تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة بعنوان محاسبة النفس في العام جديد



أهــل الحـديث
16-11-2012, 03:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



هذه الخطبة ألقيتها اليوم 2/1/1434 وأحببت أن أنقلها لكم للفائدة


الخطبة الأولى


الحَمْدُ للهِ مُصَرِّفِ الأَحْوَالِ وَالأَوقَاتِ ، وَمُقَدِّرِ الأَيَّامِ وَالسَّاعَاتِ ، خَالِقِ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ ، وَجَاعِلِ النُّورِ وَالظُّلُمَاتِ، أَحْمَدُهُ تَعَالَى عَلَى جَمِيعِ العَطَايَا وَالهِبَاتِ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ السَّابِغَاتِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، حَثَّنَا عَلَى اغتِنَامِ الأَوقَاتِ ، وَالاعتِبَارِ بِالأَيَّامِ المَاضِيَاتِ ، وَنَهَانَا عَنِ الأَسَى عَلَى مَا فَاتَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّـنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الَّذِي ارتَقَى مَدَارِجَ الكَمَالاتِ، وَسَمَا بِفَضْـلِهِ عَلَى جَمِيعِ الكَائِنَاتِ ، r وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهتَدَى بِهَدْيِهِ مِنْ أُولِي الفَضْـلِ وَالمَكْرُمَاتِ.
أما بعد، فيا أيها المسلمون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -، والعمل بطاعته والبُعد عن أسباب غضبه.
معاشر المسلمين:
تتعاقبُ الأعوام وتتوالَى الشهور ، والأعمار تُطوَى ، والآجالُ تُقضى ، وكل شيء عنده بأجلٍ مُسمَّى ، وإن في استقبال عامٍ وتوديع آخر فرصًة للمتأمِّلين ، وذكرى للمُتدبِّرين، يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ) فحقٌّ على المؤمن المُوقِن بالله واليوم الآخر ألا يغفَل عن محاسبة نفسه وتقييم مسارها في ماضيها وحاضرها ومستقبلها .
يقول ابن القيم - رحمه الله -: "وهلاك القلبِ في إهمال محاسبة النفس ، وفي موافقتها واتباع هواها".
يقول الله - جل وعلا -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ذكر الإمام أحمد - رحمه الله - عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "حاسِبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا، وزِنُوها قبل أن تُوزَنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تُحاسِبوا أنفسكم اليوم ، وتزيَّنوا للعرض الأكبر، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ) أيها المسلم ! حاسب نفسك :
هل أنت عاملٌ بمُقتضى أوامر الله - جل وعلا - وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم -؟!
هل أنت طائعٌ لله في كل شأن ، مُتَّبعٌ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كل لحظةٍ وآن؟!
هل كفَفتَ النفس عن العصيان، وزجَرتَها عن الآثام؟!
هل قُمتَ بحقوق الخالق كاملةً، وأدَّيتَ حقوق المخلوق وافية؟!
هل تفقَّدتَ نفسك وما فيها من المُوبِقات، وعالجتَها عما فيها من المُهلِكات؟!
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك"؛ أخرجه البخاري .
فالمتقون في كل زمانٍ وحين لا يزدادون بالأعوام إلا خيرًا وبرًّا، ولا تمرُّ بهم الأعوام إلا وهم في مسارعةٍ للخيرات ، واغتنامٍ للصالحات ، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «خيرُكم من طال عمره وحسُنَ عمله»؛ رواه أحمد والترمذي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فكن - أيها المسلم - على حذرٍ من تضييع الأعمال سُدًى ، ومن تفويت السنوات غُثاء ، فربُّنا - جل وعلا - يقول: أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ قال ابن عباس - رضي الله عنه - في معنى ذلك: "أولم نُعمِّركم ستين سنة؟"
وفي "البخاري" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «أعذَرَ الله إلى الرجل أخَّره إلى الستين من عمره»؛ أي: لم يترك له عذرًا؛ إذ أمهله هذه المدة.
(وجائكم النذير) والنذير قيل هو الموت وقيل هو القران وقيل هو الشيب
أخي المسلم:
اغتنم كل وقتٍ في اكتساب الحسنات ، والمبادرة إلى الصالحات ؛ فعن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعِظُ رجلاً ويقول له: «اغتنِم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هِرَمك، وصحتك قبل سَقَمك، وغناك قبل فَقرك، وفراغَك قبل شُغُلك، وحياتك قبل موتك، فما بعد الدنيا من مُستعتَب ، ولا بعد الدنيا دارٌ إلا الجنة أو النار»؛ أخرجه الحاكم ، وصححه الألباني في الترغيب .
فحقٌّ على المُكلَّف وهو يستقبل عامًا جديد ، أن يقِف وقفة صدقٍ يُحاسِب فيها نفسه ويُسائِل ذاته ، ليجعل من تقلُّب الأزمان أنصح المُعتِّبين ، وأفصح الواعِظين ليتنبَّه من غفلته ، ويعود عن غيِّه ، ويلين من قسوته ، ففي قوارِع الدهر عِبَر ، وفي حوادِث الأيام مُزدَجَر ، يُحاسِب الإنسان نفسَه ليعلَم أن هذه الدنيا دارُ ممر ، وأن الآخرة هي الباقية .
بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والبيان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.




الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهُ الأولين والآخرين، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله سيدُ الأنبياء والمرسلين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد، فيا أيها الناس:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين.
أيها المسلمون:
إن إدراك عامٍ واستقبال آخر نعمةٌ عُظمى ، فعلى المؤمن أن يعلمَ أن عمره أمانة ، فرضٌ عليه إعمارُه في الطاعة والتقوى مع الحرص على كل نافعٍ دنيا وأخرى ، قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تزولُ قدما ابنِ آدم حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسَبَه وفيما أنفقه، وماذا عمِل فيما علِم»؛ رواه الترمذي ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع .
ثم إن الله - جل وعلا - أمرَنا بالصلاة والسلام على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وأنعِم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن الآل وسائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم ارفع الهمَّ والغمَّ عن إخواننا في فلسطين اللهم انصر إخواننا في غزة اللهم انصرهم اللهم انصر اخواننا في سوريا وفي كل مكان يا أرحم الراحمين.
اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه، ومُنَّ عليه بالصحة والعافية يا ذا الجلال والإكرام
اللهم آتِنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.
عباد الله:
اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحُوه بُكرةً وأصيلاً.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وأقم الصلاة