المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زواج متعة أو زواج كاثوليكي ؟؟



االزعيم الهلالي
06-12-2012, 12:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعاً هذا موضوعي الأول في شبكتنا الرائدة وان شاء الله ما يكون الأخير
استخدمت العنوان الموجود في الأعلى لتوصيف العلاقة بين النظام الحاكم في ايران والنظام الحالي في سوريا
قبل أن نناقش الموضوع يتبادر الى أذهاننا العديد من الأسئلة منها:
لماذا ايران وقفت مع ما يسمى بثورات الربيع العربي الا في سوريا ؟؟
هل من الممكن أن تساند ايران المحتجين في سوريا ولو من باب الحفاظ على مصالحها ؟؟
هل النظام السوري عميل لايران أو حليف لها ؟؟
قبل أن نجيب عن هذه الأسئلة لنفتح الجذور التاريخية للعلاقة بين البلدين وبعدها سنجاوب في سياق الحديث
بعد وصول حزب البعث العربي الاشتراكي لسدة الحكم في سوريا عام 1963م بعد ثورة شعبية عرفت باسم ثورة الثامن من آذار توترت علاقته مع النظام الايراني في ذلك الوقت والذي كان يقوده الشاه محمد رضا بهلوي لعدة أسباب منها:
أن النظام الايراني في ذلك الوقت كان صنيعة الاستعمار البريطاني كما أنه الحليف الأول لأمريكا في المنطقة كما أن هذا النظام يعد قاعدة للوجود الغربي بالاضافة الى علاقته الجيدة والمعلنة مع الكيان الصهيوني اضافةً الى تهديدات هذا النظام لأمن واستقرار الوطن العربي
كل هذه الأسباب بالاضافة الى احتلال ايران لاقليم عربستان ( الأحواز ) جعلت النظام السوري الجديد في ذلك الوقت يرتاب من ايران ويشعر بالخطر عليه من قبل نظامها الحاكم
لمواجهة هذا الخطر قام النظام السوري بدعم فصائل المقاومة العربية في الأحواز بالاضافة الى محاولة دعم المجموعات المعارضة للنظام الايراني في ذلك الوقت مثل الشيوعيين والقوميين وغيرهم
لم يتغير الحال كثيراً بعد الانقلاب العسكري الذي وقع في سوريا بتاريخ الثالث والعشرين من شباط فبراير عام 1966م حيث استمر العداء المعلن بين الطرفين
ولكن بعد وصول الرئيس حافظ الأسد الى السلطة بانقلاب عسكري عرف باسم الحركة التصحيحية في تاريخ 16-10-1970م بدأت تتغير معالم العلاقة بين الطرفين
في بداية حكم الرئيس حافظ الأسد استمر العداء المعلن للنظام الايراني واستمر دعم المعارضين للنظام الايراني بالاضافة الى التيارات الأحوازية التحررية
ولكن الأمر تغير بعد عام 1976م حيث قام الرئيس حافظ الأسد بزيارة رسمية هي الأولى منذ استلامه الحكم الى ايران وبعد الزيارة بدأ الموقف الرسمي السوري يقلل من حدته تجاه ايران تدريجياً
ومع قيام الثورة في ايران وسقوط النظام الملكي هناك عام 1979م ساند النظام السوري الثورة ودعمها من باب أن النظام السابق كان عميلاُ للغرب والصهاينة وسقوطه مفيد للعرب وللقضية الفلسطينية
حينها بدأت العلاقات القوية بين النظام الجديد في ايران بقيادة الخميني والنظام السوري
وقد تعزز التحالف بين البلدين اثر وقوف النظام السوري الى جانب ايران في حربها مع العراق بل أن ايران استخدمت المجال الجوي السوري لضرب العراق كما قامت سوريا بمنح بعض أسلحتها وصواريخها لايران في الحرب
وفي الجانب الآخر ساندت ايران النظام السوري فيما قام به من مجازر في حلب وادلب عام 1980م وفي حماة عام 1982م كما باركت الجهود السورية في لبنان أثناء الحرب الأهلية هناك
لم تتغير الأمور كثيراُ بعد وفاة الخميني عام 1989م وحافظ الأسد عام 2000م حيث استمرت العلاقات المتميزة بين البلدين
بدأت الأوضاع في التغير بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003م حيث نال عملاء ايران كامل الكعكة العراقية بينما لم يحصل حلفاء النظام السوري على شيء ورغم ما حصل لم تتأثر العلاقات سلباً بين البلدين
ولا ننسى ما حصل في لبنان في التسعينيات في اقليم التفاح في جنوب لبنان حيث اقتتلا حركة أمل الموالية لسوريا مع حزب الله الموالي لايران ورغم ما حصل بين الطرفين لم تتأثر العلاقة سلباً بين البلدين في أمر حير المتابعين
بدأ الخلاف يظهر جلياً بين الطرفين بعد اتهام عملاء ايران في العراق للنظام السوري بدعم الارهاب ( المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي ) ورغم النفي السوري الا أن الأمور تم ( لفلفتها ) في النهاية
ولكن المثير للجدل هو الاختلاف الكبير في وجهتي النظر بين البلدين تجاه ما يسمى الربيع العربي
حيث ساندت ايران الثورة في تونس بينما اعتبرها النظام السوري انقلاباً عسكرياً
وساندت ايران ومعها عملاؤها العرب المتمردين في ليبيا بينما ساندت سوريا وحلفاؤها النظام الليبي السابق
كما ساندت ايران المعارضة في اليمن بينما ساندت سوريا النظام
طبعاً في مصر كلاهما دعم الثورة ولكن ايران ساندت الاخوان وسوريا ساندت معارضيهم
بعد كل ما حصل اتضح للجميع بأنه يوجد اختلاف بين البلدين في رؤيتهم للأحداث الجارية في الوطن العربي
وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية المعارضة للنظام في سوريا توقع البعض أن ايران ربما تساند الثوار في سوريا ولكن الغريب أن ايران استمرت في دعمها المطلق للنظام
ومع استمرار الأزمة السورية في التعقيد والانهيار الدراماتيكي لمؤسسات النظام السوري توقع البعض بأن ايران ربما ستقفز من السفينة الغارقة وتنظم الى ركب المعارضة ولكن الى الآن ما زالت ايران مساندة وبقوة للنظام السوري
وبعد كل هذه الأحداث الجارية نعود الى عنوان موضوعنا وهو:
هل العلاقة بين النظام الايراني والنظام السوري زواج متعة أم زواج كاثوليكي ؟؟
من المعروف أن زواج المتعة هو زواج مؤقت محدد بزمن أما الزواج الكاثوليكي فهو زواج دائم لا طلاق فيه
ونترك الاجابة لزملائنا القراء ليجدوا جواباً لهذا السؤال ولو أني أرجح الخيار الثاني
اعتذر للاطالة ولكن كما ذكرت فإنه موضوعي الأول ولم أجد بعد فن الاختصار :d
تحياتي للجميع.
:rose::ba::ba1: