المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسائل



أهــل الحـديث
18-11-2012, 07:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صصص
ما حملني على كتابة هذا هو توضيح حال الأمة اليوم الآن بشكل عام وأيضا الإشارة إلى ما أعانيه أنا شخصيا
رسالة رابطة الإسلام ورورابط الجاهلية


قال الله تعالى وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ.
وقال تعالى وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءالِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ.
وقال عنه بعد ما تبرأ من أبيه وقومه وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
وقال تعالى ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ( والخيانة هنا خيانة عقيدة وليست خيانة فراش)
وقال تعالى تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (وأبو لهب هذا هو عم الرسول).
وقال رسول الله إنَّ أبي وأباكَ في النارِ.
فهذا كله يدل على أن الرابطة الأولى هي رابطة التوحيد والإسلام وأن كل من خالف هذة الرابطة يجب التبرأ منه حتى ولو كان الوالدين أو الزوجة أو الإبن وهم أحق الناس بالمعروف ولكن بعد تحقيق مبدأ التوحيد فإن لم يحققوا هذا المبدأ فهم على نوعين محارب ومسالم فالمحارب يجب هجرانة بل ومحاربته إن أمكن وإن كان أقرب الأقربين أما المسالم فلا بأس من الإحسان إليه وإن كان أبعد الأبعدين عنك قال تعالى لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.

فرابطة الإسلام تعلو ولا يعلا عليها فإن كانت أمك كافرة محاربة لك في العقيدة فيجب أن تتبرأ منها وتحاربها وإن كان رجل قريب لك من بعيد وهو كافر ولكن لا يعاديك بل هو يطلب الود الإنساني فلا بأس من التودد إليه.

أما ما ينتشر الآن من الأقاويل التي تقول هذه والدتك هذا والدك لابد أن تطيعهم ولو كانوا كفارا محاربين للإسلام فهذا مخالف لصريح القرآن والسنة فيجب التبرأ من أهل النفاق والكفر ولو كانوا أقرب الأقربين وهي من روابط الجاهلية التي تنتشر الآن بين المسلمين وللأسف كثير من العلماء لا يوضحون هذة النقطة عندما يتكلمون عن بر الوالدين لابد أن نوضح هذه النقطة رابطة الإسلام والتوحيد أولا وقبل كل شيء قال الله تعالى وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا فهذا أمر بعدم طاعة الوالدين في الشرك والكفر.
فلابد من الإشارة لهذة النقطة عندما نتكلم عن بر الوالدين حتى لا يتخذها المنافقون سبيلا للتسلط على المسلمين.
فكل الروابط مهما كانت من قومية أو قبلية أو أسرية تسقط ما دام لم يتحقق التوحيد والإسلام وكما ذكرنا من طلب الود الإنساني وهو مسالم وهذا شرط أن يكون مسالم لا محارب ولا مخادع فلا بأس بالإحسان إليه.

إذا ما الخلاص؟ الخلاص هو الهجرة لا بد أن تهاجر من ديار الكفر المحاربة للإسلام وإن كانت أحب البلاد إليك فقد هاجر رسول الله من مكة وهي أحب البقاع إليه فإن لم تستطع الهجرة فعلى الأقل تهجروهم بالقلب فهذا أفضل لدينك وأنت في جهاد معهم حتى ييسر الله لك مخرجا وتهجر أرضهم وديارهم كما فعل إبراهيم عليه السلام بعد ما تبرأ من أبيه هاجر وترك البلاد قال الله تعالى عنه وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وإن كان سبيل الهجرة والسفر اليوم صعبا ليس كما كان سابقا فطوبى للغرباء.
رسالة خاصة عن اللحية


لا شك أن اللحية خاصة بالرجال دون النساء ولا شك أيضا أنها سنة الأنبياء جميعا وهي رمز للرجولة ولكن دعنا نقول أنها ليس المقياس الوحيد للتوحيد والإسلام كما يراه كثير من عوام المسلمين فليس كل من كان له لحية كان شيخا علاما نعم اللحية تعطي الإنسان وقارا وتزينه وتعطيه احتراما في صدور العامة ولكن ليس كل من التحى كان علامة وإماما من أئمة المسلمين فمن القساوسة ملتحون وحتى من علماء اليهود ملتحون وكذلك الشيعة والصوفية بل ومن الملحدين ملتحون فكل هؤلاء ملتحون ولكن لكل منهم عقائده التي تناقض الآخر إذا ليست اللحية هي المقياس الوحيد.

