَأْهُ ما يُكَدِّرُهُ و عليه في العِلمِ : زاد و الأرضُ : غَطَّاها النَّباتُ و الصُّوفَ : جَزَّهُ . والعافِي : الرائِدُ والوارِدُ والطَّويلُ الشَّعَرِ وما يُرَدُّ في القِدْرِ من مَرَقَةٍ إذا اسْتُعِيرَتْ والضَّيْفُ وكُلُّ طالِبِ فَضْلٍ أو رِزْقٍ كالمُعْتَفِي . والعَفاءُ كسَماءٍ : التُّرابُ والبَياضُ على الحَدَقَةِ والدُّرُوسُ كالعُفُوِّ والتَّعَفِّي والمَطَرُ وبالكسر : ما كَثُرَ من رِيش النَّعامِ والشَّعَرُ الطويلُ الوافِي . وأبو العِفاءِ : الحمارُ . والاسْتِعفاءُ : طَلَبُكَ ممن يُكَلِّفُكَ أن يُعْفِيَكَ منه . وأعْفَى : أنْفَقَ العَفْوَ من مالِهِ و اللِّحْية : وفَّرَها . وأعْطَيْتُهُ عَفْواً : بغيرِ مسألةٍ . وعَفْوَةُ القِدْرِ وعَفاوَتُها مُثَلَّثَيْنِ : زَبَدُها . وناقَةٌ عافِيَةُ اللَّحْمِ : كثِيرَتُهُ ج : عافِياتٌ . والمُعَفِّي كمُحَدِّثٍ : مَن يَصْحَبُكَ ولا يَتَعَرَّضُ لِمَعْرُوفِكَ . والعافِيةُ : دِفاعُ اللّه عن العبدِ . عافاهُ اللّهُ تعالى من المَكْرُوهِ عِفاءً ومعافاةً وعافِيةً : وَهَبَ له العافِيَةَ من العِلَلِ والبَلاءِ كأَعْفَاهُ . والمُعافاةُ : أن يُعافِيَكَ اللّهُ من الناسِ ويُعافِيَهُمْ منكَ . وعَفَّى عليهم الخَيالُ تَعْفِيَةً : ماتُوا . واسْتَعْفَتْ الا بِلُ اليَبِيسَ واعْتَفَتْه : أخذَتْهُ بمشافِرِها مُسْتَصْفِيَةً.


غَفَرَهُ يَغْفِرُهُ : سَتَرَهُ و المَتاعَ في الوِعاءِ : أدْخَلَهُ

(1/579)

وستَرَهُ كأغْفَرَهُ و الشَّيْبَ بالخِضابِ : غَطَّاهُ . وغَفَرَ اللَّهُ له ذَنْبَه يَغْفِرُهُ غَفْراً وغِفْرَةً حَسَنَةً بالكسر ومَغْفِرَةً وغُفُوراً وغُفْراناً بضمهما وغَفِيراً وغَفِيرَةً : غَطَّى عليه وعَفا عنه . واسْتَغْفَرَهُ من ذَنْبِهِ واسْتَغْفَرَهُ ا ياهُ : طَلَبَ منه غَفْرَهُ . والغَفُورُ والغَفَّارُ : من صفاتِ اللَّهِ تعالى . وغَفَرَ الأمرَ بغُفْرَتِهِ بالضم وغَفِيرَتِهِ : أصْلَحَه بما يَنْبَغي أن يُصْلَحَ به . والمِغْفَرُ كمنْبَرٍ وبهاءٍ وككِتابَةٍ : زَرَدٌ من الدِّرْعِ يُلْبَسُ تحتَ القَلَنْسُوَةِ أو حَلَقٌ يَتَقَنَّعُ بها المُتَسَلِّحُ
نعم، في المعاجم، العفو: المسح وإزالة الأثر، والغفر: الغطاء والستر و المِغْفَر : وِقايةٌ للرَّأس.
لعلّ المعنى لكل لفظةٍ يصح لهذه الدنيا كمفردةٍ مجردةٍ تصح هنا و هناك؛ أما مع ربِّ العزّةِ فالأمر مختلف.
الله سبحانه و تعالى يتصف بصفات مطلقة يقترِنُ بعضها ببعض؛ منها أنّ الصدقَ ملازمُ له تعالى في ابلغ درجاته؛ اقترانُ الصدقِ مع السترِ قد يستعصي عند كثير منا. هب أنّ رجلا أصابه الجَرب و اراد أن يخطب وطلب من صاحبه أن يستر عليه امام خطيبته، فهل يُوَفّقُ صاحبه؟. إن سكت فقد غدرَ بالفتاة، وإن قال طيبُ الجلدِ فقد كذب. مثل هذا الموقف لا يقوم به إلا طبيب يعالجه مما هو فيه ثم يستر عليه فلا يفضحه ولا يكون آثما ولا غدرَ بأحدٍ كَونَ الرجل قد مرِض كما كل الناس تمرض بشتى الأمراض ثم تتعافى ولا يستوجب منها أن تعترِف بما أصابها في تاريخ حياتها.
في الموقف الأخير قد صبّ الطبيب العافية على المريض بإعمالِ العفوِ على المريض كما يعمل الماءُ العفوَ على المستحِم بأن يُزيل الأوساخ عن جسده فيخرجُ المستحمُ وقد اصابته عافية.
الموقفُ اذن عند أصدقِ الصادقين أن لا يسترَ إلا وقد عفا أولا؛ فالمغفرة عنده متضمنة للعفوِ. ولو كان العفوُ ابلغَ من المغفرة فهل يتزِن هذا مع قوله تعالى: " وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22)"، هل يصح أن يطلب الكريم من أحدٍ درجة عظمى ليُبادره هو بأدنى!؟.

من جانبٍ آخر أرجو أن تستحضِرِ أحبّ شخص لديك وتفرض أنّك أخطأت في حقِّه من خلفِه ثم عرَفت أنّه عَلِم؛ هل تتمنى سكوته لتبقى في قلقٍ لا تدري أحقا علِمَ فنَغَرَ في صدره من الغيظِ عليك فهو مُعرِض، أم أن يستدعيك بصدره الحنون فيستكشفُ الأمر منك ويهوِنُ عليك؟. فإن سرقت منه مالا ناداك برفق وفي خلوة يعاتبك ويعلمك بعطفٍ فيقول: قد أحزنتني إذ لم تخبرني بحاجتك الى مال.

وفي الحديث: "التبويب الموضوعي للأحاديث - (1 / 22838)
حدثنا خلف بن هشام حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن صفوان بن محرز * أن رجلا سأل بن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى قال كيف يقول يدنو العبد من ربه فيضع عليه كنفه فيقرره فيقول عملت كذا وعملت كذا قال يقول نعم يا رب قال فيقول فإني قد سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم قال فيعطى صحيفة حسناته فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه قال وأما المنافقون فينادون هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين \5753\
أبي يعلى في مسنده ج10/ص124 ح5751"

واللهِ إني بمثل هذا الموقف لأتمنى أن يضمني الله في خلوةٍ بيني وبينه ويغمرني بعطفه ورحمته من أن يزيل عني الذنوب ويحرمني من لقائه والخلوةِ به واسباغه لرحماته.

اذن ماذا مع حديث ليلة القدر وطلب العفو لا المغفرة؟.

هنا اعود بك الى مثال الشخص الأجرب، الشخص وهو في حالة مرضٍ عصيب يفكر بالسلامة منه والعافية ويبحث عن طبيب ليغسل له، فيزيل عنه ذلك المرض، الشخص الأجرب وهو متلبس بجربه يستحضِرُ أولا كيف العلاج للخلاص منه؛ فاذا تعافى كان أول استحضاره لو أنّ أحدا من الناس لا يعلم ما كان تلبّسه.

هب أنّ مشفى متنقلة دخلت الحيّ ونادت من عنده مريض، من يريد العلاج فليحضر، ماذا يكون من أمر مرضى أهل الحي، الا يسارعون اليها طالبين العافية والعلاج؟. ثم اذا كان لتلك المشفى في ذلك الحي يوما في كل شهر وسُئلَ حكيم الحي: ماذا نصنع اذا كان يوم المشفى عندنا؟. سيقول: اخرجوا اليهم ليعطوكم الدواء فتكونوا في عافية.

كذلك الأمر في ليلة القدر، والأرض ممتلئة بالملائكة يرفعون دعوات المؤمنين الى رب العزّة، فغسل الذنوب والعافية منها هي ادعى استحضارا إذ قد حضر الطبيب الأعظم الذي اذا عفا؛ فمطلق صدقِه أنّه لن يفضحه، أما إذا نادى بالمغفرة؛ فلن تكون إلا بأن عفا وأنّه فوق ذلك سيجعله في كنفه يقربه يكلمه بالوِدِّ.

.............................
أرجع الآن الى تحليلي بطريقة (لَغ) واقول بأنّ الـ "عفو" في اصواتٍ أساس هي العين والفاء، فصوت العين يفيد الدفع والإعراض فلذلك تجده في "العناد و العنفوان و العِفّة والعَزو والزعم والدعم والمنع والفرع والزرع والشرع".

أما الفاء، فيفيد الخِفّة واللطف والفسحة والخلاء؛ فتجده في "فراغ، فجوة، فداء، فطنة، فضل، دفاعٌ، و شفاعةٌ، و نفع، و لطف، وسخفٌ وخوفٌ و فر".
فـ "عين،فاء" دفع ومعارضة فإفراغٌ وفسحة.

أما "غفر"، فمن مقلوباتها أولا "فرغ"؛ فهي متضمنة للإفراغ والإفراج، و صوت الغين يفيد مما يفيد صوت تجميع البلغم ـ أجلكم الله ـ للفظه والخلاص منه؛ لذلك تجده يأتي في "المغايرة والتغيير" لأنّ لفظ السموم يعقبها صحةٌ وسلامة، ولذلك تجده يأتي في "غِلظة، غيض، غرور، غفوة، ثغر، بغض، فرغ، دمغ، دبغ، سوغ".
وتجد في "غفر" الفاء وقد مرّت، وتجد "الراء" الذي يفيد التكرار والمتابعة والمعاودة والانسياب فتجده في " رِضا، رحيل، رِفق، رويدك رويدك، مرير، ربح، رخصة، دّرّ، رادع، برق، حرق، فِرار، هدر، تصدير، تسريب، تكرار".

فـ "غفر"؛ أخرج السمومَ فأفرغها وأعاد تلك العملية حتى المعافاة فجُعِلت تنساب كأنها يجرفها تيار ماء.
...............................

واتجه الآن الى مادة " ص، ف، ح" التي لم يتخذ الله منها اسما له لأنّ من معانيها الإعراض والمجانبة.