المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب كثرة الطلاق في المجتمعات الإسلامية!



أهــل الحـديث
27-11-2012, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أيها الأحبة مقالة جديدة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( حفظه الله) وهي بعنوان "أسباب كثرة الطلاق في المجتمعات الإسلامية!"، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها.




أسباب كثرة الطلاق في المجتمعات الإسلامية!
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد وعلى آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن الزواج من نعم الله جل جلاله على عباده،حيث جعله سبحانه من أسباب السعادة والاطمئنان والسكينة بين الزوجين، ومن الوسائل الجالبة للمودة والرحمة بينهما،وهذا دليل على قدرة الله وعظمته ولطفه بخلقه،قال تعالى :(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة)[النحل :72]
قال الشيخ الشنقيطي-رحمه الله-:"ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة:أنه امتن على بني آدم أعظم مِنَّة بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجاً من جنسهم وشكلهم،ولو جعل الأزواج من نوع آخر ما حصل الائتلاف والمودة والرحمة،ولكن من رحمته خلق من بني آدم ذكوراً وإناثاً،وجعل الإناث أزواجاً للذكور،وهذا من أعظم المنن،كما أنه من أعظم الآيات الدالة على أنه جل وعلا هو المستحق أن يعبد وحده".أضواء البيان(2/412)
لكن هذه الألفة قد تنقطع وهذه السعادة قد تزول وتندفع،وتتحول على أصحابها في الغالب إلى محنة وشقاء بعد أن كانت طمأنينة وهناء!،بسبب كلمة أبكت العيون مع قلة حروفها!وأحزنت القلوب عند سماعها!يترتب على النطق بها الفِراق! ألا وهي كلمة الطلاق!.
أيها الأحبة لا ينازع أحد في حاجة الزوجين للطلاق عند تعذر استمرار العيش بينهما! وعند بلوغ النفور مبلغا يصعب معه التودد!،ولهذا قيل:إذا تعذر الاتفاق فلا بأس بالافتراق،وفي ذلك الخير الكبير بإذن الله،قال تعالى:(وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما )[النساء:130]
قال الشيخ السعدي -رحمه الله- :"(وإن يتفرقا) أي :بطلاق،أو فسخ،أو خلع،أو غير ذلك.( يغن الله كلا) من الزوجين (من سعته) أي :من فضله،وإحسانه الواسع الشامل،فيغني الزوج بزوجة خير له منها،ويغنيها من فضله،وإن انقطع نصيبها من زوجها،فإن رزقها على المتكفل بأرزاق جميع الخلق،القائم بمصالحهم،ولعل الله يرزقها زوجا خيرا منه(وكان الله واسعا)أي:كثير الفضل واسع الرحمة،وصلت رحمته وإحسانه إلى حيث وصل إليه علمه،وكان مع ذلك( حكيما)أي: يعطي بحكمه،ويمنع لحكمه،فإذا اقتضت حكمته منع بعض عباده من إحسانه بسبب من العبد لا يستحق معه الإحسان حرمه عدلا وحكمة ".تفسير السعدي(ص 207)
لكن ما يلاحظ اليوم في المجتمعات الإسلامية انتشار الطلاق بشيء رهيب!حتى أصبح هذا يمثل واقعا مؤلما، انعكس على حياة المسلمين ، و الله المستعان .
فلهذا علينا أيها الكرام أن نعرف الأسباب التي قطعت أوصال المحبة بين الزوجين،وفرقت شمل الأسرة بعد أن كانت تَنعم بالسعادة، حتى نتجنبها، ونحث الناس على الابتعاد عنها، ومن أهم هذه الأسباب :
1- سوء الاختيار من الزوجين أو أحدهما وذلك بسبب عدم حرص المتمسك بالدين منهما،مع أن الشرع حث الزوج على الظفر بذات الدين إذا أراد الفلاح والنجاح بإذن الله،فقال صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر أن المرأة تُنكَح لمالها، وحسبها وجمالها،ودينها قال:"فاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ".رواه البخاري(4802)ومسلم(1466)من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-
قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- :"اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدين مطمح نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته،فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدين الذي هو غاية البغية".فتح الباري(9/135)
وحث كذلك أهل المرأة أن لا يكون همهم فيمن تقدم لخطبة ابنتهم المال والجاه أو النسب،بل عليهم أن يحرصوا على اختيار الرجل المناسب وهو من عرف بصلاح الدين،وحُسن الخلق،لأن المتمسك بدينه العامل به حريص على الإتيان بما أوجبه الله عليه بعيد عما نهاه عنه، ومن ذلك ظلم الآخرين،فلن يضيع بعون الله حق الزوجة ولن يظلمها،بل سيعينها على طاعة الله سبحانه، وبالتالي ستسعد ابنتهم في حياتها الزوجية، بإذن الله،فإذا حدث من أهل المرأة العكس! قلَّ الزواج وكثر الطلاق وعمَّ الشر بين المسلمين،والله المستعان،قال صلى الله عليه وسلم :"إذا خَطَبَ إِلَيْكُمْ من تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأرض وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".رواه الترمذي (1084)من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، وحسنه الشيخ الألباني -رحمه الله-.
