المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياليتني أطوق هذا



أهــل الحـديث
17-11-2012, 07:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم

قد يسهل علينا العلم والتعليم والكتابة والإلقاء، نكتب في التوحيد فتقشعر الجلود ونلقي خطبة فتذرف لها العيون ونؤلف كتابا ويباع منه مئات الآلاف من النسخ ،لكن يصعب علينا أن يكون أحدنا بهذا المستوى من التوحيد والعقيدة في التطبيق العملي في يومنا في علاقاتنا في تعاملنا وعملنا....مستوى عقائدي يقوم في القلب يؤثر في الجوارح تأثيرا تاما ،به يذهب الخوف والقلق وتطمئن النفس وترتاح يزداد الإيمان ويشرق نوره في القلب كالشمس ، فنعتقد اعتقادا جازما أن ليس في الدنيا حركة ولا سكنة إلا من بعد إذن الله تعالى وإلا من بعد مشيئته ،هذا المستوى العقائدي العلمي والعملي ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى فهاكه ....وإني أعلم أن الأغلب إن لم أقل الكل في هذا المنتدى مر عليه هذا النقل وقرأه أو تدبره ،فأولا أقول لنفسي تدبري واعملي والله الموفق واقول لك أخي القاريء هل تعتقد أن هذا التوحيد والمعتقد موجود فينا ومنتشر ومشتهر؟؟
قال ابن القيم في الفوائد (( لَيْسَ فِي الْوُجُود الْمُمكن سَبَب وَاحِد مُسْتَقل بالتأثير بل لَا يُؤثر سَبَب الْبَتَّةَ إِلَّا بانضمام سَبَب آخر إِلَيْهِ وَانْتِفَاء مَانع يمْنَع تَأْثِيره هَذَا فِي الْأَسْبَاب المشهودة بالعيان ، وَفِي الْأَسْبَاب الغائبة والأسباب المعنوية كتأثير الشَّمْس فِي الْحَيَوَان والنبات فَإِنَّهُ مَوْقُوف على أَسبَاب أخر من وجود مَحل قَابل وَأَسْبَاب أخر تنضم إِلَى ذَلِك السَّبَب ، وَكَذَلِكَ حُصُول الْوَلَد مَوْقُوف على عدَّة أَسبَاب غير وَطْء الْفَحْل وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَسْبَاب مَعَ مسبباتها ، فَكل مَا يخَاف ويرجى من الْمَخْلُوقَات فأعلى غاياته أَن يكون جُزْء سَبَب غير مُسْتَقل بالتأثير وَلَا يسْتَقلّ بالتأثير وَحده دون توقف تَأْثِيره على غَيره إِلَّا الله الْوَاحِد القهّار فَلَا يَنْبَغِي أَن يُرْجَى وَلَا يخَاف غَيره وَهَذَا برهَان قَطْعِيّ على أَن تعلق الرَّجَاء وَالْخَوْف بِغَيْرِهِ بَاطِل فَإِنَّهُ لَو فُرض أَن ذَلِك سَبَب مُسْتَقل وَحده بالتأثير لكَانَتْ سببيته من غَيره لَا مِنْهُ فَلَيْسَ لَهُ من نَفسه قُوَّة يفعل بهَا فَإِنَّهُ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَهُوَ الَّذِي بِيَدِهِ الْحول كُله وَالْقُوَّة كلهَا فالحول وَالْقُوَّة الَّتِي يُرْجَى لأجلهما الْمَخْلُوق وَيخَاف إِنَّمَا هما لله وَبِيَدِهِ فِي الْحَقِيقَة فَكيف يخَاف ويرجى من لَا حول لَهُ وَلَا قُوَّة بل خوف الْمَخْلُوق ورجاؤه أحد أَسبَاب الحرمان ونزول الْمَكْرُوه بِمن يرجوه ويخافه فَإِنَّهُ على قدر خوفك من غير الله يُسَلط عَلَيْك وعَلى قدر رجائك لغيره يكون الحرمان وَهَذَا حَال الْخلق أجمعه وَإِن ذهب عَن أَكْثَرهم علما وَحَالا فَمَا شَاءَ الله كَانَ وَلَا بُد وَمَا لم يَشَأْ لم يكن وَلَو اتّفقت عَلَيْهِ الخليقة.))