المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعظيم الرشيد لحرمات الدين وحبه للعلماء وبغضه للجدال



أهــل الحـديث
24-11-2012, 07:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



تعظيم الرشيد لحرماتِ الدين وحبه للعلماء وبغضه للجدال
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ

*ـ في تاريخ الخلفاء للسيوطي [صـ 284] (( كانت أيام الرشيد كلّها خيراً ، كأنها من حُسْنِهَا أعراسٌ )) .

*ـ كان رحمه الله يحبُّ العلماء ، ويعظَّم حرمات الدين ، ويبغض الجدال والكلام ، ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه ، لاسيما إذا وُعظ . بلغه عن بشر المريسي القوْل بخَلْق القرآن فقال : لَئِن ظفرتُ به ، لأضربنَّ عُنُقَهُ .
ـ وَلَمَّا بَلَغَهُ موتُ ابن المبارك ، حزنَ عليه ، وجلس للعزاء ، فعزَّاه الأكابر . قال أبو معاوية الضرير ((محمد بن حازم)) : ما ذكرتُ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بين يَدَي الرشيد إلاَّ قال: صلَّى اللهُ على سيِّدي . ورويت له حديثه : (( وددت أني أُقاتل في سبيل اللهِ ، فأُقْتَل ، ثُمَّ أحيا ، ثم أُفْتَل ))[رواه البخاري ومسلم وأحمد وابن ماجه]. فبكى حتى انتحب .

*ـ في تاريخ بغداد 14 / 7 ـ 8 ، و (المعرفة والتاريخ) للفسوي ، والبداية والنهاية ، والسير ، وتاريخ الخلفاء . حدَّث أبو معاوية الرشيد بحديث : (( احتجَّ آدمُ وموسى )[رواه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والترمذي من طريق أبي هريرة] وعنده رجل من وجوه قريش ، فقال القرشي : فأين لَقِيَهُ ؟ فغضب الرشيد وقال : النَّطْع والسيف ؛ زنديقٌ يطعن في الحديث . فما زال أبو معاوية يُسكِّنه ويقول : بادرةٌ منه يا أمير المؤمنين ؛ حتى سَكَنَ .
ـ وعند ابن كثير في ((البداية والنهاية))(10 / 224 ) :
(( فقال عمُّ الرشيد : أين التقيا يا أبا معاوية ؟ فغضب الرشيد من ذلك غضباً شديدًا وقال : أتعترض على الحديث ؟ عليَّ بالنِّطْع والسيف . فأُحضر ذلك ، فقام الناس يشفعون فيه ، فقال الرشيد : هذه زندقةٌ . ثم أمر بسجنه ، وأقسم أن لا يخرج حتى يخبرني مَنْ ألقى إليه هذا ، فأقْسَمَ عمُّه بالأيْمان المغلَّظة ؛ ما قال هذا له أحد ، وإنما كانت هذه الكلمة بادرة مني ، وأنا أستغفر الله وأتوب إليه منها . فأطْلَقَهُ )) .

ـ وقال بعضُهم : دخلتُ على الرشيد وبين يديه رجلٌ مضروب العنق ، والسَّيَّاف يمسح سيفَهُ في قفا الرجل المقتول ، فقال الرشيد : قتلْتٌهُ ؛ لأنه قال : القرآن مخلوقٌ ، فقتلتُهُ على ذلك قُربةً إلى اللهِ عز وجل .

*ـ وفي مرض موته ، حُمِل إليه الزنديق الثائر رافع بن الليث، فقال الرشيد : (( واللهِ لو لم يَبْقَ من أجلي إلاَّ أن أُحَرِّكَ شفتي بكلمةٍ ، لقلتُ : اقتلوه )) . ثم دعا بقصَّاب ، فقال: (( لا تَشْحَذ مُداك ، اتركها على حالها ، وفصِّل هذا الفاسق ابن الفاسق ، وعجِّل ، لا يحضُرنَّ أجلي وعضوان من أعضائه في جسمه )) . ففصلت حتى جَعَلَهُ أشلاء ، فقال: (( عُدَّ أعضاءه )) . فعدُّوا له أعضاءَهُ ، فإذا هي أربعة عشر عضوًا ، فرفع يديه إلى السماء فقال : (( اللهمَّ كما مكَّنْتني من ثأرك وعدوِّك ، فبلغتُ فيه رضاك ، فمكِّنِّي من أخيه )) . ثم أُغمي عليه وتفرَّق مَنْ حضره .[الرشيد القائد صـ 122 لبسام العسيلي] .

*ـ وأخرج ابن عساكر قال : (( أخذ هارونُ الرشيد زنديقاً ، فأمر بضرْب عنقه ، فقال له الزنديق : لم تضربُ عنقي ؟ قال له : أُريح العباد منك . قال : فأين أنت من ألفِ حديثٍ وضعتُها على رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، كلُّها ما فيها حرفٌ نَطَقَ به ؟ قال : فأين أنت يا عدوّ الله من أبي إسحاق الفزاري وعبدِ اللهِ بن المبارك ، ينخُلانها فيُخرجانها حرفًا حرفاً )).[تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ 285].

*ـ وعن أبي معاوية الضرير قال : صَبَّ على يديَّ بعد الأكْل شخصٌ لا أعرفه ، فقال الرشيد : تدري مَنْ يَصُبُّ عليك ؟ قلت : لا . قال : أنا ، إجلالاً للعِلْم .

ـ وقد كان الفُضَيْل يعظ الرشيد ويُبَكّيه حتى يُغشى عليه ، وكان الرشيد يمشي إلى بيت الفُضيل ، وكان الفُضيل يُجِلُّ الرشيد لشدَّته على أهل البِدَع والزندقة : (( فعن عبد الرزاق قال : كنت مع الفضيل بمكة ، فمرَّ هارون ، فقال الفضيل : الناس يكرهون هذا ،وما في الأرض أعزّ عليَّ منه ، ولو مات لرأيت أُمورًا عظامًا .
ـ وقال عمار بن ليث الواسطي : سمعت الفضيل بن عياض يقول : ما من نفسٍ تموت ، أشدّ عليَّ موتًا من أمير المؤمنين هارون ، ولوددتُ أن اللهَ زاد من عمري في عمره . قال : فكَبُرَ ذلك علينا ، فلمَّا مات هارون ، وظهرتِ الفِتَنُ ، وكان من المأمون ما حَمَلَ الناس على خلْق القرآن ، قُلنا : الشيخ كان أعْلَمَ بما تكلَّم ))[تاريخ بغداد14/22، والسير9/289](*)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(*) د/ سيد حسين العفاني ـ صلاح الأمة في علوّ الهمَّة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