المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواضع سجود التلاوة



أهــل الحـديث
29-11-2012, 05:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


وردت أحاديث تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد لما قرأ بعض الآيات واختلف الأئمة في عد مواضعها ولقد جمعت أقوال الأئمة في تلك الأحاديث وأرجو من المشايخ الكرام أن يطلعوها وأن يرشدوا إلى زلل وقعت فيها عل الله يدخلني وإياكم في دار كرامته.

آيات صح أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد عقب قراءتها.


1

الأولى : الآية الأخيرة من سورة العلق

الثانية : آية من سورة الانشقاق
قال الحافظ في التلخيص : حديث أبي هريرة سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و {اقرأ باسم ربك} رواه مسلم وفي البخاري أصله ولم يذكر سجدة اقرأ وفي رواية للبخاري لو لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم "سجد فيها لم أسجد".

الثالثة : آية من سورة النجم
روى البخاري عن عبد الله رضي الله عنه، قال: " قرأ النبي صلى الله عليه وسلم النجم بمكة فسجد فيها وسجد من معه غير شيخ أخذ كفا من حصى - أو تراب - فرفعه إلى جبهته، وقال: يكفيني هذا "، فرأيته بعد ذلك قتل كافرا

الرابعة : آية من سورة ص
قال الحافظ في التلخيص :
حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال سجدها داود توبة ونسجدها شكرا الشافعي في الأم عن ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سجدها يعني في ص


2
ووردت آثار عن الصحابة أنهم سجدوا في سورة الحج ولم يصح مرفوعا كما قاله الحافظ وغيره
قال في البدر المنير
قال الحاكم: وقد صحت الرواية فيه من قول عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن مسعود وأبي موسى وأبي الدرداء وعمار.......وساق كل ذلك بأسانيده.


3
وأما غير هذه الآيات لم يصح عن النبي صلى الله عليه أنه سجد لما قرأها
والأحاديث الواردة فيها ضعيفة وإليك بيان نبذة منها.

الأول : قال الحافظ في التلخيص :
حديث عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان أبو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم وحسنه المنذري والنووي وضعفه عبد الحق وابن القطان وفيه عبد الله بن منين وهو مجهول والراوي عنه الحارث بن سعيد العتقي وهو لا يعرف أيضا وقال ابن ماكولا ليس له غير هذا الحديث.
قال ابن الملقن في البدر المنير :
هذا الحديث رواه أبو داود وابن ماجه في (سننهما) والحاكم في «مستدركه» على الصحيحين من حديث عبد الله بن منين، عن (عمرو) بن العاصي، وسكت عليه أبو داود؛ وهو مقتضى (لحسنه) أو صحته عنده، وقال الحاكم: هذا حديث رواته مصريون قد احتج الشيخان بأكثرهم، وليس في عدد سجود القرآن أتم منه. وقال النووي في «شرح المهذب» : رواه أبو داود والحاكم بإسناد حسن. ثم قال بعد في «فرع مذاهب العلماء» : إنه حديث صحيح، وكذا قال في «خلاصته» : رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن. وقال المنذري في كلامه على أحاديث المهذب إنه حديث حسن.
قلت: وفي ذلك كله نظر، فعبد الله بن منين هذا مجهول، وكذا الراوي عنه وهو الحارث بن سعيد العتقي المصري، لا جرم ضعفه عبد الحق في «أحكامه» بعبد الله بن منين فقال: عبد الله بن منين لا يحتج به.

قال في نصب الراية
قال عبد الحق في "أحكامه": وعبد الله بن منين لا يحتج به، قال ابن القطان: وذلك لجهالته، فإنه لا يعرف روى عنه غير الحارث بن سعيد العتقي، وهو رجل لا يعرف له حال، فالحديث من أجله لا يصح، قال: وقد وقع لابن أبي حاتم تصحيف في اسمه، وفي نسبه، فقال: عبد الله بن منين، وإنما هو: منين "بنونين. وميم مضمومة"، وقال فيه: من بني عبد الدار، وصوابه من عبد بني كلالة: هكذا هو في "كتاب أبي داود وتاريخ البخاري"، انتهى كلامه.

