تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سرعة بديهة ونباهة عظيمة وفقه دقيق وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم



أهــل الحـديث
16-11-2012, 10:21 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





بسم الله الرحمن الرحيم

في مسند أحمد وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا فلاجه رجل في صدقته فضربه أبو جهم فشجه فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا القود يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكم كذا وكذا فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فرضوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني خاطب العشية على الناس ومخبرهم برضاكم فقالوا نعم فخطب رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم إن هؤلاء الليثيين أتوني يريدون القود فعرضت عليهم كذا وكذا فرضوا ، أرضيتم ؟ قالوا لا ،فهمّ المهاجرون بهم فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفوا عنهم فكفوا ثم دعاهم فزادهم فقال أرضيتم فقالوا نعم قال إني خاطب على الناس ومخبرهم برضاكم قالوا نعم فخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أرضيتم قالوا نعم.

سبحان الله ما أعظم أصحاب النبي صصص وما أدق فهمهم وما أشد توقيرهم وتعظيمه لهصصص.
تخيل معي أخي في الله الموقف ...أن الليثيين تكلم معهم رسول الله في إرضائهم أن يعطيهم من المال حتى يتركوا القصاص في أن يشجوا رأس أبي جهم رضي الله عنه فلم يرضوا فزادهم فرضوا ، فأراد صلى الله عليه وسلم أن يخبر الصحابة برضاهم بالمال وترك القصاص ...فلما سمع المهاجرون من رسول الله على المنبر أنهم رضوا ، نادى الليثيون بأنهم لم يرضوا!!...فالمهاجرون رضي الله عنهم مباشرة ومن غير استئذان تحركت قلوبهم وأجسامهم ولم ينتظروا ماذا سيرد رسول الله صصص على الليثيين ، فهمّوا بالقوم ليزجروهم ويضربوهم ولولا أن النبي عليه الصلاة والسلام أمرهم بالكف لما انتهت بشج رأس الليثي فحسب!!.أيُكذّب رسول الله والمهاجرون أحياء؟!

ولما بعثت قريشعروة بن مسعود الثقفي مفاوضا في السنة السادسة من الهجرة في صلح الحديبية ورأى أصحاب النبي صصص وما يفعلون معه عاد لقريش فقال لهم ((يا قوم لقد طفت على ملوك الأرض، على ملوك فارس والروم وملوك الحبشة، ما رأيت ملكًا معظمًا كتعظيم أصحاب محمد لمحمد، ما تنخم نخامة، ولا تمخط مخاطة، إلا وابتدروها ما سقطت في كف أحد إلا ودلك بها جلده، ولا توضأ وضوءًا إلا وكادوا يقتتلون على وضوئه، يا قوم ما أظن أن هذا يسلموه أبدًا حتى يموتوا عن آخرهم.))