المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصه قصيره



النت
19-02-2006, 08:38 PM
-------------



جلس عبد الفتاح الكاتب إلى مكتبه يكتب قصته الجديدة.

يعرف لماذا أختارها درامية ، كان قد دب لتوه مشادة مع زوجته فتحية،فاقسم أن يكتب هذه القصة باللون الكئيب، بدأ السطر الأول بعد أن رشف رشفة من قدح القهوة السادة، نفذ السكر، زوجته نست أن تشتريه رغم أنها تعرف جيدا مزاجه في قدح القهوة عندما يجلس ليكتب كعادته ، مما سبب شجارا بينهما، وضع قدح القهوة على المكتب، ثم بدأ يكتب.

* * *

** عاشا أجمل أيام عمرهما ممتزجة بالألم.



البداية :كانت في كلية الطب.

الزمان: 1998

المكان: الخُبر بالسعودية

الأشخاص: د.حامد ،.وزوجته د.ليلى.

القصة :

عندما أظهرت لوحة مواعيد وصول ورحيل الطائرات علامة وصول الطائرة القادمة من مصر،هب واقفا يستعد للتوجه لمكان خروج ركاب الطائرة،تهللت أساريره عندما لمحها قادمة،وقد اتشحت بسواد العباءة العربية المعروفة للنساء في السعودية،بسرعة شديدة تأملها جيدا ،كان شحوب الرحلة باديا على وجهها .

حمدا لله على سلامتك.


أمسك بيدها،قائلا: أربعة أشهر يا ليلى،كنت سأقدم استقالتي من المستشفى وأتى إليكم، حدثيني، كيف حال البنات؟



هم بخير، سامحني يا حامد،أنت عارف موسم الامتحانات،و..



أيوه أيوه ،والبنات فضلوا السفر للمصيف مع عمهم عن المجيء لهنا.



معلش لاتزعل أنت عارف درجة الحرارة هنا شكلها إيه في الصيف .




كان لقاءهما الأول في كلية الطب، زملاء في نفس القسم تحابا، وتزوجا بعد جهد جهيد ومحاولات شتى لإقناع الأهل بمشروعهما الذي لم يكن ليتحقق إلا بمعجزة السفر إلى دولة خليجية.

تزوجا وسافرا معا للعمل بعقدين هناك في مدينة "الخُبر" . ظلت تعمل معه حتى دخلت إحدى بناتها الجامعة المصرية فتركت عملها وعادت إلى مصر كي تبقى معهم.

كان التليفون والفاكس هو وسيلتهم للدردشة لم يكن قد عرفا بعد دردشة الكمبيوتر.

* * *



دخلت زوجة عبد الفتاح عليه، وهى غاضبة ،وتنوى أن تذهب لأهلها، قال لها : يا ريت،ألف سلامة . أقسم مرة ثانية ليجعلن القصة " نكد اكتر واكتر" لأنه " قرفان جدا" وعاد يكتب:


* * *



حاولت أن تخفى الألم البادي عليها. جاءتها مكالمات كثيرة ترحب بعودتها للسعودية،شعرت بإعياء شديد من كثرة الزيارات و العزائم على غير العادة ،ربما من السفر كان ذلك تفسيره، لكنه لاحظ أنها تتحسس رقبتها كثيرا،سألها:



ما لك ؟ هل تشعري بألم في رقبتك؟



لا تشغل بالك يا حبيبي، دى حاجة بسيطة !




آه من الغربة،

مؤلمة،

صحيح أنه اعتاد الحياة في السعودية تماما،لكنها الفرقة ، فرقة زوجته وبناته التى تؤلمه كثيرا ،لولا مستقبلهن الذي يخشى عليه،ورغبتهن في أن يصبحن طبيبات لما تحمل كل هذه الغربة، نهى تبغي أن تكون أخصائية أطفال، ,ٍسعاد،تحب الكيمياء والتحاليل الطبية، علية بارعة في العناية بأسنانها وتنوى دخول طب الأسنان،أما ثريا فقد التحقت بالفعل بكلية الطب البشرى ،تتمنى أن تكتشف علاجا جديدا لذلك المرض اللعين في المستقبل.



قرة عينه،

أن يحققن ما تمنين،عموما ستكون فرصة طيبة لتجديد عهد الحب الأول مع زوجته حبيبته ، قرر أن يضع برنامجا حافلا للترفيه عنها ،من رحلات ونزهات وفقما تتيحه ظروف عمله . هي حبيبته الصامدة المكافحة الصابرة دائما.



مرت الأيام لم يشعرا بالوقت الذي يجرى،لم يتوقفا عن الحديث ،كلاهما يقص على الآخر نوادر حدثت ،وأحداث طافت، وضحكات اختزناها ليخرجاها معا،فرحات ادخراها ليتذوقاها سويا،

عاشا معا أياما جميلة هانئة ،التقى الحبيبان بعد طول غياب، زواجهما الطويل لم يبرد تأجج مشاعر الحب بينهما،لكن ألمها كان يزداد يوما بعد يوم، قرر أن يعرضها على زميله الطبيب المختص بالمستشفى،رغم رفضها وكأنها تخفى شيئا .

