المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اني أصنع أمةً لها تاريخ الأرض من بعد



فهد الجوهري
18-02-2006, 03:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أسمحوا لي بأن أشارككم بهذا الموضوع عن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام قرأته وأحببت أن أشارك فيه

ستظل سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام هي الرصيد التاريخي الأول الذي تستمد منه الأجيال المتلاحقة من ورثة النبوة وحملة مشاعل العقيدة ازدياد مسيرتها , وعناصر بقائها وأصول امتدادها .
ومن درس تاريخه عليه الصلاة والسلام وأعطاه حقه من النظر والفكر والتحقيق رأى التاريخ العجيب استعلى به الرسول عليه الصلاة والسلام والفئة المؤمنة معه على عناصر المادة وعوامل الجذب الأرضي وارتقوا بالإنسانية إلى درجات لم تشهدها على امتداد عصورها وأزمانها , ومن يعمق النظر في سيرته علية الصلاة والسلام محاولا أن يتتبع السر الذي وقع في التاريخ سيجد أمورا كثيرة , وأنبتت الدنيا أزهارها الإنسانية الجميلة , فأنشأ عليه الصلاة والسلام رجالاً إن عبتهم بشئ لم تعبهم إلا أنهم دون الملائكة , نجدهم قالوا له علية الصلاة والسلام : إن هاهنا دنيا الصحرا , التي تربي في أحضانها الرجال الذين دخلوا بالإسلام على مادخل عليه الليل .
ولو تأملت في أفعاله علية الصلاة والسلام وجدتها تقول لك : إني أصنع أمة لها تاريخ الأرض من بعد .
ولم يكن مثله علية الصلاة والسلام في الصبر على البلاء والثبات على الحق واستقرار النفس واطمئنانها على زلازل الدنيا ولا في الرحمة ورقة القلب والسمو فوق معاني البقاء الأرضي فهو قد خلق كذالك ليغلب الحوادث ويتسلط على المادة وبذلك كان علية الصلاة والسلام منبع تاريخ في الإنسانية كلها دائماً , وللدنيا رأَس نظام أفكارها صحيحة .
ولقد طبع الله سبحانه وتعالى على قلب الرسول علية الصلاة والسلام فباعد بينه وبين زيغ الهوى وسرف الطبيعة ولذلك يجب على من يقرأ سيرته علية الصلاة والسلام ويتعرف على شمائله وحديثه أن يبحث دائماً عن طابع الله في كل شئ فيها وسيظهر له من تفسيرها أن الدنيا لم تستطع أن تحقق غايتها الأخلاقية العليا إلا فيها وإنه علية الصلاة والسلام كان إنساناً وحركة في تقدم الإنسانية,إن من معجزاته عليه الصلاة والسلام أنه أضاف في تاريخه ماعجزت عنه البشرية في تاريخها وأن كل أموره موضوعة وضعاً إلهياً كأنها صفات كونها الله وعلقها في التاريخ لمعني الحياة تعليق الشمس في السماء لمواد الحياة , تأمل بيانه علية الصلاة والسلام , تجده ينقلك إلى مثل الحالة التي تتأمل فيها روضة تتنفس على القلب أو منظراً يهز خيال النفس أو عاطفة تزيد بها الحياة في الدم على هدوء روح وإحساس ولذة , ثم يزيد على ذلك انه يصلح من الجهات الإنسانية في نفسك , ثم يرزق الله منه من يرزق بالنور .
هكذا يكون النظر في كلامه علية الصلاة والسلام فهو كلام كلما زدته فكراً زادك معنى , وتفسيرهُ قريب . . . قريب كالروح في جسمها البشري ولكنه بعيد كالروح في سرها الإلهي فهو معك على قدر ما أنت معه , إن وقفت على حد وقف وإن مددت مد وما أديت به تأدى , وليس فيه شئ من كل ما تراه لكل بلغاء الدنيا من صناعة عبث القول والرغبة في تكثير سواد المعنى وترك اللسان يطيش طيشة اللغوي يتعلق بكل ما عرض له , إنما هو كلام قيل لتصير به المعاني إلى حقائقها , فهو من لسان وراءه فكر وراءه قلب وراءه إيمان إن وراءه الله جل جلاله , وهو كلام في مجموعة كأنها دنيا أصدرها علية الصلاة والسلام عن نفسه العظيمة لا تبرح ماضية في طريقها السوي على دين الفطرة فلا تتسع لخلاف ولا يقع بها التنافر.
من هنا تبرز الأهمية القصوى في أن تكون سيرة الرسول علية الصلاة والسلام وأقواله عاملةً في النفس المؤمنة عمل القلب من الجسد ورقيبة عليها رقابة الضمير على العقل .

أخوتي أنصروا رسولكم علية الصلاة والسلام فأنه على رقتة وحنانه لا يرضى على أمتة العذاب في ما نرتكبه من معاصي أخوتي توبوا إلى الله وأفرحوا رسولكم الكريم يوم تلقوه في جنان الخلد إنشاء الله وأتمنا أن الموضوع فيه خير لي ولكم وجزاكم الله كل خير .