المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مع محمد عوامة في تحقيق مصتف ابن ابي شيبة



أهــل الحـديث
14-11-2012, 04:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



مع محمد عوامة في تحقيق مصنف ابن أبي شيبة

الحمد لله والصلاة والسلام على أنبياء الله ومن تبعهم وبعد:
فلعلي بإذن الله من أعلم الناس بمحمد عوامة، خصوصا في تحقيقه لمصنف ابن أبي شيبة، وذلك لاشتغالي في تحقيقه، وقد استدركت فيه ما فات الطبعات من قبل خصوصا أشهر ثلاث طبعات وهي طبعة الرشد، وطبعة الفاروق، وطبعة دار القبلة .
فأما من جهة كونه باحث في الحديث فهذا مما لا شك فيه، خصوصا جلده وتحريه، وهو بلا ريب متمكن من هذا العلم، لكن آفته أنه لا يتقي الله، ويوشك أن تهلكه العصبية المذهبية والمتابعة الفِرَقِيَّة.
وهو مدرسة في التدليس، وقد بلغ المبلغ في قلب الحقائق، وإذا أراد أن ينصر باطله سود فيه الصفحات الطوال من غير ما مراعاة لورع ولا مخافة لله الواحد الأحد.
وأنا الآن بصدد جمع المآخذ عليه في تحقيقه لمصنف ابن أبي شيبة ومجملها فيما يلي:
1- التصحيف في الأسانيد والمتون، نعم قد يكون منها ما يؤاخذ عليه الطابع، دون محمد عوامة.
2- نقص في التخريج. فقد لا يستوفي الكتب المخرج عليها، خصوصا الكتب الستة، فكم من حديث فيها لم يعزه إليها.
2- خلل في التخريج، فقد ينسب الحديث إلى الصحيحين وليس هو فيهما لا سندا ولا متنا.
3- توثيق المجاهيل من الرواة، وليس فقط الذين هم من طبقة التابعين، بل نزل إلى توثيق الطبقات دونهم.
4- جهله بمسألة التفرد وعدم اعتبارها نكارة كما هو صنيع الأئمة المتقدمين، وإن كانت هذه مدرسة للمتأخرين، ولكن ينبغي لمن تصدر في هذا الشأن أن يراعي المذاهب الحديثية، فكما ذكر مذهبه في المجاهيل فكان ينبغي ان يذكر المذهب في التفرد.
5- مخالفته الكبار في توثيق الرواة، فيوثق من لا يحتمل التوثيق، ولهذا تجده يصحح كثيرا مما اشتهر حتى عند المتأخرين بالضعف.
6- واسع الخطو في التصحيح بالمتابعات، حتى لكأنك تحسبه لا يصدق إن يجد عاضدا للحديث حتى يمشيه ويقبله.
7- عدم تحري أحكام الترمذي على أحاديثه فيذكرها من نسخ غير معتمدة، وينقلها على عواهنها، وما ادري أجهل منه، أم عمدا يصنع.
8- عدم فهم مراد الترمذي في قوله حديث حسن، والترمذي غالبا ما يستخدمها بمعنى الضعيف.
9- ترك تخريج الموقوفات.
10- نصرة مذهب الأحناف بالحق والباطل.
11- لا يألوا جهدا في لمز أهل السلامة ممن هو على خلاف معهم في العقيدة.
12- عدم الإنصاف مع المخالف، بل الظلم الدال على خبيئة حقد دفين، لا يعلم إلا الله كنهه، فالله اسأل أن يكفِ مخالفيه شره.
13-التدليس وقلب الحقائق، وتسويد الصفحات الطوال بما لا طائل منه، وانظر تعليقه على زيادة (تحت السرة) في حديث وائل بن حجر، واستماتته لإثباتها، وتعليقه على كتاب الرد على ابي حنيفة.
هذا بالجملة، وقد آثرت أن أفرد التعقبات عليه في مصنف مستقل، بعد إتمام تحقيق المصنف بإذن الله تعالى، ريثما تكتمل عندي مادته، فالله المستعان، وهو من وراء القصد.