المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين جهاد " الكيبورد" وجهاد الواقع



أهــل الحـديث
25-11-2012, 01:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بين جهاد " الكيبورد" وجهاد الواقع
الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى ، ولا سيما عبده المصطفى ، وبعد؛ فما يحدث الآن من تراشق بالألفاظ والصور الكوميدية بين أبناء الصف السلفي يعطي إنطباعا على ضعف التربية التي يقوم بها المربون في كثير من الأحوال ، وتذبذب مفهوم " التصفية والتربية " عند كثير من المنتسبين للهم السلفي ، وبعد أن نادينا على مر عقود أن "التخلية قبل التحلية " رد علينا صدى الصوت بل "الحزبية فوق كل شئ" ، وعندما فُتحت آفاق الشبكة العنكبوتية ظهر فساد التربية في كثير من أبناء الصف السلفي ، وأصبحت السمة الأساسية هي الطعن في الناس والتجريح في أهل العلم ، قد يكون هناك خلاف واقع لا سيما بعد ما سُمي إعلاميا بأحداث الربيع العربي ، لكن فلنفتش في أنفسنا ، هذا ابتداء الحل ، من أنا لكي أبدع وأفسق ؟ من أنا لأطعن في أهل الفضل بظن أو ريبة ؟ وهل إذا تتبعنا أو نقدنا كنا نرجو الخير أم نرجو الرفعة والتشفي .
لم يجاهد أحدنا نفسه ، وهو جهاد عظيم في عصر اشتمل على مصائب الشهوات والشبهات ، والسؤال : أين قلبك ؟ تظن أنك على ثغر من ثغور الإسلام طعنا في أهل الفضل ومشيا بالغيبة والنميمة ؟! وياله من جهاد ، إنه جهاد " الكيبورد" ، ولكن فتش عن نفسك ، أين الغربة الحقيقية التي يقصدها النبي صلى الله عليه وسلم ، إنها ليست غربة المظاهر ، ولكنها غربة الأفكار والرؤى ، إنها غربة تغير الواقع ، هذا هو الجهاد الحقيقي ، حتى أخلاقنا مع المخالفين من الفساق والكفار فيها غربة ، وأصبح هذا الجهاد المزيف خنجرا في ظهر الأمة ، بظهور العورات تلو العورات .
هل واقعنا على "الكيبورد " هو واقعي في البيت والشارع ؟ هل أنت شخصية وهمية في الشارع مثل ما تكون على "التويتر " و" الفيسبوك" ظ إن الفارق بيننا وبين الصحابة ، أن الصحابة كانوا أصلا ، أما نحن فصور، ولذلك الناس تخاف من السود في الغابات ووراء القفص في المنتزهات ، فأين أنتم يا اسود السنة ؟ هل بهذه الأخلاق سنغير تغييرا ، وكلنا نعلم أن التغيير إنما يكون إبتداءا من النفس . قال ربي وأحق القول قول ربي " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " هل قدمنا الإسلام في أخلاقنا ؟ فأين القدوات ؟ وأين الأخلاقيات ؟ فهل ما يُفعل في المنديات والمواقع الإجتماعية جهاد ؟
ما هي دعوتك على " الفيسبوك " و" تويتر " ؟ ما هو التغيير الحقيقي ؟ أم أن كلامنا على القيل والقال ؟ لابد أن نعرض هذا الجهاد على مقتضى القرآن والسنة ، لا على أمزجتنا ، لابد لنا من الإنشغال بما ينفع الناس ن لابد أن نستغل هذا الجهاد في دعوة الناس للتوحيد وإلى الصلاة وإلى محاسن الإخلاق التي ضلعت منا إبتداءا ، وأقولها لله : إن حماس الشباب السلفي الصافي لابد أن يوجه فعلا لما فيه استثمار حقيقي لجهدهم ، وحقيقة هو الشباب المؤهل لقيادة العالم قيادة حقيقية بمنهاج النبوة ، فوقفة مع النفس مع هذا الجهاد !