( النادي ) الخبراء يفتحون الصندوق الاسود ويعلنون اسباب تدهور الاهلي

[الاهلي الراقي]

( جريدة النادي )
http://d3j82h5kuj0v2f.cloudfront.net/alnadi/images/stories/d1-1-29.gif
الخبراء يفتحون الصندوق الاسود
انكسار فني ونفسي يهز أركان القلعة
◄ عامر الحربي ـ جدة
الأهلي في محنة ربما لم يشهدها من قبل لأن اللافت فيها هذه المرة أن الفريق عاد للتو من اللعب في نهائي دوري أبطال اسيا بعد أن انهى موسمه المحلي بوصافة دوري زين وبطولة كأس الملك للابطال، فقد كانت كل الدلائل تشير الى أن الفريق الراقي مقبل على مواسم أكثر اخضرارا خاصة وان الرمز الكبير الامير خالد بن عبدالله قد عالج صدمة النهائي كما يفعل الكبار الحكماء عندما تقدم المستقبلين والمواسين في المطار وقدم للاعبيه الورود وكلمات التشجيع واحدا واحدا، وكان الظن أن الرسالة قد وصلت وأن الصفحة قد طويت، وأن الاهلي بكبيره وجماهيره وحضوره وتكامله سيبدأ مسيرة التعويض، ورد الجميل لهذه الجماهير التي حملت الورود واللافتات المحبة المرحبة وليس القوارير الفارغة والاحذية والحناجر الملتهبة الغاضبة بعد الخروج الآسيوي وقبل ذلك ضياع الدوري.
فماذا دهى الاهلي حتى يخسر من فرق المؤخرة ويهدر فرص التعويض وقيمة اي نجم فيه تعادل قيمة لاعبي الفرق التي تلقى منها الخسائر، لدرجة ان نصف لاعبي احد تلك الفرق كان من منسقيه.. هنا وفي هذا الاستطلاع يقدم الخبراء والنقاد رؤيتهم، وما هي الاسباب التي قذفت بالاهلي الى هذا الوضع المتردي.. وكيف هي الوصفة التي تعيده الى الواجهة من جديد.
الزياني المسؤولية تقع على عاتق الكل
المدرب والخبير الرياضي خليل الزياني قال بأن الاهلي يعاني من خلل جماعي يشترك فيه جميع من هم في النادي، مضيفا: "لاعبو الاهلي هبطت مستوياتهم بشكل مخيف وكبير جدا بعد الخروج من نهائي بطولة دوري ابطال اندية اسيا بدون تحقيق اللقب، مما ادى الى ان يصبح الفريق في حالة انهيار فني تام ،وبالنسبة للمهاجمين فالبرازيلي فيكتور سيموس لم يعد هو فيكتور المعروف عنه التهديف المتقن حيث أصبح يهدر الاهداف تلو الاخرى وبشكل غريب خاصة وأن بعضها فرص محققة امام المرمى وحتى ضربة الجزاء أضاعها، يشاركه المحترف العماني عماد الحوسني الذي لم يستثمر هو الاخر الفرص العديدة التي تهيأت له امام المرمى ولم يحسن التعامل معها كما كان يفعل في السابق، بالاضافة الى تعرضه للعديد من الاصابات المتتالية مما اثر على عطائه الفني".
ويضيف الزياني: "الأهلي متدهور في جميع خطوطه بدءا من حراسة المرمى والتي لم يقدم فيها الحارس ياسر المسيليم الاداء المميز مما جعله ايضا سببا في ولوج الاهداف مثلما هو الحال في المسؤولية المشتركة بين مدافعي الفريق وايضا لاعبي الوسط والهجوم، فالفريق اصبح بدون هوية فنية داخل الملعب مما جعله يتعرض للهزائم المتتالية".
ويؤكد الزياني بأن العامل المعنوي سبب في هذا الانخفاض ولكن ليس كل الاسباب، فالمسؤولية تقع على عاتق الفريق ككل، كما أن النواحي الفنية لها دورها الكبير داخل الملعب في استقراره وتقديمه لمستويات جيدة ويضيف: "حال الفريق الحالي لا يسر ويحتاج الى اصلاح عاجل على المستوى الفني خاصة".