قال الملا علي قاري –رحمه الله-:"لأنكم إن لم تزوّجوها إلا من ذي مال أو جاه ربما يبقى أكثر نسائكم بلا أزواج، وأكثر رجالكم بلا نساء،فيكثر الافتتان بالزنا،وربما يلحق الأولياء عار،فتهيج الفتن والفساد،ويترتب عليه قطع النسب،وقلة الصلاح والعفة".مرقاة المفاتيح (6/246)
2-عدم مراعاة الزوجين أو أحدهما ما أوجب الله عليهما من الحقوق والواجبات، فمثلا نجد أن الزوج مهملا لزوجته وذلك إما بعدم النفقة عليها أو على أولاده،أو بكثرة أسفاره وغيابه عن البيت،أو بعدم مبالاته بوجودها إذا كان في البيت!،فإن ذلك يُولِّد عند المرأة مشاكل نفسية تعود سلبا على معاملتها لزوجها،وبالتالي يكثر الخلاف بينها ويجر ذلك إلى الطلاق، والله المستعان.
أو تكون المرأة كثيرة الخروج من البيت لا يقر لها قرار فيه!،بين الزيارات!والمجمعات!و الحفلات !، أو أنها تعمل خارج بيتها، ويأخذ ذلك منها حيزا كبيرا من وقتها،فيؤثر ذلك في تربية أطفالها، وقد يكون سببا في التقصير في خدمة زوجها ، ونظافة بيتها! والأشر من هذا أن يكون عملها في مكان مختلط بالرجال الأجانب عنها،فقد يتولد على ذلك شر كبير من مصافحة غير ذي المحارم،والكلام معهم بلطف ما قد يؤدي إلى المحرمات، وهذا مع الأيام يؤدي إلى زهدها في زوجها وعدم محبته،خاصة بعد أن ترى معاملة حسنة من هؤلاء الرجال الأجانب!زينها الشيطان لها،والله المستعان .
3-كثرة الذنوب من الزوجين،أو من أحدهما، فالمعاصي نذير شؤم على البيوت، فهي تزيل النعم وتُحلُّ النقم،قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:"وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة،المضرة بالقلب و البدن في الدنيا و الآخرة، ما يعلمه إلا الله ". الجواب الكافي (ص34)
فالمعاصي وإن كانت قد تكون في النساء أكثر كعدم محافظتهن على الصلوات،وكثرة الغيبة،والنميمة،وخروجهنَّ من البيوت متعطرات ، متبرجات غير محتشمات!، إلا أنها كذلك تكون من الرجال كعدم إتيانهم بالواجبات وتهاونهم في ارتكاب المحرمات كأكل الربا وظلم الآخرين وغير ذلك من المنكرات،فثمرة المعصية قد يراها المذنب في زوجته وأولاده، قال بعض السلف:"إني لأعصي الله فأرى أثر ذلك في خلق دابتي و امرأتي ".الجواب الكافي لابن القيم(ص35)
وللأسف فإن بيوت كثير من المسلمين اليوم أصبحت مليئة بالمنكرات من المعازف و الأغاني والمجلات المليئة بالأفكار الهدامة،والصور المحرمة،وبعض البيوت أصبحت تَعج بالكلاب التي لا فائدة فيها،وإنما اتخذت للزينة والتفاخر، فأصبحت بيوتهم ملاذا للشياطين،بعيدة عن رحمة رب العالمين،قال صلى الله عليه وسلم:"لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة".رواه البخاري (3053 ) ومسلم(2106)واللفظ له،من حديث أبي طلحة الأنصاري –رضي الله عنه-.
