المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مَن لم يَرشُد حتى الأربعين فلا أمل فيه



أهــل الحـديث
25-11-2012, 10:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مَن لم يَرشُد حتى الأربعين فلا أمل فيه

مِنَ الرُّشْد ما سمّاه القرآن: الأشُدّ (حتى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ..) [الأحقاف: 15]. والأشُدُّ هو: التسامي في الرُّشْد، وقال هنا: (أربعين سنة) مع أننا ذكرنا أنّ الإنسان يبلغ رُشْد البِنية ورُشد العقل بعد سنِّ البلوغ في الخامسة عشرة تقريبًا؛ إذن مَن لم يَرشُد حتى الأربعين فلا أمل فيه. (شعراوي؛ محمد متولي تـ : 1418). وقوله: (فلا أمل فيه): يعني: أنّ الأمل فيه متعذّر.. يقول نبيُّنا صلى الله عليه وسلم: (الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) [خ، م من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] يقول الإمام الخطابي في "العزلة" تعليقًا على الحديث: (وفي هذا القول أيضا بيان أن اختلاف الناس غرائز فيهم كما أن المعادن ودائع مركوزة في الأرض: فمنها الجوهر النفيس، ومنها الفلز الخسيس، وكذلك جواهر الناس وطبائعهم: منها الزكيّ الرضيّ، ومنها الناقص الدنِيّ. وإذا كانوا كذلك، وكان الأمر على العيان منهم مُشكِلا، واستبراء العيب فيهم مُتعذِّرا ..). وأمَّا الآية الكريمة .. فيقول الأستاذ الشيخ محمد رشيد رضا في "المنار": (ثبت عند حكماء التاريخ بالتجارب والاستقراء أن جميع معارف البشر الكسبيّة، واستعدادهم للعلم والعمل، إنما يظهران ويبلغان أوج قوتهما من النشأة الأولى إلى منتصف العشر الثالث من العمر، ولا يكون بعده إلا التمحيص والتكميل). وقال كذلك رحمه الله: (ثبت عن علماء النفس والاجتماع أن الإنسان يظهر استعداده العقلي والعلمي بالتدريج، حتى إذا بلغ خمسا وثلاثين سنة لا يظهر فيه شيء جديد من العلم الكسبي غير ما يظهر من بدء سن التمييز إلى هذه السن، وإنما يكمل ما كان ظهر منه إذا هو ظل مزاولا له ومشتغلا بتكميله).اهـ. ويقول فضيلة الشيخ أحمد حطيبة حفظه الله تعالى تعليقًا على الآية الكريمة: (".. وبلغ أربعين سنة": هو سن الكمال للإنسان الذي نشأ على الخير خلال هذه الفترة، ومن الصعب أن يتحوّل بعد ذلك إلا أن يشاء الله سبحانه، والذي نشأ على الشر حتى بلغ هذا العمر فإنه يظل على خصال الشر بعد ذلك إلا أن يشاء الله سبحانه وتعالى؛ لذلك بعض الناس وهو شاب صغير يكون فيه طيش، ولكنه بعد ذلك يعقل ويراجع نفسه ويرجع إلى الله سبحانه، لكن الذي يكون في طيش حتى هذا السن وحتى يجاوزه فصعب أن يرجع إلى صوابه، وإذا رجع فإنك تجد فيه نفورا وشرّا إلا أن يشاء الله سبحانه. ووصف الله عز وجل هذا السن بأنه سن الكمال الذي إذا بلغ الإنسان فيه على شيء فإنه يكمل على هذا الشيء الذي هو فيه..).اهـ. والله أعلم.