المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذا هو الجواب النبوي على السفه الدنماركي ...



°·.·•√شـيـهـآن •·.·°®
08-02-2006, 11:45 AM
الاعتقاد الديني والانتماء الثقافي من حقوق الإنسان، والنيل منهما تلطيخ وتشويه ليس من الحرية في شيء. الحرية توجب احترام حقوق الآخرين، وإلا صارت فوضى ينتصر فيها كلٌّ لحقه بيده. هذا هو ما أكدته مؤسسات حقوق الإنسان القومية الأوربية اليونانية والآيرلندية والدنماركية والفرنسية، التي اجتمعت في كوبنهاجن في بداية هذا الشهر، فقد أعلنت أن كل حقوق الإنسان يجب أن تمارس بشكل لا ينتهك حقوق الآخرين، وأن التاريخ الأوروبي يزخر بالدروس حول النتائج الخطيرة للغاية لتراكم الأحداث التي تؤدي للفصل بين الأغلبية والأقليات الإثنية والدينية. هذا الفصل يزرع الكراهية والعنف المدمرين لأي مجتمع، وأن نشر الرسومات ورد الفعل الناتج عنها، يجب أن ينظر له من خلفية جدل فيه ما فيه من التوتر والاستقطاب.

الإسلام اليوم هو الدين الثاني في الغرب بعد المسيحية، وهو الديانة الأسرع انتشارا فيه، حتى بلغ عدد المسلمين بين المواطنين الأصليين والمهاجرين، الذين اكتسبوا حق المواطنة، عشرات الملايين في الولايات المتحدة وأوربا.

هنالك عناصر كثيرة في الغرب غير راضية عن هذا التمدد الإسلامي، في ظروف التعايش بين الأديان والحريات العامة. بعض هؤلاء ينطلقون من أسباب دينية وثقافية ظهرت بوضوح في أسباب معارضتهم لضم تركيا للاتحاد الأوروبي. ولكن آخرين ينطلقون من أسباب استراتيجية لاتخاذ الإسلام عدوا بديلا للاتحاد السوفيتي المباد. هؤلاء يقولون بوجود أسباب بنيوية لحتمية العداء بين الإسلام والغرب، مروجين لنظرتهم هذه بما يخدم طائفة من الأغراض:

* ترسيخ الهوية الغربية في وجه عدو مشترك، وتبرير أعلى درجات الاستعداد العسكري الذي تتطلبه الآلة الصناعية العسكرية الغربية.

* تبرير السيطرة على منطقة تمكن السيطرة عليها من وضع اليد على حقول البترول بصورة مباشرة أو غير مباشرة. سيطرة مطلوبة للهيمنة على العالم.

* تبرير استمرار التماهي بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتواصل الأخيرة دورها المعهود أثناء الحرب الباردة، ولتبرير تطلعات المسيحية الصهيونية التي تدعي التمهيد لعودة المسيح عليه السلام.

وفي المقابل يوجد بين المسلمين من يرون أن الغرب هو العدو الصليبي للإسلام، وليس بيننا وبينه إلا المنازلة الحتمية. هؤلاء هم:

* القائلون إن سورة براءة وآيات السيف فيها وضعت حدا نهائيا للعلاقة بين المسلمين والآخرين، وفحواها ألا نقبل منهم إلا اتباع الإسلام أو الامتثال للجزية.

* حركات إسلامية أثارها وجود قوات غربية في البلدان الإسلامية بإذن أو بدون إذن حكوماتها. هؤلاء أعلنوا حربا «جهادية» ضد الغرب، متحللين من ضوابط الجهاد المعروفة، بحجة أن الشعوب المعنية تنتخب حكوماتها وتمولها بالضرائب وتنخرط في جيوشها، فالكل عدو محارب مستباح الدم والمال.

* هنالك بعض الحكومات في البلدان الإسلامية تواجه حصارات دولية لأسباب معلومة. هؤلاء يستغلون أية فرصة لتفسير أنهم مستهدفون عداء للإسلام.

هذه الجهات الست استقبلت حادث الاساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، وربما خطط له بعضهم، لتغذية الأجندة الصدامية ويسعون لتوسيع الأمر من نطاق معاقبة الجاني، أو نطاق الدعوة لسن قوانين لاحترام الدين الإسلامي ومنع الاساءة إليه، إلى مواجهة الدنمارك شعبا وحكومة، ومعها كافة البلدان الغربية، واعتبار الأمر مواجهة بين الإسلام وحرية التعبير، أو بين الإسلام والصليبية، أو بين الإسلام والغرب، وغيرها من الرؤى التي تخرج من حدود الواقع إلى آفاق الايديولوجية.

أمامنا نحن الأغلبية المسلمة والغربية الانسياق وراء أجندة الصدام هذه حتى آخر غاياتها الظلامية، أو أن نواجه الموقف بصورة مختلفة تضع الحادث في حجمه، وتعاقب الجناة، وتمنع تكرار الجناية، وتضع أساسا عادلا للتعامل.

