المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماريات هههههههههههههههههههه ههههههههههههه



الاهلي الراقي
10-12-2012, 11:30 AM
حماريات :
ثم ذكر أن الكاتب الساخر الذى يسخر من الواقع السياسى أو الواقع الاقتصادى أو الواقع الاجتماعى ... قد يسخر من نفسه أيضاً ومن واقع حياته ومن معاناته على نحو ما فعل بعض الشعراء الذين تخصصوا فى شعر أطلق عليه (الحماريات) .. وعرض نموذجاً نصه :
إعـمـل خـير سمّعنى سُــكـوتـك
ياللـّّّّى داوشنـى تمـلـلّى بصـُوتك
رد وقــالـِِِِِِِِِّّّّ ِِِّّّّى مــــش راح أفــوتـــك ِِ
شــكـلــك كــده زعــلان مـهموم
فــكـرك يعنى ها قاسمك قــوتك

دانـا طول عمرى مُُُطيع وخـدوم
رغـم إن أنـا ويــاك مــظـلـــــوم
وبـــصــوم شـهــر وبــاكـل يـوم
راضـى وعــايــش بـالمـقســوم
شـايـلك عـمـرى مـاسـبتك يـوم

قــلـت لـه إهدا يــاشايـل هـمّـى
دااللـى غـايـظـنى وحـارق دمـى
الـــخــلان والأهـــــل فــاتـونـــى
حـتى أخويـــا وخــالـى وعـمـــى

عــمّـال أشكـى مـاحـد سـامعـنى
وٍٍاللِى شـاريـتـه لــقيتــه بـايـعنــى
مـا تـقلـبــش عـلـيــّه وسـيــبـــنى
فـ اللى انا فـيـه وبلاش تتـــعـــبنى

قـاللـى يـاصـاحبــى انـا حاسـس بيك
خُـــــد بــنـصيـحـــتــى الله يــخـلـيـك
تــطــلــع بـيّـه السـوق وتـبـيـعـــنــى
وإقــبــض حــقــّى وِســْد الــــــــديـن

قـلــــت لـه والله مـــافـــّرط فـيــــــــك
لأ ما تهونشى يا أغلى شريك
بـــكـره هــــــا تـُـفرج وهـ خـلـّـيــــــك
أحـــســن كــده مـ الــبـنى آدمــيــن
فيه موضوع غرضه يـرقـّــيك
تــبقــــى يـــاصــاحــبــى انــت الإنسـان
وانـــــــــا يـاصــديــقــى أتـبــِِِِِِِِِِِِِِ ِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِ ِِِدل بــيـــك

رفــــس وقـــا للــّى لأ يـــــاحــــبـيـبـى
كــدا كـــفـِّـتـــنا مـــــــا هــترجــــحــش
عـــلـشــان تــبـقــى يا صاحبى حـمـــار
لازم الأوّل تصبح جـــــــحـــش

الماغوط ساخراً :
وقبل أن ينتقل إلى عرض قصة من الأدب الساخر ذكر أن الكاتب الراحل محمد الماغوط الشاعر والقاص والروائى والمفكر السورى الكبير والذى توفى منذ سنوات قليلة (2006) كان كاتباً ساخراً ، ويكفى أن نشير إلى أنه مؤلف فيلم الحدود ، وله العديد من المؤلفات الساخرة والعبارات أيضاً منها التوقيع (حبك كالإهانة لا ينسى) (أنا نبى لا ينقصنى إلا اللحية والعكاز والصحراء)

