المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حديث :" لا تصوموا يوم السبت " قال عنه شعيب الأرنؤوط : رجاله ثقات إلا أنه أُعِل بالاضطراب



أهــل الحـديث
21-11-2012, 01:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


من باب الأمانة العلمية سأنقل وجهة الذين يضعفون حديث : "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم" ، وهذا الأصل بطالب العلم المتمكن أن ينظر إلى أدلة الفريقين ثم يأخذ ما ترجح له ،

وإذا اختلف العلماء في التصحيح والتضعيف فطالب العلم بين أمرين :
أ / إن كان طالب العلم متمكنا فلينظر إلى حجة الفريقين ، ثم يأخذ ما أدى إليه اجتهاده بعيدا عن الهوى وتقليد الأشخاص .
ب / وإن كان طالب العلم من المبتدئين فليقلد الأعلم والأتقى في نظره الخاص لكن بلا تعصب .
والله تعالى أعلم .
والتصحيح والتضعيف من الأمور الإجتهادية ، لكن بشرط أن يكون المشتغل في هذا الفن من أهل التخصص ، وكل علم يسأل عنه أهله .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ’’…فمتى وجدنا حديثا قد حكم إمام من الأئمة المرجوع إليهم بتعليله، فالأولى اتباعه في ذلك كما نتبعه في تصحيح الحديث إذا صححه، وهذا الشافعي مع إمامته يحيل القول على أئمة الحديث في كتبه فيقول : وفيه حديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ( النكت 2/711) .

وقال الإمام السخاوي رحمه الله : فمتى وجدنا في كلام أحد المتقدمين الحكم به كان معتمدا لما أعطاهم الله من الحفظ الغزير وإن اختلف النقل عنهم عدل إلى الترجيح اهـ ( فتح المغيث 1/237)
.................................................. .................................


قال الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ الْمَازِنِيَّ، يَقُولُ: تَرَوْنَ يَدِي هَذِهِ ؟ فَأَنَا بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ " .

وقال المشرف العام على تحقيق المسند الشيخ شعيب الأرنؤوط :

هذا الحديث رجاله ثقات إلا أنه أُعِل بالاضطراب والمعارضة.