الثاني :
قال في التلخيص
حديث عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين قال: "نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما" أحمد وأبو داود والترمذي واللفظ له والدارقطني والبيهقي والحاكم وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد ذكر الحاكم أنه تفرد به

قال في نصب الراية : وقال الترمذي: ليس إسناده بالقوي، وقال الحاكم: هذا حديث لم نكتبه مسندا إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن لهيعة أحد الأئمة، إنما نقم عليه اختلاطه في آخر عمره، انتهى.
وقال في البدر :
وهو حديث في إسناده ضعيفان:
أحدهما: ابن لهيعة (وقد) سلف حاله في أواخر باب الوضوء، وإن البيهقي قال: أجمع أصحاب الحديث على ضعفه وترك الاحتجاج بما ينفرد به.
ثانيهما: مشرح بن هاعان لا يحتج به، قال ابن حبان: انقلبت عليه صحائفه؛ فكان يحدث بما سمع من هذا عن ذاك وهو لا يعلم فكل ما يروي عن شعبة هو ما سمعه من الحسن بن عمارة؛ فبطل الاحتجاج به. لا جرم قال الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بالقوي.

الثالث : قال في البدر المنير
الحديث التاسع
«أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في الظهر فرأى أصحابه أنه قرأ آية سجدة فسجدوا» .
هذا الحديث رواه أبو داود في «سننه» من رواية سليمان التيمي، عن أمية، عن لاحق بن حميد أبي مجلز السدوسي البصري، عن ابن عمر رضي الله عنهما «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الظهر، ثم قام فركع، فرأينا أنه قرأ: تنزيل السجدة» .
ورواه أحمد في «مسنده» بلفظ: «أنه عليه السلام سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر، فرأى أصحابه أنه قرأ: تنزيل السجدة» .
وأمية هذا لا يعرف حاله، قال الذهبي في «الميزان» : لا يدرى من ذا ولا أعلم راويا عنه غير سليمان التيمي، وقد انفرد أبو داود بالإخراج له.
وسبقه إلى ذلك ابن القطان فقال: لا أعلم أحدا صنف في الرجال ذكره، وهو مجهول الحال، وقد روى أبو عيسى الرملي عن أبي داود أنه قال إثر هذا الحديث: أمية هذا لا يعرف.
وقد ذكر الطحاوي هذا الحديث من رواية، يزيد بن هارون، عن
سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن ابن عمر بغير توسط أمية المذكور بينهما، وقال: لم أسمعه منه. قال ابن القطان: فالحديث إذا ضعيف.
قال ابن رجب في الفتح ولم يسمعه التيمي عن أبي مجلز. قالَ الدارقطني: وقيل: عنه، عن أبي أمية، عن أبي مجلز. قالَ: ويشبه أن يكون: عبد الكريم أبو أمية. وكذا قاله إبراهيم بن عرعرة.
وقال في موضع آخر: أمية مجهول. وذكر البيهقي أنه قيل فيهِ: ((مية)) - أيضاً - بغير ألف. وروى بهذا الإسناد عن أبي مجلز مرسلا.
قالَ الإمام أحمد في هذا الحديث: ليس لهُ إسناد. وقال - أيضاً -: لم يسمعه سليمان من أبي مجلز، وبعضهم لا يقول فيهِ: عن ابن عمر - يعني: جعله مرسلا.


وخرج أبو يعلى الموصلي في ((مسنده)) من طريق يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن أبي إسحاق، عن البراء، قالَ: سجدنا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الظهر، فظننا أنه قرأ {تَنْزِيلُ} [السجدة] .ويحيى هذا ضعيف جداً.

قال في فتح الغفار
وأخرجه الطحاوي والحاكم بإسناد ضعيف.

