المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جواب للشيخ عبدالرحمن البراك في [مسألة دوران الأرض والشمس].



أهــل الحـديث
26-11-2012, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





سؤال: حصل عندي تشوش في مسألة دوران الأرض والشمس، فإن الذي درسناه في المدارس أن الأرض تدور حول الشمس، و لكن قيل لي: إن العكس هو الصحيح، وهو أن الشمس تدور حول الأرض، فما هو الحق في نظركم بالدليل؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، أما بعد؛ فإن المشاهد بالعيان وظاهر القرآن أن الشمس تجري والأرض ثابتة، كما قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)، وقال في الشمس والقمر: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)، وقال سبحانه: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ)، وقال: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا. وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)، ولم توصف الأرض بأي فعل يدل على الحركة، بخلاف الشمس، فقد نسب إليها الغروب والطلوع والزوال، وقد مضى من تاريخ المسلمين اثنا عشر قرناً والعلماء لا يذكرون عن الشمس والأرض إلا ما دل عليه القرآن، وإن كانوا قد ذكروا كروية الأرض، بل نقلوا الإجماع على أنها كروية، ولا نعلم عن أحد من علماء المسلمين أنه ذكر دوران الأرض مثبتاً أو نافياً ولا الفلاسفة المنتسبين إلى الإسلام، حتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع سعة علمه وخوضه في العلوم الكونية قد تكلم عن الشمس والأرض، ولم يجئ في كلامه تعرض لدوران الأرض مقرراً ولا ناقلاً، إذن فنظرية دوران الأرض وثبات الشمس دخيلة على المسلمين، جاءت من الغرب على يد النصارى المحتلين لديار المسلمين في جملة ما نقلوا من نظريات فلاسفتهم، وعظموا هذه النظرية حتى جعلها الأتباع من المسلمين من أولوليات ما يُدرّس للناشئة في مادة العلوم والجغرافيا، فجعلوها من المُسَلّمات، بل كأنها من أصول الاعتقاد، مع مصادمتها لظاهر القرآن، مع أنهم لم يقيموا على هذه النظرية دليلاً، وقد تلطف بعض المسلمين لرفع ما في هذه النظرية من الشناعة والمصادمة، وحاول التوفيق والتقريب، فقال: "إن الشمس تجري والأرض تدور"، ولكني لا أدري بم يفسر جريان الشمس مع قوله بأن الأرض تدور؟!

فالمعروف أن الليل والنهار إنما ينشآن عن حركة الشمس طلوعاً وغروباً، والقائلون بدوران الأرض يقولون: ينشآن عن حركة الأرض؛ ولا حقيقة ـ حينئذ ـ لجريان الشمس الذي يزعمونه، فيجب الاعتصام بما دل عليه ظاهر القرآن، ودل عليه الحس والمشاهدة، ولا يجوز الانسياق مع النظريات المخالفة بلا برهان، بل تقليداً للمعاصرين، وأما الذين يعتقدون دوران الأرض من العرب والمسلمين فالغالب عليهم التقليد المحض والإعجاب بكل جديد يفارق المألوف، ثم نقول: أيُّ خير لأمة الإسلام في هذا الاهتمام المفرط لتصحيح نظرية دوران الأرض وشغل الأوقات في ذلك؟!

كنظائرها من مسائل علم الهيئة التي يقوم أكثرها على الظن، والعلوم لا تقاس بجدتها وغرابتها بل بمنافعها وغاياتها، نسأل الله أن يستعملنا في طاعته، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشداً.


أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البراك
3/ذي الحجة/1433هـ (http://twitmail.com/email/626909193/14/3)