المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث مختصر في العلو



أهــل الحـديث
06-12-2012, 04:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



علو الله على عرشه

وعلم أيها الأخ السني الصادق أن مما اجمعت عليه الأمة من أمور الديانة علو الله على عرشه علوا مطلقا ذاتا وقهرا وملكا وسلطنة، ولم يخالف في ذلك إلأ طوائف من أهل البدع كالجهمية والمعتزله ومتأخري الأشاعرة.
وقد أكثر أئمة السلف في الرد عليهم وكلامهم منثور في بطون الكتب.
والأدلة من الكتاب والسنة والإجماع على علو الله على عرشه تفوق الحصر
- أما الكتاب: فقد ذكر الله استواءه على العرش في سبعة مواضع من القران:
الموضع الأول قوله تعالى في سورة الأعراف: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين} (54) سورة الأعراف
الموضع الثاني قوله تعالى في سورة يونس: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون} (3) سورة يونس
الموضع الثالث قوله تعالى في سورة الرعد: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2) سورة الرعد
الموضع الرابع قوله تعالى في سورة طه: {الرحمن على العرش استوى} (5) سورة طه
الموضع الخامس قوله تعالى في سورة الفرقان: {الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا} (59) سورة الفرقان
الموضع السادس قوله تعالى في سورة السجدة: {الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون} (4) سورة السجدة
الموضع السابع قوله تعالى في سورة الحديد: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير} (4) سورة الحديد

قال الإمام البخاري - رحمه الله - (ح 7418) قال أبو العالية (استوى إلى السماء) ارتفع
وقال مجاهد: ((استوى) على على العرش.

قال الإمام الحافظ أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري المتوفى (310) بعد أن ذكر مقالات الناس في الاستوى .. : وأولى المعاني بقول الله جل ثناؤه:"ثم استوى إلى السماء فسواهن"، علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته، وخلقهن سبع سموات. اهـ
قال الحافظ ابن كثير (ج 2/ 304) في تفسير قوله تعالى ((ثم استوى على العرش .... )) [الأعراف:54] وللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح: مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو امرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل.
والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله لا يشبهه شيء من خلقه ,
و ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت الله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى. اهـ تفسير القرآن العظيم لابن كثير
ومن الأدلة قوله تعالى: ((يخافون ربهم منفوقهم)) [النحل: 50] وقوله ((سبح اسم ربك الأعلى)) [الأعلى: 1] وقوله ((أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)) [الملك:16] وقوله ((إني متوفيك ورافعك إليّ)) [آل عمران:55] وقوله ((يدبر الأمر من السماء إلى الأرض)) [السجدة: 5]
وغيرها من الآيات المتنوعة وقد ذكر بعض الأئمة الشافعية أن في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على أن الله تعالى عال على الخلق أو أنه فوق عباده أهـ الفتاوى لابن تيمية (5/ 121).