يحيى ابن حسان: هو البكري الفلسطيني.
وأخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" 6/24 من طريق عبد الله بن أحمد ابن حنبل، عن أبيه، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد (17690) ، وابن عساكر في ترجمة عبد الله بن بسر من "تاريخه" ص445 عن علي بن عياش، والنسائي في "الكبرى" (2759) ، والدولابي في "الكنى" 2/118، وابن قانع 2/81، وابن حبان (3615) ، وابن عساكر ص444-445 و445 من طريق مبشر بن إسماعيل، كلاهما عن حسان ابن نوح، عن عبد الله بن بسر. وخالفهما أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، فأخرجه من طريقه الروياني في "مسنده" عن حسان بن نوح عن أبي أمامة.
وتابعه عن أبي أمامة عبد الله بن دينار البهراني، لكنه ضعيف، أخرجه الطبراني في "الكبير" (7722) من طريقه.
وأخرجه عبد بن حميد (508) ، وابن ماجه (1726) ، والنسائي (2761) ، وأبو نعيم في "الحلية" 5/218 من طريق عيسى بن يونس، وتمام في "الفوائد" (655) من طريق عتبة بن السكن، كلاهما عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر. وعتبة بن السكن وإن كان ضعيفاً يعتبر به.
وتابع ثوراً عليه عامر بن جَشِيب عند النسائي (2766) ، والطبراني في "الشاميين" (1850) من طريق بقية، والطبراني (1850) من طريق يحيى بن حمزة الدمشقي، كلاهما عن الزبيدي، عن لقمان، عن عامر بن جشيب، به.
وكلا الطريقين فيه مقال.
وخالف جمعٌ عيسى بنَ يونس وعتبةَ بن السكن فرووه عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، فأخرجه أحمد 6/368، والدارمي (1749) ، وأبو داود (2421) ، وابن ماجه (1726) ، والترمذي (744) ، والنسائي في "الكبرى" (2762) و (2763) و (2764) ، وابن خزيمة (2163) ، والطحاوي 2/80، والطبراني في "الكبير" 24/ (818) و (819) و (820) و (821) ، والحاكم 1/435، وتمام (653) ، والبيهقي 4/302، والبغوي (1806) من طرق ثمانية، عن ثور بن يزيد، به.
وتابع ثوراً لقمان بن عامر، فأخرجه أحمد 6/368، والطبراني في "الشاميين" (1591) من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان، عن خالد، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء.
وأخرجه النسائي (2765) من طريق بقية، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن عمته الصماء. قلنا: بقية ضعيف وقد خالف جمهور الرواة عن ثور في جعلها عمة عبد الله بن بسر، وخالف أيضاً إسماعيل ابن عياش فرواه النسائي أيضاً (2769) من طريقه عن الزبيدي، عن لقمان، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن خالته
الصماء.
وخالف أيضاً جمهور الرواة عن ثور بن يزيد: عبد الله بن يزيد بن راشد الدمشقي المقرىء، فرواه تمام في "فوائده" (654) من طريقه عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أمه. قلنا: وعبد الله بن يزيد هذا ظنه الشيخ ناصر الألباني في "الإرواء" هو عبد الله بن يزيد المقرىء المكي، وهذا الأخير كنيته أبو عبد الرحمن، والأول كنيته أبو بكر. وقال عنه أبو حاتم: شيخ، ونقل عن دحيم أنه وصفه بالصدق والستر، فمثله لا تحتمل روايته عند المخالفة.
وأخرجه النسائي (2771) من طريق داود بن عبيد الله، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أخته الصماء، عن عائشة. قلنا: داود مجهول.
وأخرجه النسائي (2768) تعليقاً، والطبراني في "الشاميين" (1875) ، وفي "الكبير" (1191) من طريق عبد الله بن سالم الأشعري، عن الزبيدي، عن الفُضيل بن فضالة الهوزني، عن خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر، عن أبيه، وقال عبد الله بن بسر: فإن شككتم فاسألوا أختي، فمشى إليها خالد بن معدان فسألها عما قال عبد الله فحدثته بذلك.
وأخرجه النسائي (2767) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (822) من طريق محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن فضيل بن فضالة، عن عبد الله بن بسر، عن خالته الصماء.
وأخرجه النسائي (2760) ، وابن خزيمة (2164) ، والطبراني في "الكبير" 24/ (816) و (817) ، والبيهقي 4/302 من طريق معاوية بن صالح، عن ابن عبد الله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء. قال الحافظ في "التلخيص" 2/216: وهذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يُوهِنُ راويه، ويُنبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث، فلا يكون ذلك دالاً على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا كذا، بل اختلف فيه أيضاً على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضاً.
وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/81: ولقد أنكر الزهري حديث الصماء في كراهة صوم يوم السبت، ولم يعده من حديث أهل العلم بعد معرفته به، ثم ساق بإسناده عن الليث بن سعد قال: سئل الزهري عن صوم يوم السبت فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد روي عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي، فلم يَعُدَّه الزهري حديثاً يقال به، وضعفه.
وجاء في "الفروع" 3/123-124 لابن مفلح: قال الأثرم، قال أبو عبد الله: قد جاء فيه حديث الصماء وكان يحيى بن سعيد يتقيه، وأبى أن يحدثني به. قال الأثرم: وحجة أبي عبد الله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبد الله بن بسر، منها حديث أم سلمة.
قال ابن مفلح: واختار شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية) أنه لا يُكره، وأنه قول أكثر العلماء، وأنه الذي فهمه الأثرم من روايتهم، وأنه لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فالحديث شاذ أو منسوخ.
قلنا: والحديث يعارضه أحاديث: الأول: حديث جويرية بنت الحارث عند البخاري (1986) ، وسيأتي 6/324 و430، ولفظه: أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على جويرية يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: "أصمتِ أمس؟" قالت: لا. قال: تريدين أن تصومي غداً؟ " قالت: لا. قال: "فأفطري".
قال البيهقي 4/303: في حديث جويرية هذا ما دلَّ على جواز صوم يوم السبت، وكأنه أراد بالنهي تخصيصه بالصوم على طريق التعظيم له.
والثاني: حديث أبي هريرة عند البخاري (1985) ، ومسلم (1144) ، وسلف في مسنده برقم (10424) رفعه: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوماً قبله أو بعده".
والثالث: حديث أم سلمة: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكثر ما كان يصوم من الأيام يوم السبت والأحد، وكان يقول: "إنهما عيدان للمشركين، وأنا أريد أن أخالفهم". صححه ابن خزيمة (2167) ، وابن حبان (3616) ، وسيأتي في "المسند" 6/323-324.
والرابع: حديث جنادة بن أبي أمية عند النسائي في "الكبرى" (2773) و (2774) أنهم دخلوا على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقرب إليهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعاماً يوم جمعة،
فقال: "كلوا". قالوا: صيام. قال: "صمتم أمس؟" قالوا: لا. قال: "فصائمون غداً؟" قالوا: لا. قال: "فأفطروا". وصححه الحَافظ في "الفتح" 4/234.
وقال الطحاوي 2/80: ففي هذه الآثار المروية في هذا، إباحة صوم يوم السبت تطوعاً، وهي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها. ثم قال: وقد يجوز عندنا- والله أعلم- إن كان ثابتاً أن يكون إنما نُهي عن صومه، لئلا يعظم بذلك، فيمسك عن الطعام والشراب والجماع فيه، كما يفعل اليهود. فأما من صامه لا لإرادة تعظيمه ولا لما تريد اليهود بتركها السعي فيه، فإن ذلك غير مكروه.