المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجامع لكلام علماء نجد فى العذر بالجهل وقيام الحجة



أهــل الحـديث
26-11-2012, 03:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد،فهذا من تحقيقات العلامة صالح آل الشيخ وفقه الله في مسألتنا هذه و اللهالموفق.

الشريط الثالث من شرح مسائل الجاهلية

التوقيت: 06ث-09د-1س
ضمن جواب الشيخ عن السؤال الخامس حيثقال بعد تعرضه لمسألة إقامة الحجة :

.........
كذلك المشركون في هذه الأمة إذا سمعوا شيئامثلا في بعض البلاد يسمعون شيئا من أخبار أهل السنة مثلا أنصار السنة في البلادالتي فيها شرك يسمعون شيئا من أخبارها لكن ما أقيمت عليهم الحجة بمعنى بينت لهمالدلائل فهل السماع يكفي ،هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم ،و أئمة الدعوة رحمهمالله قالوا :السماع بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا يكفي إلا في الجزيرة لأنهاظهرت –يعني في وقتهم –ظهرت الدعوة و مشت الفتوح و بين للناس في ذلك في جميع بلادالجزيرة و أما في غيرها فإذا كان لم يسمع بالدعوة فلا بد من إقامة الحجة،هنا إذا لم تقمالحجة هل يكفر عبدة القبور أم لا ؟

الجواب نعم ،من قام بهالشرك فهو مشرك، الشرك الأكبر من قام به فهو مشرك ،و إنما إقامة الحجة شرط في وجوبالعداء ،كما أن اليهود و النصارى نسميهم كفارا،هم كفار و لو لم يسمعوا بالنبي صلىالله عليه و سلم أصلا ،كذلك أهل الأوثان و القبور و نحو ذلك من قام به الشرك فهومشرك ،و ترتب عليه أحكام المشركين في الدنيا ،أما إذا كان لم تقم عليه الحجة فهوليس مقطوعا له بالنار إذا مات ،و إنما هو موقوف أمره حتى تقوم عليه الحجة بين يديالله جل و علا.




فإذن فرق بين شرطنا لإقامة الحجة، و بين الامتناع من الحكمبالشرك،من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية أنه لايستغفر له و لا تؤكل ذبيحته و لا يضحى له و نحو ذلك من الأحكام ،و أما الحكم عليهبالكفر الظاهر و الباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة،فإن لم تقم عليهالحجة فأمره إلى الى الله جل و علا .هذا تحقيق كلام أهل العلم في هذه المسألة و هيمشهورة و دقيقة موسومة بمسألة العذر بالجهل.انتهى كلام الشيخ صالح0


السؤال:فضيلة الشيخ وفقكم الله ماحكم من استغاث بالاولياء وهو جاهل أن هدا شرك معالعلم أنه يعيش في بلد يكثر فيها دعاة الشرك ولكن في الوقت نفسه يوجد دعاة حق وانكانوا قليلين؟؟؟


الجواب: هدا لايعذر لأنهقامت عليه الحجة وبلغتهالدعوةما دام يعيش في بلاد المسلمين ويسمع القران ويسمع الاحاديث ويسمع الدعاةالى الله الدعاة الى التوحيد ويصر على ماهو عليه ويبقى على ماهو عليه هدا غير معدورلأنه قامت عليه الحجة
المصدر
شرحة لمعة الاعتقاد
الصفحة 216
بقلم فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن الفوزان حفظهالله