قال في تمام المنة
قوله في السجود في الصلاة: "وروى الحاكم وصححه على شرط الشيخين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في الركعة الأولى من صلاة الظهر فرأى أصحابه أنه قرأ تنزيل السجدة".
قلت: هذا الحديث غير صحيح وإن صححه الحاكم ووافقه الذهبي وتبعه الحافظ في "الفتح" والقسطلاني والزرقاني والسبب في هذا أنهم نظروا إلى ظاهر إسناده فصححوه فقد رواه الحاكم من طريق يحيى بن سعيد عن سليمان التيمي عن أبي مجلز - عن ابن عمر.
فهذا إسناد صحيح في الظاهر لكنه منقطع بين ذلك غير يحيى بن سعيد فقال يزيد بن هارون: أنبأ سليمان التيمي عن أبي مجلز - قال: ولم أسمعه من أبي مجلز - عن ابن عمر.
أخرجه البيهقي وأحمد وأبو داود والطحاوي.
وقد بين معتمر بن سليمان أن الواسطة بين سليمان التيمي وأبي مجلز رجل مجهول فقال معتمر: عن أبيه عن رجل يقال له: أمية عن ابن عمر.
أخرجه البيهقي وأبو داود.
وأمية هذا مجهول اتفاقا فعاد الحديث إلى أنه عن مجهول ولا حجة في رواية المجهول عند المحدثين.
وقد تنبه الحافظ لهذه العلة في كتابه "التلخيص" فقال بعد أن ذكر الحديث من طريق أمية:
"لكنه عند الحاكم بإسقاطه ودلت رواية الطحاوي على أنه يعني سليمان التيمي مدلس".
قلت: ولهذا لم يأخذ الإمام أحمد بالحديث فقال أبو داود في "مسائله"
ص 38:
"سمعت أحمد وسئل عن الإمام يقرأ في الظهر السجدة؟ فقال: لا فذكر له حديث ابن عمر فقال: لم يسمعه سليمان عن أبي مجلز وقال: بعضهم لا يقول فيه عن ابن عمر".
وهذه علة ثانية قد أشار إليها الإمام أحمد رحمه الله وهي الإرسال. وجملة القول أن الحديث غير صحيح

الرابع :
قال الإمام البخاري : حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن هو ابن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم تنزيل السجدة، وهل أتى على الإنسان حين من الدهر»
قال الحافظ في الفتح :
فائدتان الأولى لم أر في شيء من الطرق التصريح بأنه صلى الله عليه وسلم سجد لما قرأ سورة تنزيل السجدة في هذا المحل إلا في كتاب الشريعة لابن أبي داود من طريق أخرى عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال غدوت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في صلاة الفجر فقرأ سورة فيها سجدة فسجد الحديث وفي إسناده من ينظر في حاله وللطبراني في الصغير من حديث علي أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في تنزيل السجدة لكن في إسناده ضعف الثانية قيل الحكمة في اختصاص يوم الجمعة بقراءة سورة السجدة قصد السجود الزائد حتى أنه يستحب لمن لم يقرأ هذه السورة بعينها أن يقرأ سورة غيرها فيها سجدة وقد عاب ذلك على فاعله غير واحد من العلماء ونسبهم صاحب الهدي إلى قلة العلم ونقص المعرفة.

ونقله الشيخ الألباني في صفة الصلاة

قال في عمدة القاري:
فإن قلت: قد ثبتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر يوم الجمعة بسورة السجدة، فهل ورد أنه سجد فيها أم لا؟ قلت: ذكر ابن أبي داود في (كتاب الشريعة) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس، غدوت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في صلاة الفجر فقرأ سورة فيها سجدة فسجد. وروى الطبراني في (الصغير) من حديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الصبح في {تنزيل} السجدة، والله أعلم. وفي إسناد الأول أبان، ولا يدري من هو. والثاني ضعيف.
وعقب في عمدة القاري لقول الإمام البخاري
(باب سجدة تنزيل السجدة)

أي: هذا باب في بيان سجدة ألم تنزيل السجدة.
مطابقته للترجمة غير ظاهرة لأن الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر في يوم الجمعة هاتين السورتين، ولكن لا يفهم منه أنه كان يسجد فيها أو لا، مع أنه ذكر هذا الحديث في: باب ما يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة، ورواه عن أبي نعيم عن سفيان إلى آخره نحوه، وسفيان هو الثوري وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وقد مضى الكلام فيه هناك مستوفى.

والله تعالى أعلم