المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعمال الجوارح شرط في كمال الإيمان والخلاف بين أهل السنة في المباني الأربعة فقط



أهــل الحـديث
02-12-2012, 05:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على محمد رسوله وعبده وعلى آله وصحبه وأوليائه من بعده أما بعد:
فإن الإيمان قول وعمل واعتقاد،يزيد وينقص والكفر أيضا يكون بالقول وبالعمل والاعتقاد وقد اطلع على بعض المواضيع في المنتدى فوجدت من يصف القول بأن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان ولكنها شرط في كماله يقول : هذا قول المرجئة ، وكان الموضو مغلقا فلم أستطع الرد فأحببت أن أنقل هنا أن من قال بهذا القول فهو من أهل السنة وليس كما يقول البعض ومعظم نقولاتي بإذن الله ستكون من كلام شيخي فضيلة الشيخ هيثم توفيق ـرحمه الله ـ
أولا: أبعاض الإيمان :
1ـ قول اللسان:الشهادتين وترك نواقض الإيمان القولية"ركن في الإيمان"
2ـ قول القلب"التصديق والاعتقاد الإجمالي"ركن"
3ـ عمل اللسان:أـ واجب"كالامر بالمعروف الواجب أو الأذكار الواجبة" ب ـ مستحب"كقول الأذكار المستحبة"
4ـ عمل القلب:أـ أصل كل أعمال القلوب الواجبة وترك النواقض الاعتقادية"ركن في الإيمان" ب ـ عمل الواجبات القلبية وترك المحرمات القلبية"واجب من واجبات الإيمان" ج ـ عمل المستحبات القلبية وترك المكروهات القلبية"مستحب"
5ـ عمل الجوارح:أـ قسم مختلف في ركنيته والخلاف سائغ بين أهل السنة فبعضهم قال بأنه ركن والجمهور على أنه واجب"المباني الأربعة: الصلاة والزكاة والصوم والحج"
ب ـ قسم متفق على عدم ركنيته : وهو باقي أعمال الجوارح ومنه ماهو واجب "كالجهاد" ومنه ما هو مستحب"كصلاة النافلة"
ومما سبق نتبين أن أحدا من أهل العلم لم يكفر بترك أعمال الجوارح سوى المباني الأربعة فبعضهم كفره والجمهور كمالك والشافعي لا يكفرونه وبالتالي فهم لا يكفرون تارك أعمال الجوارح فهل كان هؤلاء الأئمة من أهل الإرجاء كما يقول البعض؟؟؟؟؟
ولم أشأ أن أطيل في شرح هذا العنصر لأني أحسبه إن شاء الله مستقرا عند معظم الإخوة
ثانيا : الأدلة على عدم التكفير بأعمال الجوارح:
1ـ حديث أبي سعيد عند مسلم وفيه:(فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض .
فقالوا يا رسول الله كأنك كنت ترعى بالبادية .
قال فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم يعرفهم أهل الجنة هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الله الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه
ثم يقول : ادخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم .
فيقولون ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين .
فيقول : لكم عندي أفضل من هذا .
فيقولون يا ربنا أي شيء أفضل من هذا
فيقول : رضاي فلا أسخط عليكم بعده أبدا ).
2ـحيث صاحب البطاقة وفيه( (( يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ سِجِلاً ، كُلُّ سِجِلٍّ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى لَهُ : أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ ، فَيَقُولُ : لا يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ : أَلَكَ عُذْرٌ أو حَسَنَةٌ ، فَيُهَابُ الرَّجُلُ ، فَيَقُولُ : لا يا رَبِّ ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ : بَلَى ، إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ وَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ ، فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ ؟ ، فَيَقُولُ عزَّ وجلَّ : إِنَّكَ لا تُظْلَمُ ، فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ )) .
[/COLOR
وستأتي مناقشة الأدلة في الرد على الشبهات حول المسألة أن شاء الله ـ عز وجل ـ

[COLOR=Red]ثالثا : شبهات والرد عليها:

