المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قاتل الأسد الخليفة المعتضد



أهــل الحـديث
21-11-2012, 07:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




قَاتِلُ الأسد : الخليفة المُعْتَضِد
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

*ـ هو أحمد بن الأمير أبي أحمد الموفَّق الملقَّب بناصر دين الله .
*ـ قال عنه ابن كثير : (( كان أمر الخلافة قد ضعُف في أيام عمِّه المعتمد ، فلمَّا وَلِيَ المعتضدُ أقام شعارَها ورفَعَ منارها، وكان شجاعاً فاضلاً من رجالاتِ قريشٍ حَزْمًا وجُرأةً وإقدامًا)) .
*ـ وكان رحمه الله يقول : (( إن الرَّعيَّة وديعة الله عند سلطانها ، وإنه سائلُهُ عنها )) . ولهذه النِّيَّة لَمَّا وُلِّي الخلافة ، كان بيت المال صفرًا من المال ، وكانت الأحوال فاسدة ، والعرب تعيثُ في الأرضِ فسادًا في كُلِّ جهةٍ ، فلم يَزَلْ برأيهِ وتسديده ، حتى كَثُرتِ الأموالُ وصلُحت الأحوال في سائر الأقاليم والآفاق .

*ـ قال جعيف السَّمرقنديُّ الحاجب : كنت مع مولاي المعتضد في بعض مُتَصَيّداته ، وقد انقطعَ عن العسكر ، وليس معه غيري ، إذ خرج علينا أسدٌ ، فَقَصَدَ قصْدنا ، فقال لي المعتضدُ : يا جعيف أفيك خيرٌ اليوم ؟
قلت : لا والله . قال : ولا أن تُمسك فَرَسي وأنزل أنا ؟ فقلت: بلى . قال : فنزل عن فرسه وغرزَ أطراف ثيابه في مِنْطَقِتِه، واستل سيفَهُ ورمى بقِرابِهِ إليَّ ، ثم تقدَّم إلى الأسد ، فوثَبَ الأسدُ عليه ، فضربَهُ بالسيف فأطارَ يدَهُ ، فاشتغل الأسدُ بيده، فضربَهُ ثانيةً على هامَتِهِ فَفَلَقَها ، فخرَّ الأسدُ صريعًا ، فدنا منه فمسح سيفه في صُوفِهِ ، ثم أقبل إليَّ فأغْمَدَ سيفَهُ في قِرابه ، ثم ركبَ فرسَهُ ، فذَهبْنا إلى العسكر . قال وصَحِبْتُهُ إلى أن مات ، فما سمعتُهُ ذَكَرَ ذلك لأحدٍ ، فما أدري من أي شيءٍ أعجبُ ؛ من شجاعتِهِ ، أم من عَدَمِ احتفاله بذلك ، حيث لم يَذْكُره لأحدٍ ، أم من عدم عَتْبِهِ عليَّ حيث ضننْتُ بنفسي عنه ؟! والله ما عاتبني قطُّ .

*ـ أبْطلَ رحمه الله الاحتفال بالنَّيْرُوز .

*ـ (( أسقَطَ المعتضدُ المَكْس ، ونَشَرَ العدل ، وقلَّل من الظُّلم، وكان يسمَّى السَّفّاح الثاني ، أحيا رميمَ الخلافة التي ضعفتْ من مقتل المتوكِّل . وكان ملكًا مهيبًا ، شجاعًا ، شديد الوطأةِ، من رجال العالم ، يُقدم على الأسد وحده )) .

*ـ قالو في رثائه :
ــــــــــــــــــــــــ

أين الوثوبُ إلى الأعداءِ مُبتغيًا***صلاحَ مُلْكِ بني العبَّاسِ إذ فسدَا ؟

ما زلتَ تَقَسِرُ منهم كُلّ قَسْوَرَةٍ***وَتَخْبِطُ العاليَ الجبَّار مُعتمِدا

أين الأعادي الأُلَى ذلَّلْتَ مُصْعَبَهُمْ***أين اللُّيُوثُ التي صَيَّرْتَهَا بُعْدَا (*)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
(*) صلاح الأمة في علوّ الهمَّة ـ د/ سيد بن حسين العفاني .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