فإن مما يٌروج له الآن القول بأن من أظهر الشرك وعبد القبور لا نطلقعليه الكفر والشرك بعينه ! وإنما نقول عمله هذا شرك وليس هو بمشرك !
وهذه شبهة قديمة ردهاشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في رسالته "مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد" وأظهرها داود بن جرجيس العراقي فقام على تفنيدها في رسالة مستقلة أحد علماء الدعوة -رحمهم الله- وهو الشيخ العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ فقال في مطلعرده:" فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدعى العلم والدين، وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخمحمد بن عبد الوهاب إن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشركبعينه، وذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفرعلى رجل دعا النبي صلى الله عليه وسلم واستغاث به، فقال له الرجل : لا تطلق عليهحتى تُعَرِّفه،(...إلى أن قال) وقد استوحشوا واستُوحِشَ منهم بما أظهروه من الشبهةوبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين، وعند التحقيق لا يُكَفرونالمشرك إلا بالعموم، وفيما بينهم يتورعون عن ذلك، ثم دبت بدعتهم وشبهتهم حتى راجتعلى من هو من خواص الإخوان وذلك والله أعلم بسبب ترك كتب الأصول وعدم الاعتناء بهاوعدم الخوف من الزيغ .
رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ قدس الله روحه ـ ورسائلبنيه فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جدا كما سيمر، ومن له أدنى معرفة إذا رأىحال الناس اليوم ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جدا ولا حول ولا قوة إلابالله، وذلك أن بعض من أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال نقول لأهل هذه القبابالذين يعبدونها ومن فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك، فانظر ترى واحمد ربك واسألهالعافية...)
قلت : ومع ذلك فإن هذا القول قد تبناه بعض طلبة العلم -أصلحهمالله-في وقتنا الحاضر وهم بذلك يحيون قول داود بن جرجيس، وكنت قد جمعت فيما سبق بعض كلام علمائنا المعاصرين لتفنيد هذه الشبهة الخطيرة عسى أن يكون سبباًلرجوعهم إلى الحق بيد أني لم أرتبه كما هو الحال في هذا المقال والحمد لله الذيبنعمته تتم الصالحات .

الشيخ ابن باز –رحمهالله-
"السائل : كثيرمن المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقعالعامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره ؟
الشيخ: إقامةالدليل يعني ، كل على حسب حاله .
السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر؟
الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ماالمانع ؟!
إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره ،مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والدليل على كفرهمأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر .
السائل: يمنعون يا شيخ العامي من التكفير!؟
الشيخ: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذاالمشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامةوالخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، لكفر عند الجميع ، عندالعامة و إلى آخره ، هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أنيعبدوا غير الله ، هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : يجوز للناسأن يعبدوا الأصنام و يعبدوا النجوم و يعبدوا الجن ،كفر ، التوقف في الأشياء المشكلةالتي قد تخفى على العامي.
السائل: ما يعرف أنالذبح عبادة والنذر عبادة !
الشيخ: يعلَّم ،الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .
السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟
الشيخ: يُحكم عليه بالشرك ، ويُعلَّم أما سمعت الله يقول :" أَمْتَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّاكَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
و قال جل وعلا :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَايُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَكَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ".
ما وراء هذا تنديداً لهم ،نسأل اللهالعافية."اهـ من أجوبة الشيخ عند شرحه لكتاب كشفالشبهات.


الشيخ عبد اللهبن حميد -رحمه الله-
السائل : أحسن الله إليك ، الذييطوف بالقبر ويطلب المدد ، هل نقول هذا كافر أم عمله كفر؟
الشيخ : نقول عملك كفر وهذا يقتضي كفرك أيضاً ، هذا معين عمل كفر، نقولهذا العمل كفر وهو كافر بعمله، ونطلق عليه أنك كافر بعملك مادام أنه صرف العبادةلغير الله، لو مات على هذه الحالة لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يرثه أقاربه المسلمون،وإذا لم يمت بانت منه زوجته، حتى ولو قالها ألف مرة، لأنه من جنس من صلى بلا وضوء،فلا تصح الصلاة بلا وضوء ... ، هذا يقول لا إله إلا الله ولكن أفسدها وأبطل معناهاباستجارته وطلبه المدد من غير الله ، لأن لا إله إلا الله تقتضي أنه لا معبود فيالأرض ولا في السماء بحق إلا الله ، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ،والعبادة التي هو مستحق لها وحده هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوالوالأفعال الظاهرة والباطنة، والله أعلم.
[شرحكشف الشبهات الشريط 2]
اللجنة الدائمة للإفتاء :
"س: هناك من يقول: كل من يتقيد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاةولو سجد لشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركا، حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلمفي المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط، وقال: إن المشركين فيهذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلى الجنة، وقال: إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد فيالنار.
ج: كل من آمن برسالة نبينا محمد صلىالله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحبقبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولونطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذرلجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذاراإليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل
لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: منبدل دينه فاقتلوه . فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبلإنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرا بما حدث منه منسجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد فيالنار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُمَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْيَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم."اهـ
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو : عبد الله بن قعود
نائب الرئيس : عبد الرزاق عفيفي
رئيس اللجنة : عبد العزيز بن عبد الله بنباز
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلميةوالافتاء
( الجزء رقم : 1، الصفحة رقم: 334)
السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 4400 )

الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- :
"السؤال : ما مصير المسلم الذي يصوم ويصلي ويزكي ولكنه يعتقدبالأولياء ، والذي يسمونه في بعض الدول الإسلامية اعتقادًا جيدًا ؛ أنهم يضرونوينفعون ، وكما أنه يقوم بدعاء هذا الولي ، فيقول : يافلان لك كذا وكذا إذا شُفِيَابني أو ابنتي ، أو : بالله يا فلان . ومثل هذه الأقوال ، فما حكم ذلك وما مصيرالمسلم فيه ؟
الجواب : تسمية هذا الرجل الذيينذر للقبور والأولياء ويدعوهم ، تسميته مسلمًا جهلٌ من المسمِّي ، ففي الحقيقة أنّهذا ليس بمسلم لأنه مشرك . قال الله تعالى : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَجَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ، فالدعاء لا يجوز إلا لله وحده ، فهو الذي يكشف الضر ، وهوالذي يجلب النفع ، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُالسُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَاتَذَكَّرُونَ} ، فهذا وإن صلى وصام وزكى وهو يدعو غير الله ويعبده وينذر له فإنهمشركٌ {قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَالِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} ." اهـ
وقال:
"ومن فوائد هذه الآيةالكريمة : الإشارة إلى أن المدار في الإيمان على القلب لقوله : {مِنَ الَّذِينَقَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}[المائدة:41] فالإيمان باللسان ليس إيماناً حتى يكون مبنياً على إيمان القلب وإلا فإنه لا ينفعصاحبه.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة أنالإيمان محله القلب لقوله:{وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة:41]، ولكن إذاقال قائل : ألسنا مأمورين بأن نأخذ الناس بظواهرهم : الجواب بلى، نحن مأمورون بهذا،لكن من تبين نفاقه فإننا نعامله بما تقتضيه حاله، كما لو كان معلناً للنفاق فهذا لانسكت عنه، أما من لم يُعلم بنفاقه فإنه ليس لنا إلا الظاهر، والباطن إلى الله، كماأننا لو رأينا رجلاً كافراً فإننا نعامله معاملة الكافر، ولا نقول إننا لا نكفرهبعينه كما اشتبه على بعض الطلبة الآن، يقولون: "إذا رأيت الذي لا يصلي لا تكفرهبعينه." كيف لا يكفر بعينه؟!
إذا رأيت الذييسجد للصنم لا تكفره بعينه لأنه ربما يكون قلبه مطمئنبالإيمان!
فيقال هذا غلط عظيم ، نحن نحكمبالظاهر، فإذا وجدنا شخصاً لا يصلي قلنا: هذا كافر بملئ أفواهنا، وإذا رأينا منيسجد للصنم قلنا: هذا كافر ونعينه ونلزمه بأحكام الإسلام فإن لم يفعل قتلناه، أمافي أمر الآخرة فنعم لا نشهد لأحد معين لا جنة ولا بنار إلا من شهد له النبي -صلىالله عليه وسلم- أو جاء ذلك في القرآن."اهـ
[تفسير سورة المائدة:14/وجه:ب]
وقال:
السؤال:ما رأيكم في قول من يقول: إن عقيدة أهل السنة في قاعدة: إنالمسلم لا يكفر بذنبٍ ما لم يستحله أنها على إطلاقها، وأنه لا يوجد ذنبٌ يكفر صاحبهويخرجه عن الملة ولو كان سجوداً لقبر -مثلاً- أو الطواف به أو الاستهزاء بدينالإسلام ونحو ذلك من الذنوب؟
الجواب : نرى أنأسباب الكفر متعددة، منها: أن يعتقد جواز السجود لغير الله وإن لم يسجد فهو كافر،ومنها: أن يسخر بالإسلام ولو هازلاً فإنه كافر، وهذا دل عليه القرآن: {وَلَئِنْسَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِوَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}[التوبة:65-66] .
ونرى أن من الأفعال ما هو كفر يحاسب عليه الإنسان محاسبة الكافر،ويعامل في الدنيا معاملة الكافر، وفي الآخرة حسابه على الله، فلو رأينا رجلاً سجدلصنم حكمنا بكفره، وقلنا: إنه كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل، حتى لو قال: أنا ماأردت السجود -سجود الذل والخضوع- لكن أردت سجود التحية مثلاً، نقول: نحن لا يهمناهذا، إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأةأن تسجد لزوجها ).
كذلك أيضاً من الأعمال ماتركه كفر؛ كالصلاة مثلاً، الصلاة من تركها حكمنا بكفره عيناً، ولا نقول: من تركالصلاة عموماً فهو كافر، نقولها كذلك، لكن أيضاً إذا رأينا شخصاً لا يصلي حكمنابكفره واستحلال دمه، إلا أن يتوب ويرجع إلى الله.
فالمهم أن هذه القاعدة التي ذكرت ليس على إطلاقها؛ لأننا لو قلنا: إنه لا كفر إلا باستحلال ما بقي كفرٌ عملي، ولأن الاستحلال بنفسه كفر، إذا استحلالإنسان شيئاً مجمعاً على تحريمه فهو كافر سواء فعله أم لم يفعله، فلو أن أحداًاستحل الزنا مثلاً أو استحل الربا في غير مواضع الخلاف لقلنا: هذاكافر.
[لقاء البابالمفتوح:163/وجه:ب]
الشيخ صالح الفوزان -حفظهالله- :
"الطالب : أحسن الله إليكم فضيلةالشيخ هذا سائل يقول : هل التكفير حكم لكل أحد من صغار طلاب العلم أم أنه خاص بأهلالعلم الكبار و القضاة؟
الشيخ : من يظهر منهالشرك : يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله ، يظهر ظهوراً واضحاً ، يذبح لغير الله ،ينذر لغير الله ، يستغيث بغير الله من الأموات ، يدعو الأموات ، هذا شركه ظاهر ،هذا شركه ظاهر ، فمن سمعه يحكم بكفره و شركه ، أما الأمور الخفية التي تحتاج إلىعلم و إلى بصيرة هذه تُوكل إلى أهل العلم ، تُوكل إلى أهل العلم ، نعم ."اهـ منالشريط الرابع من شرح كشف الشبهات

