المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل التوحيد - بقلم الشيخ لطف الله خوجه



أهــل الحـديث
22-11-2012, 10:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

أصل التوحيد


بقلم
الشيخ لطف الله خوجه

جزاه الله تعالى خيراً
===================

لا نعلم أمراً اجتمع كثير من الناس على التفريط فيه والغفلة عنه ونسيانه
كاجتماعهم على التفريط في الدعوة إلى سؤال الله وحده، وترك سؤال المخلوق؛
فهذا الأمر بالرغم من كونه أصل التوحيد والدين،
إلا أنه ما زال مجهولاً عند أكثر الناس، العامي منهم والمتعلم،
ولا تكاد تجد أحداً يذكّر به، أو يلفت النظر إليه،


بل جُلّ المواعظ منصبة على التحذير من الذنوب،
والتحذير من كيد الأعداء، والحض على المسارعة في الطاعات،
أما هذا الأصل الكبير فقلّ من يتكلم به،
مع أن القرآن يوليه الأهمية الكبرى،
والسنة تفسح له مكاناً كبيراً بالتفصيل والبيان البليغ،
حتى ليخيل إلى المتأمل أن الدين كله في سؤال الله وحده.



فإذا تتبعنا آي القرآن وجدناها تحرض على سؤال الله - تعالى -، وتأمر به:

ـ تارة ببيان أن الفضل له. يقول - تعالى -:
{ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ}
[النساء: 32].






ـ وأخرى ببيان قربه من عباده، وسماعه كل ما يسألونه، وإجابته لهم.





يقول - تعالى -: ـ
{وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إذَا دَعَانِ}
[البقرة: 186].



ـ وثالثة بوعيد من استغنى، فلم يرفع حاجاته إلى الله - تعالى -، واستكبر عن سؤاله.

يقول - تعالى -: ـ
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
إنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
[غافر: 60]

ـ ورابعة بالترغيب في سؤال الله وحده،
والتنفير من سؤال الخلق، بوصفهم لا يملكون شيئاً.

قال الله - تعالى -:
{ إنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إفْكًا
إنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا
فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ
وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
[العنكبوت: 17]


ويقول:

{ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْـمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
[الملك: 1].

ويقول:
{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا
وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْـمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا *
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
وَلا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا
وَلايَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلاحَيَاةً وَلا نُشُورًا}
[الفرقان: 2 ـ 3].

ـ خامسة بالثناء الكبير على المستعفين المستغنين عن سؤال الناس.

يقول الله - تعالى -: ـ
{لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ
يَحْسَبُهُمُ الْـجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ
تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إلْـحَافًا}
[البقرة: 273].





والآيات في هذا المعنى كثيرة.