المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أؤجر على وضوئي لقراءة الحديث؟ [جواب للشيخ عبدالرحمن البراك].



أهــل الحـديث
26-11-2012, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






س: قرأت في سير بعض المحدِّثين من السلف أنه كان لا يقرئ الحديث إلا وهو متوضئ، فهل إذا أردت أن أقرأ في صحيح البخاري مثلاً، وتوضأت، هل أؤجر على ذلك؟

ج: الحمد لله، أما بعد؛ فإن الطهارة من الأحداث حالة يحبها الله سبحانه وتعالى من عباده، وقد شرع الله لعباده ما تحصل به الطهارة من الوضوء والغُسل، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، وقال سبحانه: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)، وأوجب سبحانه الطهارة للصلاة، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة بغير طهور)،كما تستحب الطهارة لتلاوة القرآن وذكر الله تعالى؛ لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تيمم لرد السلام، وقال: (إني كرهت أن أذكر الله تبارك وتعالى إلا على طهارة)، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه، وليس لقراءة الحديث خصوصية كما للقرآن إلا من جهة أنه لا يخلو عن ذكر الله، كما في الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، ولكن ينبغي أن يفرق بين حال الجلوس لإقراء الحديث وتعليم العلم الشرعي وبين التحديث العارض، كما في جواب سائل واستدلال لمسألة عرض البحث فيها، فتستحب الطهارة في الحالة الأولى؛ لأنها حالة عبادة، ويكثر فيها ذكر الله، بخلاف الحالة الثانية؛ فإن تحري الطهارة فيها مما لا يتيسر، وعلى هذا نقول: إذا كانت لك قراءة راتبة في صحيح البخاري أو غيره من كتب السنة، فتستحب لك الطهارة لذلك، وتؤجر على هذا، أما إذا كانت القراءة مجرد مراجعة ـ مثلاً ـ لحديث أو مسألة؛ فلا ينبغي أن يتوقف الباحث عن ذلك من أجل الطهارة؛ لأن في ذلك مشقة ويفوت خيراً كثيراً، ولم يكن من عادة الصحابة رضي الله عنهم والتابعين أنهم لا يذكرون حديثاً بل ولا آية حتى يتوضؤوا إلا الجنابة؛ فهي التي تمنعهم من قراءة القرآن؛ لحديث علي رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرئنا القرآن على كل حال مالم يكن جنباً)، وفي لفظ: (ولم يكن يحجبه ـ أو قال يحجزه ـ عن القرآن شيء ليس الجنابة)، وأما حديث أنه صلى الله عليه وسلم تيمم لرد السلام، وقال: (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة)، فالظاهر ـ والله أعلم ـ أنه لبيان استحباب الطهارة لذكر الله، مع أنه كان يذكر الله على كل أحيانه، كما تقدم، والله أعلم.


أملاه: عبدالرحمن بن ناصر البراك
4/ذي الحجة/1433هـ (http://twitmail.com/email/626909193/15/3)