قال الإمام النووي –رحمه الله- :"قال العلماء سبب امتناعهم من بيت فيه صورة كونها معصية فاحشة،وفيها مضاهاة لخلق الله تعالى،وبعضها في صورة ما يعبد من دون الله تعالى،وسبب امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات،ولأن بعضها يسمى شيطانا،كما جاء به الحديث ،والملائكة ضد الشياطين،ولقبح رائحة الكلب،والملائكة تكره الرائحة القبيحة، ولأنها منهي عن اتخاذها فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته،وصلاتها فيه واستغفارها له،وتبريكها عليه وفى بيته، ودفعها أذى للشيطان،وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا فيه كلب أو صورة،فهم ملائكة يطوفون بالرحمة و التبريك والاستغفار،وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت، ولا يفارقون بني آدم في كل حال،لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم وكتابتها".الشرح على صحيح مسلم( 14/84)
4- القسوة و العنف من الزوج أو من أهله على الزوجة،فينبغي للرجل أن يتحلى بالرفق واللين في معاملة زوجته، ولابد أن يعلم أنها ليست كاملة كما أنه ليس بكامل!،فالمرأة جُبلت على النقص فعليه بالصبر عليها لينتفع بها،ولهذا أوصى بها نبينا صلى الله عليه وسلم خيرا،فقال :"وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ،فإن الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إن ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ،وَإِنْ تَرَكْتَهُ لم يَزَلْ أَعْوَجَ،اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا".رواه البخاري(4890)ومسلم(1468)واللفظ له من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-:"يعني: اقبلوا هذه الوصية التي أوصيكم بها،وذلك أن تفعلوا خيراً مع النساء؛ لأن النساء قاصرات في العقول، وقاصرات في الدين، وقاصرات في التفكير، وقاصرات في جميع شئونهن، فإنهن خلقن من ضلع.
وذلك أن آدم عليه الصلاة والسلام خلقه الله من غير أب ولا أم،بل خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون، ولما أراد الله تعالى أن يبث من هذه الخليقة،خلق منه زوجه، فخلقها من ضلعه الأعوج،فخلقت من الضلع الأعوج، والضلع الأعوج إن استمتعت به استمتعت به وفيه العوج، وإن ذهبت تقيمه انكسر.
فهذه المرأة أيضاً إن استمتع بها الإنسان استمتع بها على عوج، فيرضى بما تيسر، وإن أراد أن تستقيم فإنها لن تستقيم، ولن يتمكن من ذلك، فهي وإن استقامت في دينها فلن تستقيم فيما تقتضيه طبيعتها، ولا تكون لزوجها على ما يريد في كل شيء، بل لابد من مخالفة، ولابد من تقصير مع القصور الذي فيها.
فهي قاصرة بمقتضى جبلتها وطبيعتها،ومقصرة أيضاً،فإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها، يعني معناه أنك إن حاولت أن تستقيم لك على ما تريد فلا يمكن ذلك، وحينئذ تسأم منها وتطلقها، فكسرها طلاقها". شرح رياض الصالحين ( 3/116)
فعلى الرجل أن لا يَحقد ولا يُبغض زوجته بسبب نقص رآه منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَا يَفْرَكْ - يبغض-مُؤْمِنٌ مؤمنه إن كَرِهَ منها خُلُقًا رضى منها آخَرَ ".رواه مسلم (1469)
قال الإمام النووي –رحمه الله-:ينبغي أن لا يبغضها لأنه أن وجد فيها خلقا يكره، وجد فيها خلقا مرضيا بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة،أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به،أو نحو ذلك".الشرح صحيح مسلم(10/58)
وإذا رأى منها نشوزا أو إعراضا عنه،فالشريعة ذكرت له حلولا قبل أن يلجأ إلى طلاقها،قال تعالى :(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا)[ النساء:34]
قال الشيخ السعدي –رحمه الله-:"(واللاتي تخافون نشوزهن) أي:ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن ، بأن تعصيه بالقول أو الفعل، فإنه يؤدبها بالأسهل فالأسهل.( فعظوهن )أي :ببيان حكم الله في طاعة الزوج ومعصيته،والترغيب في الطاعة ، والترهيب من معصيته، فإن انتهت، فذلك المطلوب،وإلا فيهجرها الزوج في المضجع، بأن لا يضاجعها ولا يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود ،وإلا ضربها ضربا غير مبرح، فإن حصل المقصود بواحد من هذه الأمور،وأطعنكم ( فلا تبغوا عليهن سبيلا )أي:فقد حصل لكم ما تحبون،فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية،والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها،ويحدث بسببه الشر".تفسير السعدي (ص 177)
ومما يُؤسف أيها الكرام أن نرى الرجل إذا كان مع أصدقائه انبسط لهم وانشرح صدره وتحدث معهم بألطف العبارات، وإذا جلس مع زوجته أغلظ معها القول و ضاق صدره كأنه جالس على الجمر!مع أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال : "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي".رواه الترمذي(3895) وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله-.