الجمعان : العودة بيد اللاعبين وحدهم
اللاعب الدولي السابق والمحلل الرياضي محيسن الجمعان قال: ان لاعبي الاهلي من بيدهم العودة بالفريق الى تقديم مستوياته المعهودة القوية او مواصلة المستويات الهزيلة والنتائج المتردية وزاد: "نحن لاعبي النصر لنا تجربة في عدة مواسم سابقة كان فيها فريقنا يسعى الى الوصول لتحقيق بطولة اندية اسيا وكان لنا شرف تحقيقها من بين تلك المحاولات وايضا وصلنا لبطولة اندية العالم وخرجنا منها، في ظل محاولات الفشل التي لازمتنا عدة مرات في تحقيق الاسيوية لم نتأثر حينما عدنا الى المنافسات المحلية، لذلك على لاعبي الاهلي ان يملكوا الارادة القوية للعودة وتحقيق الابداعات على ارض الواقع حيث أنهم من يملكون مفاتيح العودة فقط، وهم وحدهم من يملكون ذلك ولا احد غيرهم وعليهم ان يقدموا العطاء الفني الوافر في المنافسات المحلية". واكد الجمعان ان ادارة الاهلي تدعم الفريق بشكل مستمر والجهاز الفني بقيادة التشيكي جاروليم على اعلى المستويات ولكن يبقى الوضع مرهونا بما يقدمه لاعبو الاهلي الحاليون وكيف يعيدون انفسهم الى التوهج والخروج من الحالة التي يمرون بها بشكل قوي وصارم يساعدهم على ان يكونوا في مستوى عال خاصة وان جماهير الاهلي تساندهم وتقف معهم دوما ولم تبخل عليهم بالدعم، فقط كما قلت يحتاج الامر لأن يحس اللاعبون بالمسئولية وان تكون لديهم القوة والعزيمة والثقة الكبيرة في قدرتهم على العودة القوية".
الصويان : أولسان كشف خلل اللياقة
ويؤكد المدرب اللياقي منصور الصويان بأن لاعبي الاهلي يعانون لياقيا خاصة في الفترة الثانية فأداء الفريق على حد قوله داخل الملعب يبرز ان هناك خللا لياقيا وقد ظهر جليا في المواجهة على نهائي آسيا امام اولسان الكوري، وايضا في مواجهات الفريق في دوري زين للمحترفين، ويشير الصويان الى ان على لاعبي الاهلي المحافظة على انفسهم بالتغذية السليمة، وايضا على مدرب اللياقة أن يعطي الجرعات المناسبة للاعبي الفريق، ويضيف: "لكن ايضا في الجانب الاخر لاعبو الاهلي يتحملون مسؤولية المحافظة على انفسهم لياقيا وخارج الملعب حيث انهم لاعبون محترفون ويجب أن يتنبهوا لكل ذلك".
خميس : الأهلي بدون هوية في الملعب
المدرب والخبير الرياضي يوسف خميس يرى بخبرته أن الاهلي في الظاهر الفني يعاني من عدة أمور اثرت على الفريق بشكل كبير: "الفريق يعاني من عدم وجود صانع العاب مما أثر على الفريق بشكل كلي، فالاهلي في الموسم الماضي وعندما كان يلعب في صفوفه المحترف البرازيلي كماتشو كان اكثر قوة وتمكنا في خط الوسط وكان يحمل اللاعب البرازيلي الكثير من الضغط عن لاعب خط الوسط بالأهلي تيسير الجاسم ولهذا ارى بأن عدم وجود صانع العاب في الفريق اثر على مستوى الاداء، بالإضافة الى عدم وجود القائد الميداني في الفريق وهي أمور ادت الى ان يظهر الاهلي بهذا الشكل غير المنسجم فنيا وايضا معنويا، ولعل الملاحظ أن الفريق وفي كل المباريات التي خاضها ظهر بشكل فني سيئ وغاب عنه القائد الفني مما جعل الاهلي بدون هوية في الملعب أو مهام محددة توكل لأفراد الفريق".