هنالك ثلاثة إجراءات مطلوبة بإلحاح:

أولا: إدراك الاتحاد الأوروبي أنه الآن يضم شعوبا متعددة الأديان والثقافات، ومع أن واجبها أن تحترم الدساتير الديمقراطية التي تحكم البلدان الغربية، فإن حقها أن تنعم بالاعتراف بهويتها الدينية والثقافية، ضمن معادلة توفق بين الحقوق والواجبات. وللحيلولة دون الاستقطاب والمواجهات ينبغي أن تجرم التشريعات أية إساءة للمقدسات.

ثانيا: تطور الوعي العالمي بحقوق الإنسان الدينية والثقافية، بصورة توجب إبرام معاهدة تلحق بمعاهدات الحقوق المدنية والاقتصادية والسياسية، معاهدة خاصة بالحقوق الدينية والثقافية تلتزم بها الدول.

ثالثا: كثير من المجتمعات الغربية جاهلة بحقيقة محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرحمة الذي انفردت رسالته:

* بالاعتراف للإنسان بقيمة وكرامة من حيث هو إنسان.

* بالاعتراف بالتعددية الدينية.

* بمحتوى اجتماعي جعل العدالة الاجتماعية تالية في الأهمية للتوحيد.

* الالتزام بأحكام وأخلاق حتى في ظروف القتال، حماية للنساء والأطفال والمسنين، أي حماية للمدنيين.

* وكان نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) إنساني المعاملات توقيرا للكبير وعطفا على الصغير وتكريما للمرأة.

هذه المعاني غابت عن كثيرين بسبب الجهل، وغيبت عن كثيرين بسبب الغرض، وساعدت على ذلك مقولات بعض المسلمين، فقد سمى هؤلاء سيرته «المغازي»، مع أنه حقق أهم إنجازاته سلميا: إقامة الدولة في المدينة، واستمالة القبائل العربية في عامي الحديبية وفتح مكة.

ومن المسلمين قديما وحديثا من أصدر فتاوى إكراه وعدوان وتدمير يبرأ الإسلام منها. ويبرأ الإسلام من ذبح الضحايا أمام الكاميرات من دون محاكمة شرعية عادلة. إن علينا أن نحمي ديباجة الإسلام الناصعة من هؤلاء مثلما نحميها من الآخرين.

ولا يفوتنا أن نذكر، ونحن نعبر عن غضبتنا واستنكارنا حكمة العز بن عبد السلام: «كل عمل يأتي بنتائج تناقض مقاصده باطل». وفوق ذلك كله فالرشد الرباني يوجب أن نتعقل ونتذكر ونتدبر ونستصحب قوله تعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)..المائدة الآية 8 ، و(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، سورة الأعراف الآية 199.

الدكتور عبدالله آل سفر
08-02-2006, 12:10 PM
مودتي



مــــــ خالص شكري وتقديري ــــــــ أخوكم أبوريماس3ــــــــــع

*أهداب*
08-02-2006, 02:41 PM
وكان نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم) إنساني المعاملات توقيرا للكبير وعطفا على الصغير وتكريما للمرأة.

هذه المعاني غابت عن كثيرين بسبب الجهل، وغيبت عن كثيرين بسبب الغرض، وساعدت على ذلك مقولات بعض المسلمين، فقد سمى هؤلاء سيرته «المغازي»، مع أنه حقق أهم إنجازاته سلميا: إقامة الدولة في المدينة، واستمالة القبائل العربية في عامي الحديبية وفتح مكة.

ومن المسلمين قديما وحديثا من أصدر فتاوى إكراه وعدوان وتدمير يبرأ الإسلام منها. ويبرأ الإسلام من ذبح الضحايا أمام الكاميرات من دون محاكمة شرعية عادلة. إن علينا أن نحمي ديباجة الإسلام الناصعة من هؤلاء مثلما نحميها من الآخرين.

ولا يفوتنا أن نذكر، ونحن نعبر عن غضبتنا واستنكارنا حكمة العز بن عبد السلام: «كل عمل يأتي بنتائج تناقض مقاصده باطل». وفوق ذلك كله فالرشد الرباني يوجب أن نتعقل ونتذكر ونتدبر ونستصحب قوله تعالى: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)..المائدة الآية 8 ، و(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)، سورة الأعراف الآية 199.

لا حديث بعد هذا الحديث ..فهذا أروع ما قرأت من العبارات ...
فجزاك الله كل خير وبركة ....
وأعذر قرأتنا بعجل ....
دعواتنا لك بالتوفيق .......

بارك الله فيك ...

سمووره
09-02-2006, 01:46 AM
الله يجزاك كل خير ويبارك فيك

ويجعله بإذن الله في موازين حسناتك

شكرالك

(*)~سدوومة~(*)
09-02-2006, 02:01 AM
جزاك الله خير وبارك فيك وفيما طرحته لنا هنا