المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية في عين الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي



أهــل الحـديث
25-11-2012, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني من شيخنا / يوسف بن أحمد آل علاوي حفظه الله مانصه أنقله للفائدة :
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية في عين الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي****
قال أبو الحجاج:
قال شيخنا بالإجازة الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي في رسالة له بعنوان (مجدد الدين في القرن الثاني عشر)
طبعت في مجموع عن دار البشير عام 1996
قال: ومما لا شك فيه إنصافا للحقيقة لا لإرضاء أحد وعملا بآي القرآن العظيم {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} كان أجرأ أصوات الحق وأكبر دعاة الاصلاح والبناء والجهاد لإعادة تماسك الشخصية المسلمة وإعادتها لمنهج السلف الصالح دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر (الثامن عشر الميلادي) لتجديد الحياة المسلمة بعد ما شابها في أوساط العامة من خلافات وأوهام وبدع وانحرافات.
فكان ابن عبد الوهاب بحق زعيم النهضة الدينية الاصلاحية المنتظر الذي أظهر موازين العقيدة الشرعية الناصعة وأبان حقيقة الوحدانية والوحدة والتوحيد الخالص لله عز وجل وأن العبادة هي التوحيد وحول الشراع رأسا على عقب للعمل الكامل بالقرآن والسنة ونبذ مظاهر الترف والبدع وتحطيم ما علق بالحياة المسلمة من أوهام والعودة إلى الحياة الصالحة الأولى المبسطة التي لا تعرف غير الجهاد الدائم منهجا وقصد مرضاة الله مسلكا والتزام أحكام الاسلام قانونا ومظهرا وبروز دور العقل والفكر والجد والعلم والاجتهاد فيما لا نص فيه أو ما فيه نص ظني بغية تقدم الأمة وتصحيح مسار الحياة العامة التائه الحائر
لأن دين الاسلام لا يعرف الخرافة ولا الجهل و لا الضلالة فكانت أعمال ابن عبد الوهاب وثبة جبارة وقفزة رائعة لتصحيح خطأ الناس في العقيدة والعبادة في وسط شوهت فيه مبادئ الاسلام ومناهجه.
ثم بين مصادر الشيخ التي اعتمد عليها في دعوته وأنه كان حنبلي المذهب متأثرا بشخصية الإمام أحمد ثم تأثر بمدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في الفقه والاعتقاد.
وذكر أنه السبب في قيام النواة الأولى للدولة السعودي بالتعاون بينه وبين محمد بن سعود واستمرارها في أطوارها الثلاثة ****وذكر أن خصومهم سموهم بالوهابيين وأخطأ بعضهم بجعلها مذهبا جديدا وسماهم بعضهم بالخوارج وبين أن الحروب التي قامت ضد هذه الدعوة إنما هي سياسية لا دينية وبسبب دعايات أعداء الدعوة لم تلق نجاحا كبيرا خارج الجزيرة مما أدى إلى محاربتها حتى في أوساط المشتغلين بالعلوم الشرعية ثم بين خطأ من فعل ذلك
ثم قال : إن كل منصف مخلص متجرد واع لمبادئ الإسلام وأحكامه لا يجد فيما دعا إليه المصلح محمد بن عبد الوهاب الداعي الكبير أي انحراف أو مجافاة أو مصادمة لما جاء به الإسلام وإنما دعوته تمثل مبادئ الشرع الأصيلة.
ثم ذكر ملخص آرائه في دعوته فقال:
1.الرجوع بالاسلام إلى ما كان عليه في الصدر الأول.
2.تخليص التوحيد مما شابه من الشرك.
3.إنكار التوسل الممنوع شرعا بالأولياء والصالحين.
4.طرح البدع والخرافات.
ثم ذكر أن هذه الدعوة دعت إلى عملين مهمين:
1.فتحت باب الاجتهاد.
2.قامت بواجب الجهاد.
ثم شرح هذه الآراء بالتفصيل ثم قال في خاتمتها:
وخلاصة القول أن آراء الإمام محمد بن عبد الوهاب السابقة هي شرعية المبدأ والهدف والنزعة والمصير ولكن لم تسلم هذه الدعوة كأي دعوة إصلاحية من قادح ومادح ومن مؤيد ومعارض ويظل تقويم الاعمال والاتجاهات ومبادئ المصلحين هو للإسلام الباقي الخالد الممثل في القرآن والسنة أولا وأخيرا وحينئذ تتبدد تخرصات وأقاويل المغرضين ولا سيما إذا وقفت السلطة في وجه أي حركة إصلاحية وشنت عليها حربا دعائية ومسلحة أحيانا ضدها كما فعلت السلطة العثمانية ووالي مصر محمد علي وأبناؤه إبراهيم وطوسون وغيرهم من السلاطين بالتحريض على ضرب الوهابيين دفاعا عن مصالحهم وليس عن الاسلام أو المسلمين.
قال أبو الحجاج: انتهى ما أردت نقله من كلام شيخنا وهذا هو الانصاف وقد قالوا قديما الانصاف عزيز
والله المستعان وعليه التكلان