"السائل : أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل هل يجب أنتقام الحجة على من أتى بناقض من نواقض الإسلام قبل أن يُكفر ؟ وإذا مات ولم تُقمعليه الحجة هل يجوز الترحم عليه؟
الشيخ : إذاكان الردة في الأمور الظاهرة كالشرك بالله عز وجل أو سب الله ورسوله هذه أمور ظاهرةماهو بجاهل فيها يُحكم عليه بالردة ويستتاب فإن تاب وإلا قتل ، أما الأمور الخفيةالتي تحتاج إلى بيان فهذه لابد من البيان لا يحكم عليه بالردة حتى يبين له لأنهخفيت عليه ، نعم." اهـ من درس تفسير المفصل بتاريخ 1428هـ

السائل: فضيلة الشيخ وفقكم الله ، الذي يعبد القبر ويصرف لصاحبالقبر شيئاً من العبادة ، هل يُكفّر بعينه أم لابد من وجود شروط وانتفاءموانع؟
الشيخ: إذا بلغته الحجة ، بلغتهالدعوة ، بلغه القرآن فلا عذر له ، {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُلِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}[الأنعام:19] ، فمن بلغه القرآن وهو يفهم لغته ،عربي ، فإنه قامت عليه الحجة ، فيُحكم عليه بالكفر بعينه ، نعم ، بموجب فعله ، شركه، وعبادته لغير الله مع أنه بلغه القرآن الذي ينهى عن الشرك ويأمر بعبادة الله وحدهلا شريك له ، فيكون هو مقصر في كونه لم يتدبر القرآن ولم يتعلم القرآن ، نعم ."اهـوهو من آخر كلام الشيخ في المسألة / الدرس الأول من شرحكتاب :"تجريد التوحيد المفيد للمقريزي" بتاريخ : 30-3-1431هـ ، الدقيقة : 58

"السؤال : أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة وهذا سائل يقول : هل نكفرمن سجد لصنم أو ذبح لقبر أو ننتظر حتى نقيم عليه الحجة ؟
الجواب : هو يكفر بهذا لكن أنت تحكم على فعله بالكفر وتكفره فيالظاهر ثم بعد ذلك تناصحه فإن تاب وإلا فإنه يعتبر كافرا ظاهرا وباطنا، نعم . اهـ
[ شرح السنة للبربهاري - الشريط 8]"اهـ

الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-:

"لا نتوان عن إطلاق الشرك عليه، ولا إطلاق الكفر عليه؛ لأنه ما دام أنهمشرك بالله جل وعلا، فعل الشرك، فإنه يطلق عليه أنه مشرك كافر، لكن الشرك الذييُطلق عليه لا تستباح به أمواله ولا يستباح به دمه، بل ذلك موقوف على البيان، موقوفعلى الدعوة، لابد من البيان والدعوة قبل الاستباحة، لكن الحكم عليه، يُحكم عليهبأنه مشرك وتُرتَّب عليه أحكام الكفار في الدنيا، ولكن لا يشهد عليه بأحكام الكفارفي الآخرة؛ يعني بأنه من أهل النار حتى نعلم أنه رد الحجة الرسالية بعد بيانها لهبعد أن أقامها عليه أهل العلم، أو أنه قاتل تحت راية الكفر."اهـ من شرح المسألةالأولى من كتاب مسائل الجاهلية.

