(المتن والحاشية والتقرير)

[أهــل الحـديث]

أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




كنت قيَّدت هذه الفائدة من كلام فضيلة الشيخ محمد أبي موسى سلمه الله، فأحببت أن ينتفع بها من قرأها



قال -سلمه الله-: كن خليل نفسك (أي: الخليل بن أحمد)، وأبا عمرو فكرك (أبو عمرو بن العلاء)

معرفة موقع الباب من الكتاب مهم جدا، وُضِع هنا على أساس تفكيرٍ علميٍّ وترتيب منطقي.
أتعلَّم موقع الباب من الكتاب من خلال قراءتي لما قبله ولما بعده، تتعلَّم ذلك من الشروح والحواشي:


في تراثنا المتن وله شرح وعلى الشرح حاشية وعلى الحاشية تقرير.

المتن كتبه عالم حرَّر فيه مسائل العلم وأجملها وأوجزها، ثم جاء الشَّارح فبيَّنها وأورد بعض الاعتراضات على صاحب المتن يعني: بيَّن المجمل وفصَّل المبهم..الخ، وأورد بعض الاعتراضات، وهذه قراءة ثانية للمتن قراءة عالم وهي مهمَّة جدًّا؛ لأنَّه إذا اعترض عليه فهي قراءة عالم، العالم الثاني الشَّارح مُستشعر بأنَّه متمكِّن في العلم على درجة المؤلِّف فكان يُورد عليه الاعتراضات، وهذه تجدها في الخطيب القزويني عندما كتب متن التلخيص وأورد الاعتراضات على السكاكي، ثم جاء سعد الدين وشرح المتن وناقش الخطيب فيما اعترض فيه.
عندما تقرأ المطوَّل فأنت لا تتعلَّم علمه إنَّما تتعلَّم كيف يناقش العالم العالم، وكيف يقرأ الخلف مقال السلف.
ثم يأتي صاحب الحاشية فيقرأ المتن ويقرأ الشَّرح ويرى رأيا يخالف فيه أحيانا الشَّارح ويقف فيه مع صاحب المتن أو يُؤيِّد فيه الشَّارح في اعتراضاته، أو يرى إضافات لم يضفها الشَّارح فيتدخَّل صاحب الحاشية بين هذين العالمين الجليلين ليدلي بدلوه في المسألة.
المسألة الواحدة اجتمع لها صاحب المتن وصاحب الشَّرح، وصاحب الحاشية، ثم يأتي صاحب التَّقرير ويقرأ هذه الكتب الثلاثة المتن والشرح والحاشية فيرى مخالفة للشارح أو مخالفة لصاحب الحاشية فيكتب تقريرا على الحاشية، وهناك ما يسمى بالتقرير على التقرير، وهكذا تجد طبقات من العقول تتوارد؛ لأنَّه لا بد أن يكون المتن جديرا بكلِّ هذه الكوكبة.