المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث معلولة في فضائل عاشوراء



أهــل الحـديث
16-11-2012, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد ، فهذه طائفة من أحاديث الضعيفة و الموضوعة في فضل يوم عاشوراء رأيت أن أذكر بها إخواني طلبة العلم وغيرهم نظرا لكثرة تداولها و ترويج كثير من الوعاظ الذين لا يتقون الله في نقلهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد هالني اليوم ما سمعته شخصيا من أحد الأئمة في قريتنا و هو يمطرنا بوابل من أحاديث لا خطم لها و لا أزمة والله المستعان .

أستهل هذه الأحاديث بذكر كلام للحافظ بن الجوزي في كتابه الموضوعات حيث قال : ولقد حكى لى فقيهان ثقتان عن بعض قصاص زماننا وكلن يظهر النسك والتخشع أنه حكى لهما قال: قلت يوم عاشوراء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فعل اليوم كذا فله كذا، ومن فعل كذا فله كذا إلى آخر المجلس فقالا له: ومن أين حفظت هذه الاحاديث، فقال: والله ما حفظتها، ولا أعرفها بل في وقتى قلتها.
قال المصنف: ولا جرم، ذلك القصاص شديد النعير ساقط الجاه لا يلتفت الناس إليه ولا له دنيا ولا آخرة.انتهى كلامه.
ومن هذه الأحاديث المعلولة :
01- ما رواه الطبراني في معجمه الكبير ج 11/ ص 127 حديث رقم: 11253 و الطحاوي في شرح معاني اآثار ج 2/ ص 75 عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم * ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء*
وهذا الحديث منكر :فيه عبد الجبار بن الورد وقد قال فيه البخاري :يخالف في بعض حديثه ، والمحفوظ ما رواه جماعة من الثقات عن ابن عباس قال : ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان رواه البخاري ومسلم وأحمد والطحاوي والطبراني والبيهقي . قال الإمام الألباني رحمه الله :فهذا هو أصل الحديث . وإن الرواية الضعيفة تتعارض مع الأحاديث الأخرى التي تصرح بأن لبعض أيام أخرى غير يوم عاشوراء فضلا على سائر الأيام ؛ كقوله صلى الله عليه وسلم : صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية . رواه مسلم وغيره عن أبي قتادة . وهو مخرج في الارواء 955 . انتهى
وقال في موضع أخر :عبد الجبار بن الورد في حفظه
ضعف كما أشار لذلك البخاري بقوله : يخالف في بعض حديثه ، و قال ابن حبان :
يخطيء و يهم .
قال الشيخ رحمه الله :و أنا لا أشك أنه أخطأ في رواية هذا الحديث لأمرين : الأول : أنه اضطرب في
إسناده فمرة قال : عن ابن أبي مليكة ، كما في هذه الرواية و مرة أخرى قال : عن
عمرو بن دينار ، رواه الطبراني ، و هذا يدل على أنه لم يحفظ .
الآخر : أنه قد خولف في متن هذا الحديث فرواه جماعة من الثقات عن عبيد الله بن
أبي يزيد عن ابن عباس قال : ما رأيت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا
هذا اليوم يوم عاشوراء ، و هذا الشهر يعني شهر رمضان .
رواه البخاري ( 4 / 200 - 201 ) و مسلم ( 3 / 150 - 151 ) و أحمد ( رقم 1938 ،
2856 ، 3475 ) و الطحاوي و الطبراني و البيهقي ( 4 / 286 ) من طرق عن عبيد الله
به ، و أحد أسانيده عند أحمد ثلاثي .
فهذا هو أصل الحديث ، و هو كما ترى من قول ابن عباس و لفظه بناء على ما علمه من
صيامه صلى الله عليه وسلم ، فجاء عبد الجبار هذا فرواه مرفوعا من قول النبي
صلى الله عليه وسلم
02- حديث " من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا " .موضوع
قال الألباني :أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " من طريق الحاكم عن جويبر عن
الضحاك عن ابن عباس مرفوعا . و قال ( 2 / 204 ) : " قال الحاكم : أنا ابرأ
إلى الله من عهدة جويبر " .انتهى
و جويبر معروف لدى طلبة العلم لا حاجة لبان حاله
و قد قال ابن القيم : " و أما أحاديث الاكتحال و الادهان و التطيب يوم عاشوراء فمن وضع الكذابين ، و قابلهم آخرون اتخذوه يوم تألم و حزن ، و الطائفتان مبتدعتان خارجتان عن السنة ، و أهل السنة
يفعلون ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصوم ، و يجتنبون ما أمر به الشيطان من البدع "

03- عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحيى ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى بمثل عبادة أهل السموات، ومن صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وخمسة مرة قل هو الله أحد، غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماض، وخمسين عاما مستقبل، وبنى له في المثل الاعلى ألف ألف منبر من نور ".
قال ابن الجوزي :هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أدخل على بعض المتأخرين من أهل الغفلة، على أن عبدالرحمن بن أبى الزناد مجروح.
قال أحمد: هو مضطرب الحديث، وقال يحيى: لا يحتج به. انتهى
ثم ساق ابن الجوزي رواية اخرى بسنده :عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربعين ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، والمعوذتين خمس مرات، فإذا سلم استغفر سبعين مرة، أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء، سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات، وفى ذلك البيت سرير من نور، قوائم السرير من العنبر الاشهب، على ذلك السرير ألفا فراش من الزعفران ".
ثم قال عقب إيراده لهذا الحديث :هذا حديث موضوع.وكلمات الرسول عليه السلام منزهة عن مثل هذا التخليط.والرواة مجاهيل.والمتهم به الحسين. انتهى
قلت : يقصد الحسين بن إبراهيم و هو شيخ شيخ ابن الجوزي إبراهيم بن محمد الطيبى
04- و من الأحاديث الواهية كذلك ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 144/2 و 163/1 ) من طريق أبي يعلى و غيره عن
سلام الطويل عن زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء " . وهذا الحديث تعاقب فيه ثلاثة ضعفاء : سلام الطويل و زيد العمي و يزيد الرقاشي .
قال الحافظ ابن عدي في الكامل في ترجمة زيد العمي :" و لعل البلاء فيه من سلام أو منهما جميعا ، فإنهما ضعيفان " . وقال في ترجمة سلام الطويل " عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه "
و في فيض القدير للمناوي :" قال ابن القطان : فيه ضعيفان ، و قال الهيثمي : فيه يزيد الرقاشي و فيه كلامكثير " .
قال الألباني رحمه الله : و معنى هذا الحديث ثابت في " الصحيحين " أنه من كلام اليهود ، قال
عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :" قدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم " . زاد
مسلم : " و غرق فرعون و قومه " . الحديث و فيه قوله : " فأنا أحق بموسى منكم ، فصامه ، و أمر بصيامه " .
05 - عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عز وجل افترض على بنى إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم، فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه، فإنه من وسع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع عليه سائر سنته، فصوموه فإنه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذى رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذى نجى فيه إبراهيم من النار، وهو اليوم الذى أخرج فيه نوحا من السفينة، وهو اليوم الذى أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذى أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذى رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذى كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذى أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت، وهو اليوم الذى فلق الله فيه البحر لبنى إسرائيل، وهو اليوم الذى غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر، وفى هذا اليوم عبر موسى البحر، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة، وأول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء،
وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله، وهو صوم الانبياء، ومن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى مثل عبادة أهل السموات السبع، ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاما ماض وخمسين عاما مستقبل وبنى له في الملا الاعلى ألف ألف منبر من نور، ومن سقى شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومن أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء، مر على الصراط كالبرق الخاطف.
ومن تصدق بصدقة يوم عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضا إلا مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينيه تلك السنة كلها، ومن أمر يده على رأس يتيم فكأنما بر يتامى ولد آدم كلهم، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة ألف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر سبع سموات وفين خلق الله السموات و الارضين والجبال والبحار، وخلق العرش يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوج يوم عاشوراء، وخلق جبريل يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء، ومن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم ".
رواه بن الجوزي في كتاب الموضوعات و قال عقب إيراده له :هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع ولم يستحيى وأتى فيه المستحيل وهو قوله: وأول يوم خلق الله يوم عاشوراء، وهذا تغفيل من واضعه لانه إنما يسمى يوم عاشوراء إذا سبقه تسعة. انتهى
06 - عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد، ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له أجر سبع سموات، ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد، ومن أشبع جائعا في يوم عاشوراء فكأنما أطعم جميع فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم رفعت له بكل شعرة على رأسه في الجنة درجة، قال فقال عمر يا رسول الله لقد فضلنا الله عزوجل بيوم عاشوراء ؟ قال: نعم خلق الله عز وجل يوم عاشوراء والارض كمثله، وخلق الجبال يوم عاشوراء والنجوم كمثله وخلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله، وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفداه الله يوم عاشوراء، وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء، وولد في يوم عاشوراء، وتاب الله على آدم في يوم عاشوراء، وغفر ذنب داود في يوم عاشوراء، وأعطى الله الملك لسليمان يوم عاشوراء، وولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء، واستوى الرب عز وجل على العرش يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء ".
هذا الحديث موضوع :ففي إسناده حبيب بن أبى حبيب و هو معروف بالكذب بل قال فيه الإمام أحمد رحمه الله :كان حبيب بن أبى حبيب يكذب. وقال ابن عدى: كان يضع الحديث.
وقال أبو حاتم أبو حبان: هذا حديث باطل لا أصل له.قال وكان حبيب من أهل مرو يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه إلا على سبيل القدح فيه.
وقال بن الجوزي بعد ذكره لهذا الحديث هذا حديث موضوع بلا شك.
07- عن أبي سعيد مرفوعا: " من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ".
رواه الطبراني في الأوسط

قال الحافظ ابن حجر في أماليه : الجعفري ضعفه أبو حاتم وشيخه ضعفه أبو زرعة
ورواه بن الجوزي بسنده عن بن مسعود مرفوعا و هو حديث ضعيف كذلك لأن في إسناده هيضم بن شداخ قال العقيلي :مجهول والحديث غير محفوظ
وقال الحافظ ابن حجر في أماليه اتفقوا على ضعف الهيضم
ورواه بن عدي بإسناده مرفوعا من حديث أبي هريرة لكن فيه سليمان بن أبي عبد الله راويه عن أبي هريرة وهو مجهول . قال العقيلي سليمان مجهول والحديث غير محفوظ .انتهى كلامه

جمعه طويلب العلم بحليل محمد البوكانوني التلمساني