واشار الخميس الى ان مهاجمي الاهلي المحترف البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني تأثرا بغياب صانع الالعاب ولهذا اصبح هجوم الفريق الاهلاوي بدون ممول حيث توكل المهمة الان لتيسير الجاسم ومن الصعب عليه ان يحمل عبء خط الوسط بمفرده ومن ثم يقوم بالمهام الهجومية والدفاعية ايضا مما جعل الفريق يتأثر فنيا بالأخطاء التي تحدث بسبب ضعف التمويل الهجومي وايضا عدم وجود المساندة في خط الوسط مثلما كان الوضع في الموسم الماضي حيث كان صانع الالعاب الاخر كماتشو يشكل جبهة هجومية ودفاعية قوية في الفريق.
ويؤكد الخميس بأن النواحي المعنوية والتنظيمية هي امور داخلية في النادي الاهلي ولابد ان يكون مسؤولو النادي ملمين بها حيث يظهر من خلال الشكل العام للفريق وجود مشاكل ما داخله مؤثرة جدا على عطاء اللاعبين مما يجعلهم يتلقون الهزائم المتتالية والتي كان اخرها امام فريق الاتفاق ، وشدد على ان االفريق ولكي يعود الى وضعه الطبيعي فنيا عليه ان يسارع الى التعاقد مع صانع العاب فورا على ان يكون صاحب امكانات كبيرة لدعم الفريق فنيا بدلا من الامور غير المفيدة للفريق، فبدون تواجد العقل المفكر وموزع الالعاب المتميز لن ينهض الفريق بالشكل الفني المطلوب".
فقيها : العامل النفسي اثر
ويرى خبير القدرات البشرية الاخصائي النفسي الدكتور رشاد فقيها بأن لاعبي الاهلي تعرضوا لصدمة حادة بعد الخروج من نهائي بطولة دوري ابطال اندية آسيا مما جعلهم يتعرضون لحالة انكسار داخل نفوس جميع اللاعبين، واضاف: "ما لذي تغير في الفريق؟ فنفس المجموعة التي كانت تلعب في الاسيوي هاهي الان ايضا تلعب في دوري زين للمحترفين وايضا الادارة والطاقم الفني واللياقي هم لم يتغيروا ابدا لذلك الذي تغير هو العامل النفسي"، وقدم فقيها الوصفة التي تجعل لاعبي الاهلي يعودون الى تقديم المستويات القوية في الملعب قائلا: "لاعبو الاهلي الان يجب ان يعملوا بشكل اكثر قوة فنيا ويعلموا بأنه يجب الا يستسلموا للانكسار وأن يدعوا الخروج الاسيوي يقويهم فالهزائم المتكررة لا ينبغي ان تحبطهم من تحقيق دوري زين للمحترفين حيث بات هم الدوري لدى لاعبي الاهلي كبير جدا بعد سنوات الغياب الطويلة ولذلك عدم تحقيقهم لبطولة الدوري اثر عليهم الموسم الحالي وبدأوا يفكرون بطريقة العقل الواعي الذي جعلهم محبطين من تأثير اهدار النقاط ، ففي الموسم الماضي لم يتعرضوا الا لهزيمة واحدة قبل مواجه الشباب الحاسمة وهاهم الان يتعرضون للعديد من الهزائم لذلك عليهم التفكير مثل التدريب الذي يتم تقديمه لممارسي القيادة في حال تعرضهم لمواقف خطرة اذ ان عليهم التركيز في أي وسيلة تنجيهم من خلال التحكم بمقود القيادة والسير في الطريق وعدم التعرض لصدمة ورهبة الموقف مما يجعلم يرتطمون بالجدار او أي سيارة اخرى، وعليهم ان يخرجوا انفسهم من حالة عدم الاتزان التي يمرون بها الان حتى يستطيعوا النهوض من حالات السقوط التي يتعرضون لها الان.