اللحية انتشرت الآن بين المسلمين وعوام الناس ينظرون إليها إما بخوف لما ينشره الإعلام الفاسد عن اللحية والمسلمون وقد يترتب عنها العداء الشديد أو ينظرون إليها بكثير من الاحترام والتوقير الزائد وكلاهما خطأ فقد يكون الملتحي من أجهل الناس وكثير منهم يبتغي باللحية هذا الوقار والتعظيم من العوام.
وقد تعرضت لكلا الأمرين فقد كنت أرى كثيرا من أئمة المساجد الملتحون علماء ربانيين وكنت أوقرهم بشكل كبير ولكن عند التعامل مع بعضهم وجدت أنهم بعيدون عما يقولون ولله عاقبتهم

وكذلك تعرضت لأضطهاد شديد بعد ما قررت أن ألتحي , كثير من الزملاء هجرني وتركني وأصبحت وحيدا بعض الشيء كان الأمر صعبا علي في بادئ الأمر وحلقت اللحية ولكن بعد ذلك تعود على الوحدة بل وجدها من أجل النعم التي أنعم الله علي لما فيها من التفرغ للعلم سواء الديني أو الدنيوي واكتشفت أن الزملاء والصحاب ما هم إلا مضيعة للوقت بل إن منهم الخائن.

وتعرض لأكثر من ذلك فقد تم اختطافي من قبل مستشفى بأمر من رب العائلة التي أعتبرها من أشد البلاء التي ابتلان الله به و كان هذا بتدبير من أمن الدولة والمخابرات وأظن أن أمريكا معهم ليمنعوني من استكمال دراسة الماجستير وقد تم اختطافي من المنزل ولم يتكلم أحد ويعترض مع إن المنطقة التي أعيش فيها ما شاء الله زحمة والأنباء تنتقل فيها بسرعة شديدة ولكنهم عبيد فرعون عليه وعليهم لعنة الله جميعا وتم حجزي بين المدمنين وغيرهم ما أدري ما أصف لكن ما كان يؤلموني ويشعرني فعلا بالغربة أن معظم المسؤولين عن المستشفى ملتحون مدعي السلفية بل إن منهم أئمة معروفين لدى العوام ولم يكن الأمر شديدا إلا في البداية فقد قاومت اعتراضا على هذا الإختطاف و الإفتراء ثم تذكرت قول ا بن تيمية رحمة الله عليه عندما قال ما يفعل أعدائي بي فإن موتي شهادة وسجني خلوة ونفي سياحة وأيضا و قال ما بيتي والسجن إلا واحد وهذة حقيقة ما زلت أعيش فيها حتى الآن ففعلا ما بيتي والسجن إلا واحد وما زلت أسعى للخروج من هذا السجن فمكثت فيها فترة وجيزة ولكن قالوا لابد أن تحلق اللحية شرطا على مغادرتك المكان فاضطررت لحلقها وغادرت والحمد لله من الله علي بعدها بفترة وجيزة جدا على زيارة بيته الحرام وعمل عمرة على حساب رب العائلة عبد الحكومة وأمن الدولة عليهم لعنة الله وصدق الله فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا.

وأنا ادعوا عوام المسلمين للنظر إلى الإنسان الملتحي الذي كان يعيش وسطهم قبل ذلك ويعرفونه كغيره من الناس فليس هو إله معظم ولا رسول مرسل حتى لا يخطأ ويرتكب المعاصي وكذلك ليس أرهابيا سيقتلهم وإنما الذي نشر هذا في أذهانهم هذا هو الإعلام الفاسد. وادعو الإعلام عن عدم إعطاء هذة الصورة البشعة عن اللحية لدى العوام فما لا شك فيه أن كثيرا من الملتحين بعيدين عن الإسلام الحقيقي بل إن منهم من ينفر عن الإسلام ولكن أيضا من غير الملتحيين من يفعل ذلك فلما نعظم أمر اللحية عند العوام تعاملوا معهم كأنهم أناس كغيرهم منهم الصالح ومنهم الفاسد ومنهم الظالم ومنهم العاصي بل إن منهم الكافر ولكن من الذي يحاسب على ذلك ليس أنا ولا أنت إنما هو الله هو الذي سيحاسب الإنسان على عمله واعتقاده إن كان صالحا فلنفسه وإن كان غير ذلك فعليها وكما قيل الفطن من نظر إلى عيوب نفسه ليصلحها والجاهل من نظر إلى عيوب غيره و غفل عن عيب نفسه والإنسان كله عيوب ونقص فعليك بنفسك أولا.
رسالة الطب النفسي هو دجل وشعوذة العصر الحديث


قال الله تعالى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي.
قال الله تعالى لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ.
وقال عز من قال إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ.
وقال تعالى عن المنافقين فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا.