الشبهة الأولى : الاحتجاج بأن العمل من الإيمان :
قال أصحاب هذه الشبهة : إنه يلزم من إجماع السلف على أن "الإيمان قول وعمل" أن يكون العمل ركنا في أصل الإيمان، ويكون تارك العمل كافرا.
والعمل الركن عندهم ليس كل أعمال الإيمان –كما هو قول الخوارج- بل هو الإتيان بشيء ولو قليل من أعمال الجوارح.
والجواب : أن الإيمان المقصود في قول السلف "الإيمان قول وعمل" هو الإيمان الكامل, وليس أصل الإيمان، حيث أن الإيمان الكامل هو المعنى الظاهر للفظ الإيمان عند إطلاقه؛ كما جاء في لسان الشرع وفي كلام أهل العلم.
قال ابن الصلاح (شرح النووي على صحيح مسلم 1/131): اسم الإيمان يتناول ما فسر به الإسلام في هذا الحديث - أي حديث جبريل- وسائر الطاعات لكونها ثمرات للتصديق الباطن الذي هو أصل الإيمان ومقويات ومتممات وحافظات له .... ولهذا لا يقع اسم المؤمن المطلق على من ارتكب كبيرة أو ترك فريضة.
ثم ذكر ابن الصلاح في ذيل هذه الكلمات قاعدة عامة في فهم جميع الأسماء, التي لها أصل وكمال فقال : اسم الشيء مطلقاً يقع على الكامل منه، ولا يستعمل في الناقص ظاهراً إلا بقيد.
وقد وافقه عليها ونقلها عنه، النووي (شرح النووي 1/131: 133،) وابن تيمية(كتاب الإيمان ص 215) ، وابن دقيق العيد (الأربعين النووية بشرح ابن دقيق العيد ص12)
وقال القاضي أبو يعلى(مسائل الإيمان ص151.) : وأما حد الإيمان في الشرع؛ فهو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة، والباطنة أعمال القلب؛ وهو تصديق القلب، والظاهرة هي أفعال البدن؛ الواجبات والمندوبات.
وقال قوّام السنة الأصفهاني(الحجة في بيان المحجة 1/ 403) : الإيمان في الشرع عبارة عن جميع الطاعات الظاهرة والباطنة.
وقال شيخ الإسلام(الفتاوى 7 /179) : فإذا تبين هذا، فلفظ الإيمان إذا أطلق في القرآن والسنة يراد به ما يراد بلفظ البر, لفظ التقوى, وبلفظ الدين كما تقدم, فإن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها (قول لا إله إلا الله) وأدناها (إماطة الأذى عن الطريق).. فكان كل ما يحبه الله ورسوله يدخل في اسم الإيمان, وكذلك لفظ (البر) يدخل فيه جميع ذلك إذا طُلق, وكذلك لفظ التقوى, وكذلك الدين , أودين الإسلام.
وقال رحمه الله (الفتاوى 7/499): أهل السنة والجماعة من الصحابة جميعهم والتابعين مثل مالك والثوري والأوزاعي وحماد بن زيد والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم, ومحققوا أهل الكلام؛ اتفقوا على أن الإيمان والدين قول وعمل، هذا لفظ السلف من الصحابة وغيرهم، وإن كان يعني بالإيمان في بعض المواضع ما يغاير العمل, لكن الأعمال الصالحة تدخل أيضاً في مسمى الدين والإيمان, يدخل في القول قول القلب واللسان، وفي العمل عمل القلب والجوارح.
وقال المفسرون لمذهبهم : أن له أصلاً وفرعا،ً وهو مشتمل على أركان، وواجبات ليست بأركان، ومستحبات، بمنزلة اسم الحج والصلاة وغيرها من العبادات.
وقال أيضا(الفتاوى7/223) : وأما قول القائل : أن الايمان إذا ذهب بعضه ذهب كله. فهذا ممنوع, وهذا هو الأصل الذى تفرعت عنه البدع فى الإيمان, فإنهم ظنوا أنه متى ذهب بعضه ذهب كله, ولم يبق منه شيء ثم قالت الخوارج والمعتزلة : هو مجموع ما أمر الله به ورسوله، وهو الإيمان المطلق كما قاله أهل الحديث, قالوا فإذا ذهب شيء منه لم يبق مع صاحبه من الإيمان شئ فيخلد فى النار.
وقال (الفتاوى7/646): بقى أن يقال : أن اسم الإيمان للأصل فقط، أم له ولفروعه؟ التحقيق أن الاسم المطلق يتناولهما.
وقال(الفتاوى7/641): اسم الإيمان يستعمل مطلقاً ويستعمل مقيداً, وإذا استعمل مطلقاً فجميع ما يحبه الله ورسوله؛ من أقوال العبد الباطنة والظاهرة يدخل في مسمى الإيمان عند عامة السلف والأئمة؛ من الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين يجعلون الإيمان قولاً وعملاً، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ويدخلون جميع الطاعات فرضها ونفلها في مسماه، وهذا مذهب الجماهير من أهل الحديث والتصوف والكلام والفقه، من أصحاب مالك والشافعي وأحمد وغيرهم.


سنكمل باقي الشبهات والرد عيها بعد ذلك إن شاء الله