سقناوي : الآسيوية ليست نهاية المطاف
اداري فريق القدم بالنادي عبدالسلام سقناوي قال بأنه يوجه كلمته لجمهور الاهلي العاقل والوفي نظرا لوجوده الدائم في كل المحافل وتقديره الظروف، مضيفا: " نعم العاطفة تدفعهم للغضب من مستوى الفريق وهو بالطبع غير مقبول من الكل، ولكن على الجميع ان يعلموا بأن النجاحات التي تحققت في السابق وتحقيق الفريق للمستويات والبطولات كان على رأسها جماهير الاهلي التي تؤازر الفريق فحري بها الان ايضا ان تواصل الدعم في ظل الاحتياج المعنوي الذي ينتظره الفريق الان.
ولاعبو الاهلي املنا في عودة التوهج الميداني لأن اللاعبين هم السبب في العودة للتفوق، اما احاديث الوسط الرياضي والمتابعين عن ان عدم تحقيق البطولة الاسيوية اثر على الفريق فبالطبع لايجب أن نبكي على اللبن المسكوب وليس ديدننا ذلك، حيث أن عدم تحقيق البطولة الاسيوية ليس نهاية المطاف فقد سبق ان وصل الاهلي لنهائي آسيا قبل الوصول الاخير له وخسر النهائي ولكن عاد لتحقيق البطولات ولم يتأثر، وهذا هو فريق الاهلي سيبقى صامدا، فقط تأثر الفريق بخمسة لاعبين ابتعدوا عن مستوياتهم الفنية مما اثر على الأداء بشكل كامل ولهذا عودة الاهلي حتميه وسريعة بمشيئة الله تعالى ولن يكون متأثرا من الخسائر التي تعرض لها مؤخرا.
داوود : جاروليم السبب
الرئيس الاسبق للنادي وعضو الشرف الحالي والمحلل الرياضي عبدالرزاق ابو داود أرجع الحالة التي يمر بها الفريق للمدرب التشيكي جاروليم ولاعبي الفريق وقال في معرض تحليله لوضع الاهلي الفني بعد مواجهته امام الاتفاق: ان الفريق لا يقدم أي نهج فني واضح واصبح صيدا سهلا يستطيع أي مدرب منافس ان يجتازه بسهولة من عدة نواحي فنية ، واكد بأن لاعبي الاهلي ايضا عليهم ان يكونوا اكثر جدية في تقديم مستوى مرضي ومبهج لجماهير النادي.
جماهير الاهلي : الروح الانهزامية مسيطرة
جماهير الاهلي من جانبها حملت جاروليم الخسائر المتتالية التي هبطت على الفريق مؤكدة بأن الوضع الفني لا يسمح ابدا بتلقي الفريق لخسائر متتالية، كما أكدت بان الفريق بحاجة الى ان يكون في قمة مستواه في المواجهة القادمة امام فريق الاتحاد الغريم التقليدي، مضيفة: ان الهزائم المتكررة للاهلي ناتجة عن الروح الانهزامية التي ظهرت على لاعبي الفريق والتخبط الذي يمارسه المدرب التشيكي جاروليم وايضا الجهاز الاداري الذي لا بد من ان يضع حدا لتراجع روح لاعبي الاهلي ولعبهم السيئ خاصة المهاجم فيكتور سيموس، حيث ذكرت عبر وسائل تواصلها بأنه يلعب (بدون نفس) وشددت على ادارة الاهلي بسرعة تعديل وضع الفريق قبل ديربي الغربية غدا الجمعة امام فريق الاتحاد، حيث علقت تلك الجماهير بأن أربع هزائم تكشف ان الفريق نائم ولم يفق من وضعه المتردي ولا بد للادارة من العمل الجاد قبل مواجهة الاتحاد والتي يسعى من خلالها الاخير لرد الثأر للاهلي، مبينة على ضرورة ان يتم الزج بلاعبي الاولمبي في التشكيلة الأساسية مطالبة بالإحلال واستبدال اشباه اللاعبين.