المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتحدي أن يكون أحد يعرف هذا الكلام في شرح اسم الله الوكيل



أهــل الحـديث
16-11-2012, 09:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أحسبكم جميعًا أفضل وأعلم وأجلّ مني بكثير -والله-. ولا أقصد بالعنوان أدني إسائة لأي فاضلٍ منكم.
لكن فعلاً كثير من كلام الشيخ فوزي سعيد إمام مسجد التوحيد برمسيس يكون جديد حتي علي المشايخ والعلماء، وأنا والله أعلم علماء ومشايخ كبار يسمعون كلامه فيبكون ويعترفون بأنهم لم يسمعوا مثل هذا الكلام من قبل.
وقد أفشي لي بالسر في هذا، فقال لي أي معلومة أريدها أبحث في كلام ابن تيمية وابن القيم فإن وجدتها كأني عثرت علي سبيكة من الذهب، ثم أظل ليلة كاملة أتدبر في جملة واحدة من كلام ابن تيمية، وإذا خرجت بمعني، أقول: لا ليس هذا مراد الشيخ فحسب لا بد أنه يقصد شيء أعلي من هذا، ويظل طوال الليلة في هذا الأمر.
اسأل الله أن يبارك في عمره وعمله يارب. وأشهد الله علي حبه جدًا.

وخذ مثالاً واحدًا ولن أطيل، لكن هذا للتشويق فقط لكي تسمعوا كلامه وتراجعوه:

الوكيل: أي من توكل إليه وتُسند إليه الأسباب والأمور كلها لكي تستلزم آثارها. فمن الممكن أن تأكل وتتغذي ولا تشبع. أو تأخذ جميع الأدوية ولا يتم لك الشفاء....
والتوكل: إظهار العجز التام لله سبحانه وحده. "وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ". أي عليه وحده.
فما من شيءٍ خلقه الله إلا وله أسباب تعينه وأسباب تعارضه، فأنت تريد أن تزرع شجرة؛ لها أسباب، البذرة سبب والريّ سبب والرعاية سبب والرياح سبب وأشعة الشمس والكيماوي والمطهرات سبب، كل هذه أسباب، لكن لا يوجد سبب واحد يستقل بالمطلوب الذي تريده، بل أي سبب لا بد له من أسباب أخري تعينه، ثم لا بد له من أسباب تمنعه وتعيقه وتعرقله.
القاعدة الثانية من قواعد الأسباب: كل سبب يقتضي مسببه لكن لا يستلزم. يعني من يزرع ينتظر الزرع، لكن لا يستلزم ذلك. "لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ" فأي سبب يقتضي المسبب لكن لا يستلزمه. من الممكن أن يتم سببية المعارضة فتزرع ولا تحصد وتأكل ولا تشبع بل ولا تتغذي.
إذًا جميع الأسباب ناقصة، فالسبب نفسه لو أفترضنا أنه ليس له معارض فإنه يقتضي المسبب لكن لا يستلزمه.
وأعتقاد وجود سبب تام في الكون كلهِ شرك أكبر. السبب الوحيد التام هو كلام الله عز وجلَّ يقول للشيء كن فيكون.
فأنت مثلاً تقصد رجل أعمال لحاجة لك عنده كالبحث عن وظيفة أو الاستدانة منه أو الشفاعة لك، كل هذه أسباب لا تخرج عن قاعدة الأسباب. الذي يملكها الله عز وجل، بل والذي خلق رجل الأعمال نفسه الله، ورزقه، ودبر أمره، وخلق القرار الذي يصدر عنه بمساعدتك أو منعك، فالأمر كله عاد إلي الله عز وجل. فكيف يخضع قلبك لمخلوق، فلذلك: اعمل ما شئت من الأسباب وحصل منها ما شئت وخذ بالأسباب، لكن ليكن قلبك شاهدًا لله أما الأسباب كلها مُسخرة عاجزة مُدبرة مملوكة لله عز وجل لا تستلزم أثرًا وإنما الأمر يعود إلي الله.
لكن لو تعلقت بالأسباب فهذا شرك في الأسباب. فالله وحده خالق أفعال العباد. "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ"
وغير الله مخلوق مربوب عاجز مملوك مُدبر صفر. إلا أن يشاء الله أن يفعل لك شيئًا.
من أجل هذا نجح سيد البشر صلي الله عليه وسلم في اتخاذ ربه وكيلاً. عجز وأظهر عجزه لله في كل شيء. لم يُؤمر النبي بأمر إلا وسأله من ربه. لأنه الوكيل. ولذلك سماه ربه وحده: المتوكل.

من الشريط رقم5 في شرح سورة لقمان.
http://ar.islamway.com/lesson/128007
وكذلك شرح اسمه الوكيل علي الفضائيات. 8 حلقات.
http://ar.islamway.com/collection/8180