لا يوجد شيء حقيقي في الطب اسمه الطب النفسي ولم يعرف في أي عهد سوى العهد الحديث فهو دجل هذا العصر تستخدمه الحكومة في التستر على المجرمين لحمايتهم أو تعذيب المواطنين الصالحين أو إبتزاز أموال الناس بغير حق ولكن الطب الحقيقي هو طب القلوب وهذا هو المذكور في الكتاب والسنه فلا يوجد أي شيء في العالم يريح القلب ويشرح الصدر سوى ذكر الله قال الله تعالى أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.

فوالله لو ذهب مريض القلب أعاذنا الله وإياكم إلى كل أطباء العالم النفسيين لن ينشرح قلبه إلا بذكر الله لا أدوية ولا أي شيء يريح القلب كل هذا من الدجل والإفتراء على الله لإبتزاز أموال الناس بغير حق فلم يذكر عن النبي ولا أحد من الصحابه أنه أخذ دواءا ليشفي نفسيته ولكن قال رسول الله وجُعِلَت قُرَّةُ عيني في الصلاةِ وذكر عنه أنه كان يقرأ المعوذتين وذكر عنه كثير من الأدعية و الأيات التي كان يقولها صلوات الله وسلامه عليه ولم يذكر عنه أنه أخذ دواءا أو أوصى بدواء لإصلاح النفس التي هي أولى بالإصلاح أكثر من الجسد نفسه وبذلك أقول الطب النفسي دجل هذا العصر لأخذ أموال الناس بغير حق ويستغله أصحاب النفوذ لتعذيب الناس والتستر على المجرمين فكل من يصدق هذه الخرفات التي يقولها هؤلاء الدجالين النصابين الأطباء النفسيين فهو كالذي ذهب إلى دجال وصدقه وعقاب هؤلاء الأطباء كعقاب الدجالين والسحرة عن ابنِ مسعودٍ رضِي اللهُ عنه قال : من أتَى عرَّافًا أو ساحرًا أو كاهنًا فسأله فصدَّقه بما يقولُ : فقد كفر بما أُنزِل على محمَّدٍ
رسالة البلاء


قال الله تعالى وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ وقال تعالى وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ وقال تعالي وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ.

البلاء هو الإمتحان والإختبار من عند الله والبلاء يكون تارة بالنعمة وتارة بالنقمة قال الله تعالى فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ.
فالنعمة والنقمة بلاء من عند الله.

أما بلاء النعمة فهو الشكر والإعتراف بفضل الله قال الله تعالى في حق قارون قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي فنكر فضل الله عليه فخسف الله به الأرض وقال في حق سليمان عليه السلام قال فَمَا ءَاتَانَِ اللَّهُ خَيرٌ مِّمَّا ءَاتَاكُم وقال عنه عز من قال وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ. فنسب الفضب لله ولم ينسبه لنفسه.
إذا النعمة ابتلاء فإن شكرت الله ونسبت الفضل له فقد فزت وأما إذا نسبت الفضل لنفسك ونسيت شكر الله فإنك من الضالين المضلين.

وأيضا العلم بلاء من عند الله قال الله تعالى قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ.
إذا فالعلم بلاء من الله أيضا وكم من علماء اغتروا بعلمهم وكان العلم حجة عليهم لا حجة لهم قال رسول الله والقرآنُ حُجَّةٌ لكَ أو عليكَ.

وأما بلاء النقمة فهو واضح جلي قال الله تعالى عن بني إسرائيل وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ وبلاء النقمة لابد فيه من الصبر وعدم التسخط فالصبر واجب والرضا مستحب أما التسخط على قضاء الله فهو كفر إن كان الإنسان متعمدا قال الله تعالى مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ نزلت هذة الأية في ياسر عندما نطق بالكفر من كثرة التعذيب فوضح لنا رب العالمين أن من فعل مثل هذا فالفاصل هو القلب فقد يتلفظ الإنسان بالكفر من كثرة ما يلاقي من التعذيب ولكن قلبه عامر بالإيمان فهذا ليس سخطا على قضاء الله.

وأشد الناس بلاء هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل سُئِلَ النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - : أَيُّ الناسِ أَشَدُّ بلاءً ؟ قال : الأنبياءُ، ثم الأمثلُ فالأمثلُ، يُبْتَلَى الرجلُ على حَسَبِ دِينِهِ ؛ فإن كان في دينِهِ صُلْبًا اشتَدَّ بلاؤُهُ، وإن كان في دينِهِ رِقَّةٌ هُوِّنَ عليه، فما يَزالُ كذلك، حتى يَمْشِيَ على الأرضِ ما له من ذنبٍ.

