المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المراهـقة.. المرحلة الخطيرة المُرهِـقة



عميد اتحادي
21-11-2012, 04:20 PM
لا خلاف عـلى أن مرحلة المراهـقة هي من أخطر مراحل العـمر.. يحتاج خلالها الأبناء والبنات لرعاية وتوجـيهات الوالدين.. والفهم الصحيح للمتغـيرات «البيولوجية» التي تطرأ عـلى تكوينهم الجسدي والنفسي والفكري، مع نهاية مرحلة الطفولة وبداية الشعـور بالرجولة والأنوثة، وما يتخلل هـذه المرحلة الجديدة والحرجة من طفـرة، أو ثورة في المشاعـر والأحاسيس، والرغـبة في استباق الزمن، ومعـرفة المزيد عـن الجنس الآخـر، وتفهم مشكلاتهم، ومساعـدتهم للتغـلب عـليها، بتحصينهم ضد الانحلال والانحرافات، وتسليحهم بقـوة الإيمان والأخلاق والمعـرفة، للتمييز بين الخير والشر، والصح والخطأ، والتعامل معهم بالعـقل والصراحة، والتفاهم والإقـناع، لا بالتخويف والتهويل، وإخفاء الحقائق عـنهم والقسوة عـليهم، وإضعاف شخصياتهم وحرمانهم من حرية الرأي والكلمة، فيعـقـدونهم ويدفعـون بهم إلى التقليد الأعـمى، والسلوكيات الشاذة والممارسات السرية الخاطئة التي تؤدي بهم في النهاية إلى بؤرة الفساد والسقوط في الهاوية.

ولعل أهم ما يشغل الوالدين- الأم بصفة خاصة- في مشوار تربية الأبناء، متابعة نموهم والاطمئنان بأنه يمضي في خطى طبيعـية، سواء كان هـذا النمو يتعلق بالبنية الأساسية للجسم، أو بالفهم والإدراك، أو بمراحل نمو الشخصية وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة أخرى.

وبالطبع فإن نمو البنت يختلف عـن نمو الولد حتى سن الثامنة، إذ يكون الولد سريعا في نموه عـن أخته حتى هـذه السن، ثم ينموان بنسبة متعادلة حتى سن الثالثة عـشرة، وهـو تقـريبا سن البلوغ للفـتاة، إلا أنه بعـد ذلك ينمو جسم الفـتاة نموا سريعا في فـوران متدفق، وبدرجة تتفوق عـلى نمو الفـتى، إذ يبرز نهـداها وتبدو عـليها سمة الأنوثة، وتغادر مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصبا.. وتستكمل الفـتاة نضجها العاطفي فـيما بين الثالثة عـشرة والثامنة عـشرة، بينما يستمر نضوج الشاب حتى يصل إلى سن العـشرين أو الخامسة والعـشرين من عـمره.

{{ لا شك أن انحرافات «المراهقين» تأتي بصفة عامة عـلى رأس المشاكل الاجتماعـية التي تعاني منها المجتمعات وإن اختلفت نلك الانحرافات وتنوعـت بين مجتمع أو مستوى اجتماعي وآخـر.



وعـلى الآباء أيضا إحياء الواعـز الديني في نـفـوس أبنائهم وخاصة
الأطفال والمراهـقـين والمراهـقات منهم، فالدين هـو العامل الأول والأهم الذي يلعـب دورا فاعـلا في عـصمة الأبناء من هـذا الانحراف.. وعـندما نسهم في مساعـدة المراهـق عـلى تلبية حاجاته ومتطلبات نموه السليم.. نكون قـد ساهـمنا في مساعـدته عـلى اجـتياز هـذه المرحلة الخطرة والمرهـقة أيضا بأمان ودون أزمات.