وقال:"...هنا إذا لم تقم الحجة هل يكفرعبدة القبور أم لا؟ الجواب نعم، من قام به الشرك فهو مشرك الشرك الأكبر من قام بهفهو مشرك، وإنما إقامة الحجة شرط في وجوب العداء، كما أن اليهود والنصارى نسميهمكفار، هم كفار ولو لم يسمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلم أصلا، كذلك أهل الأوثانوالقبور ونحو ذلك من قام به الشرك فهو مشرك، وترتَّب عليه أحكام المشركين فيالدنيا، أما إذا كان لم تقم عليه الحجة فهو ليس مقطوعا له بالنار إذا مات، وإنماموقوف أمره حتى تقام عليه الحجة بين يدي الله جل وعلا.
فإذن فرق بين شرطنا لإقامة الحجة، وبين الامتناع من الحكم بالشرك،من قام به الشرك الأكبر فهو مشرك ترتب عليه آثار ذلك الدنيوية، أنه لا يستغفر لهولا تؤكل ذبيحته ولا يضحى له ونحو ذلك من الأحكام، وأما الحكم عليه بالكفر الظاهروالباطن فهذا موقوف حتى تقام عليه الحجة، فإن لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله جلوعلا..."اهـ شرح مسائل الجاهلية الشريط الرابع-تفريغ مكتبة الشيخالإلكترونية.

الشيخ صالح السحيمي -حفظه الله- :

"أما مسألة من يشهد أن لا إله إلا الله وهو يناقضها ، هل يكون مسلماً ؟ ،يعني -مثلاً- شخص يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ثم يذبح لأصحابالقبور و ينذر لهم و يستغيث بهم ، هل هو مسلم؟ ، لا ليس بمسلم ، الخلاف هل يُعذرإذا لم تقم عليه الحجة ، هل هو معذور عند الله أم لا ؟ هذا هو محل الخلاف ، أما هويسمى مشركاً و عمله يسمى شركاً ، لكن في مجال النصح لا تبدأه و تقول له أنت مشرك ،لا يا عبد الله ، لا ؛ حذّره ، بيّن له التوحيد أولاً ثم بيّن له ما يناقضه ثم ادخلإليه بأسلوب محبب وتقول له : يا عبد الله هذا العمل كيت وكيت وأنا مشفق عليك وأناأخوك المسلم الذي أحب لك ما أحب لنفسي وهكذا ، أينعم."اهـ



السائل : أحسن الله إليكم، هذا سائل يقول: هل يدخل في الولاءوالبراء مشركي هذا الزمان ممن يدعي الإسلام وهو يطوف بالقبور ويذبح ويدعو من دونالله؟
الشيخ : نعم، لا شك أن من صدر منه شركفيجب أن يبغض، وأن يتبرأ منه، يقول الله عن إبراهيم : {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُأَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌحَلِيمٌ}[التوبة:114] فالبراءة من الكفار واجبة، ولو كانوا يدعون الإسلام من عبادالقبور الذين يذبحون لها و ينذرون لها و يقدمون لها القرابين ويستغيثون بها أوقاتالشدة ويطفون بها ويعتقدون أن أهلها يعلمون الغيب أو يخلقون الأجنة في بطونالأمهات، فتجد أحدهم إذا مر على القبر دعاهم: مدد يا فلان ! أغثني يا فلان ! أعطنييا فلان ! فهذا هو الشرك بعينه ولا يقبل الله من صاحبه صرفاً ولا عدلاً، نعم، ولافرق بينه وبين من يعبد اللات والعزى، لا فرق بين من يقول : مدد يا سيدي فلان ! وبينمن يقول : مدد أيتها اللات والعزى ! نعم.
[شرح فضل الإسلام/الشريط الثانيعشر/بتاريخ:25-08-1431هـ]