عندما قرر الطبيب عمل التحاليل والأشعة المقطعية الخاصة على الرقبة، تأكد شكه، سقط الخبر على الدكتور حامد كالصاعقة، لكنها لم تدهش، كانت تعرف منذ شهور.

غيمت عليهما سحابة حزن قاتمة،قابعة، تخللها شعاع خافت مهتز لأمل يضئ في سماء الحب التي لا تعرف اليأس من رحمة الله.





هل هناك علاج؟ هل هناك أمل؟


جاءته إجابة الطبيب بأن العلاج تجريبي،والأمل في الله لا ينقطع.

قبل أن يشتد عليها المرض ،سافرا لأداء الحج للمرة الثانية، عسى الله أن يخفف عنها،و بزيارة مسجد الرسول،انتهت رحلتهما .

عادا إلى "الخُبر"،البنات يسألن متى ستعودين يا أمي؟ الإجابة : لا أعرف. طلبت منه أن يكتم الخبر ،تريد أن تستريح وتقرأ القران، آلامها وصراخها لم يقو على احتمالهما ،كان يحتضنها ويبكى، ينتحبان معا، كان يشجعها قائلا: حبيبتي تشبثي بي بالحياة، لا ترحلي الآن.



لأول مرة تعصاه.



يبكيها ، دموعا ودما، يبكيها أفراحا وأملا . دموع تغرقه و دم يقطره قلبه،أفراح استحالت جراحا،وآمال فُقدت وتاهت.

يناجيها في صورتهما معا المعلقة إلى الحائط: آه يا حبيبتي لأول مرة تخالفينني، كيف أحيا بدونك؟



ذلك القاتل الفاجر،الجبان،الذي حرمه حواءه المحبة الطيبة،سيقهره كما قهرها ، عزم أن يقدم على دراسات في هذا الصدد، سيحول تخصصه إليه ، بينهما ثأر متأججة ناره ، لا تنطفئ.

هي ، استراحت من آلامها، وهو، مسكين تائه في صحراء جرداء قاحلة مليئة بآلام الفقد ، والفرقة تقتله ، فقد الحبيبة وفرقة الروح. كأن روحه هي الأخرى قد فارقته ورائها، يبكى فيهتز جسده النحيل الواهن،يبكى وهل يبكى الرجال؟

نعم يبكون مرتين،مرة على رحيل الأم الغالية،ومرة على فراق الحبيبة الحانية.

يبكيها دما ودموعا، يبكيها صرخة وعويلا . طفل صغير في داخله يصرخ، يتيم للمرة الثانية. لمَ لم يخطئها الموت ويختاره هو؟ أو يختارهما معا!

وبناته؟

داعب نسيمهن خياله الحزين المدمي الدامع.فإذا به يفيق قليلا،يحاول قمع الآلام ،يسكب دموعه في بحر النسيان، ولا جدوى ،هي دائما أمام ناظريه يسمعها تحادثه،وتحيطه بعينيها الحنونتين ،فليتماسك أمامهن ،إن آلامهن ليست بأقل من آلامه، آه من سهام الحزن عندما تنفذ إلى القلب ،فتشطره وتبعثر أشلاءه ،عليه أن يعاود البحث عن أشلائه المبعثرة ، ولكن ،أين؟ ربما في وطنه.



تائها وحيدا عاد إلى مصر تستقبله بناته ، من بين دموعه لمح طيفها أمامه .

اقترب ذلك الطيف منه فاحتضنه وقبله،

- حمد لله على سلامتك يا بابا .

* * *

أطفأ عبد الفتاح الكاتب سيجارته، ثم نهض متثائبا يطفئ نور مصباح المكتب متوجها إلى غرفة نومه، تذكر زوجته الغاضبة عند أهلها،



الله يجازيك يا فتحية، سوف أنام من غير عشاء

دمعة سراب
20-02-2006, 07:22 PM
النت

حزينــة..
ومتعبٌ هو الجري
خلف أسراب الألم..!!
بإنتظــار بقيتها دوماً..
مودتي

"
"
التوقيع

دائماً / في قوقعة الصمت..!!

احساس غريب
23-02-2006, 01:55 PM
مشكووووووووووووووور اخوي

النهر العذب
26-02-2006, 05:25 PM
مشكور يا أخوي

النهر العذب
26-02-2006, 05:26 PM
مشكوررررررررررر

عاشق البسمة
07-03-2006, 11:03 PM
مشكور اخوي النت يعطيك العافيه

النت
07-03-2006, 11:20 PM
مشكورين على المرور

رومنسي حيل حيل
14-03-2006, 08:19 AM
مشكوووووووووووووووووووووو ور النت