قال المباركفوري –رحمه الله-:"( خيركم خيركم لأهله ) :أي: لعياله وذوي رحمه وقيل لأزواجه وأقاربه وذلك لدلالته على حسن الخلق ( وأنا خيركم لأهلي) فأنا خيركم مطلقا وكان أحسن الناس عشرة لهم وكان على خلق عظيم". تحفة الأحوذي(10/269)
وكذلك على المرأة أن تتقي الله في زوجها وتطيعه فيما أمر مالم يأمرها بمعصية، وتبتعد عما يغضبه ويثير أعصابه، فهذه هي علامة المرأة الصالحة الخيرة،فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال:قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ ؟قال:"التي تَسُرُّهُ إذا نَظَرَ وَتُطِيعُهُ إذا أَمَرَ،ولا تُخَالِفُهُ في نَفْسِهَا،وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ".رواه النسائي(3231) وصححه الشيخ الألباني –رحمه الله- .
5-عدم المبالاة عند بعض الرجل بلفظة الطلاق والاستعجال بالنطق بها، حتى جعلها بعضهم ألعوبة تجري على ألسنتهم، بل أدى الاستهتار بها إلى تعليق بعض الأمور عليها،مع أن الطلاق شأنه عظيم عند الله جل جلاله، لهذا يستوي في حكمه القاصد و الهازل،فعن أبي هريرة –رضي الله عنه-قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ثَلَاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ النِّكَاحُ وَالطَّلَاقُ و الرجعة".رواه أبو داود (2149)،وحسنه الشيخ الألباني-رحمه الله-.
قال الخطابي –رحمه الله-:"اتفق عامة أهل العلم على أن صريح لفظ الطلاق إذا جرى على لسان البالغ العاقل، فإنه مؤاخذ به،ولا ينفعه أن يقول كنت لاعباً أو هازلاً أو لم أنو به طلاقاً، أو ما أشبه ذلك من الأمور".معالم السنن(3/243)
6- الإعلام الذي أصبح وسيلة إفساد بين أزواج المسلمين،حيث يصور الزوج في بعض المسلسلات الساقطة! أنه ظالم مستبد،ثم يهون العلاقة بين الرجل الأجنبي،والزوجة،و يأتي بصديق المرأة أنه رحيم بها يشعر بأحاسيسها!ويجمل حديثه معها ويلطف عباراته عند كلامها، فتصبح المرأة وقد تقلب قلبها وأحبت هذا الصديق!وكرهت زوجها لأنها تراه عكسه، فعلينا أن نجتنب هذه الوسيلة التي أصبحت تُستعمل من أعداء الدين في هدم كثير من بيوت المسلمين، وقطع علائق المحبة بين الزوجين،والله المستعان.
فيا أيها الزوجان الكريمان إذا أردتما إبقاء الألفة واستمرار المحبة بينكما بإذن خالقكما،فعليكما بتقوى الله جل وعلا، فلزما طاعته وأدِّيا ما فرض الله عليكما من الحقوق والواجبات،واجتنبا ما يغضب الرب سبحانه من المعاصي والمنكرات.
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يُبارك و يؤلف بين كل أزواج المسلمين، ويجمعهم على طاعته وابتغاء مرضاته، وأن يُبعدهم عن سائر المحرمات،ويُجنبهم شر الشياطين من الجن والإنس، فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أبو عبد الله حمزة النايلي