قصة ساخرة :
ثم عرض قصة ساخرة للكاتب الساخر دكتور محسن الصفار بعنوان (مين فينا الحمار) !
دخل أبو أحمد الى كوخه المتواضع المصنوع من الصفيح بعد أن ربط حماره بالعمود وجلس في حر الصيف اللاهب داخل الكوخ كي يستريح قليلاً قبل أن يخرج مجدداً للعمل نظر من الفتحة التي يفترض بها أن تكون النافذة الى الأبراج الشاهقة والفارهة في الأفق وتنهد متحسراً على حظه العاثر الذي لم يعطه من دنياه ولا حتى بيت يأويه في أيام شيخوخته.
- هاي .... هلو ..... هلو
تعجب أبو أحمد لسماع صوت سيدة أجنبية تنادي من وراء قطعة القماش التي تقوم بدور الباب! لم يصدق أذنه وظن أنه يهذي بسبب الحر.
- هاي .. هلو .. هلو؟
خرج أبو أحمد مسرعاً فرأى سيدة أجنبية جميلة وأنيقة ومعها مترجم ويرافقها صحفي يصور كل شيء حواليه خاطبه المترجم.
- أنت أبو أحمد؟
- نعم أنا أي خدمة يا بيه ؟
- هذه السيدة هي مدام جاكلين وهي تمثل منظمة إنسانية ذات أهداف نبيلة.
- أهلاً وسهلاً مرحباً بكم.
أخذ عقل أبو أحمد يعمل بسرعة يا الله يا أبو أحمد والله يبدو أن الفرج قد بان وها قد وصلت يد المنظمات الإنسانية إليك لتنتشلك من البؤس الذي أنت فيه يا ما أنت كريم يا رب!
قاطع المترجم أفكاره وقال:
- منذ مدة ونحن ندرس بدقة أوضاع المنطقة التي تسكن فيها كي نعرف من يحتاج أن نمد له يد العون والمساعدة.
- بارك الله فيكم ربنا يعمر بيوتكم ربنا يخلي عيالكم ربنا يفرح قلوبكم.
- وبعد دراسات طويلة ومعمقة للحالات المقدمة وقع إختيارنا عليك.
- أشكرك يا رب ألف شكر وحمد ليك.
- وقررت الجمعية أنها توفر مأوى.....
قاطعه أبو أحمد وأخذه بالاحضان وأخذ يقبله والمترجم يحاول التخلص منه :
- والله انتو جدعان والله انتو أحسن ناس بجد ما يجيبها إلا خواجاتها الناس بتوعنا ولا حد سائل في فقير ولا مسكين هم ساكنين في فلل وأبراج واحنا ساكنين في العش والخرابات والصفيح ولما يحبوا يحبوا يعملو عمل خير يروحو يدو فلوسهم لبتوع اعصار كاترينا في امريكا وكان احنا ماعندناش حد محتاج بس الحمد لله الفرج جيه على ايدكم أنتم يا خواجات يا أمرا.
- سيبني اكمل يا عم أبو أحمد احنا....
قاطعه أبو أحمد مجدداً
- بس إن شاء الله يكون بيت ومش شقة علشان أنا ما أقدرش أسيب الحمار بتاعي ده برضه عشرة عمر وكنا سوا في الحلوة والمرة السنين دي كلها.
- ده هو بيت القصيد.
- يعني إيه؟ تعجب أبو أحمد.
- يعني أن المنظمة الإنسانية اللي المدام بتمثلها تعني بحقوق الحيوان
- برضه ما فهمتش!!
- احنا شفنا انك بتربط الحمار بتاعك في الشمس من غير ما يكون فيه حاجة تحميه من الشمس.
- وبعدين؟
- علشان كده همه قرروا أنهم يبنو مأوى للحمار من الشمس والبرد.
- طب وأنا؟
- إنت إيه؟
- أنا أروح فين؟ مش شايفين الخرابة اللي أنا ساكن فيها؟
لا فيها باب ولا شباك ولا سقف حتى!!
- والله دي مش مشكلتنا ولا اختصاصنا احنا بنعتني بحقوق الحيوانات وبس مالناش دعوة بالبني آدمين!!
أصيب أبو أحمد بالذهول والصدمة وقال بقى انتو شايلين هم الحمار وجايين وفد وصحافة ومترجم ومش شايلين همي أنا البني آدم صاحب الحمار؟!! يعني احنا في عيشتنا ما حصلناش حتى الحمير؟
إلتفت أبو احمد فوجد السيدة الأجنبية تأخذ صورة تذكارية مع الحمار ثم ركبوا السيارة وذهبوا.
رجع أبو احمد يجر أذيال الخيبة ولبس الجلابية وخرج وفك حماره وقال:
- شي يا حمار وإلا أقولك تفضل يا باشا ! احسن انا ما بقيتش عارف مين فينا اللي حمار؟!!!! مع الاعتذار لكل الفقراء في عالمنا العربي الكبير

مقال ساخر :
ثم قال "هذه القصة الساخرة تستدعى من الذاكرة مقالاً قصيراً ساخراً نُشر لى فى مجلة روزاليوسف من 11 سنه بعنوان كابوس جاء فيه :
لم يستفزنى التقرير المترجم المنشور تحت عنوان ( يوميات الكلاب فى فندق سان جين ) بل أثار حقدى وحسدى !... ووجدتنى أنشد لحناً حزيناً على أوتار اليأس وقلة الرجاء (يابختهم يابختهم ... ياريتنى كنت زيهم ) ! .
ونمت ليلتى أتقلب على الفراش كما لو كان جمراً .. تحول الشخيـر الـذى بجـوارى إلـى نبـاح !! تحسسـت الجسـد .., ياإلهـى !!
لقد تغيرت تضاريسـه كثيراً .. أضـأت الأباجـورة .. صرخت منزعجـاً :
كلب !! كلب ! .. إحتفظ النائم بالهدوء بل زاد عليه ابتسامة واثقة ، وقال مُرَحِباً : أهلاً بك فى فندق (سان جين)! . "

مداخلات :
وما أن انتهى الأديب مجدى شلبى من إلقاء محاضرته حتى جاءت المداخلات تستوضح مرة أخرى ما تم الإشارة إليه من اختلاف الأدب الساخر عن الأدب الضاحك عن أدب الهجاء ، فضلاً عن كون الأدب الساخر ليس جنساً أدبياً مستقلاً بل هو مجرد إسلوب مختلف فى تناول الأجناس الأدبية المعروفة ... كما ورد أنفاً