وإنك لترى في حياة كل نبي أو عالم أو طالب علم بلاء من الله وكلما كان المرء أشد قربا من الله وجدت بلاءه أشد فقد أتهم معظم الأنبياء بالجنون والمس السحري وبعضهم تعرض للضرب والإهانه من قبل الكفار وكذلك العلماء أيضا كثير منهم تعرضوا للتعذيب واتهموا بالكذب وغير ذلك من التهم والمسلم الحقيقي عليه أن يصبر على بلاء الله مهما عظم هذا البلاء فالبلاء في الله أشرف بلاء والرضا به أشرف الدرجات وعلى المسلم ألا يستحي عندما يتذكر ما ابتلي به ولكن عليه أن يذكر الأنبياء والمرسلين والعلماء وكم لاقوا من البلاء والتعذيب على يد الكفار المعادين لرب العالمين فالمسلم يرجو من الله السلامة في دنياه ولكن إذا قدر الله عليك البلاء فعليك بالصبر بل والرضا بما كتب الله لك ولا تتسخط وتقول لو كان كذا وكذا لما حدث كذا وكذا ولكن قل كل من عند الله وقدر الله وما شاء فعل ولا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون وتذكر أن المسلم يثاب حتى على الشوكة التي يشاكها قال رسول الله قارِبوا وسدِّدوا وفي كلِّ ما يصيبُ المؤمِنَ كفَّارةٌ حتَّى الشَّوْكةَ يشاكُها أوَ النَّكبةَ ينْكبُها.
رسالة الجهات الأمنية الآن وطاعتهم كفر لا شك فيه


قال تعالى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ.

وقال يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا. وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا.

وقال إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ.

وقال وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ.

وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُون.

بعث النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَرِيَّةً وأمَّر عليهِم رجلًا من الأنصارِ وأمَرهم أن يُطيعوه، فغَضِب عليهِم وقال : أليسَ قدْ أمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن تُطيعوني ؟ قالوا : بلَى قال : قد عزَمْتُ عليكم لمَا جمعْتُم حَطَبًا وأوقَدْتُم نارًا ثم دخلْتُم فيها . فجمَعوا حَطَبًا فأَوقَدوا نارًا ؛ فلما هَمُّوا بالدُّخولِ فقاموا يَنظُرُ بعضُهم إلى بعضٍ فقال بعضُهم : إنما تَبِعْنا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِرارًا من النارِ أفندخُلُها ؟ فبينما هم كذلك إذا خمَدتِ النارُ وسكَن غضبُه فذُكِرَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : لو دخَلوها ما خرَجوا منها أبدًا، إنما الطاعةُ في المعروفِ.

مما لا شك فيه أن الجهات الأمنية بكاملها سواء المخابرات أو الأمن الوطني أو أمن الدول أو الشرطة أو غيرها كلها فاسدة في كل الدول سواء الإسلامية أو غيرها فسادا تاما لا ريب في ذلك ولا يماطل في ذلك إلا مفسد مثلهم.

ومما سبق من الأيات المذكورة والأحاديث أن طاعة هذه الجهات الأمنية كفر محط وشرك بالله فلو كنت أعلم أهل الأرض وأطعت هؤلاء القوم فأنت مشرك بالله وهذا واضح وجلي في الأيات المذكروة فطاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله قال تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ فطاعة ولى الأمر مقيدة كونها موافقة لما أنزل الله على رسوله من وحي وهذا أيضا واضح في حديث رسول الله لو دخلوها ما خرجوا منها وانظر من هذا الأمير إنما هو أمير أمره رسول الله بنفسه ومع ذلك اعتبر طاعته في غير ما أنزل الله كفرا وقد قال الله تعالى وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ.

وأقصد بالطاعة هنا هي طاعة العبادة وليست ذلل الإنسان من معاصي ونحوه كما في قوله تعالى وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وفي قوله خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ فهنا المقصود بالطاعة هي طاعة عبادة والمقصود بالمعصية الكفر.

ونحن لا نكفر أناس بأعينهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم وهذا النوع من الكفر يقع فيه أكثر أهل الأرض حتى العلماء منهم الذين يعظون الناس فكثير منهم يطيعون هذه الجهات الأمنية طاعة عبادة وهذا بلا شك كفر بالله .