تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نقض العقلانية وتأملات فى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية



أهــل الحـديث
13-11-2012, 09:01 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



نقض العقلانية وتأملات فى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية


بسم الله الهادى الى الصراط المستقيم ، والحمد له سبحانه الذى نجانا من مذاهب المبطلين ، والصلاة والسلام على البشير النذير المصطفى محمد من الانبياء والمرسلين ، فكان كموضع لبنة اكلمت مبنى دقيق وجميل و رزين ، أما بعد :
فانى قد خطر ببالى من مدة حال الناس وعقولهم ، فوجدت أنها تتفاوت فى الادراك والمعرفةوفهم الدنيا على حقيقتها ، فمنهم من فى الدركات ومنهم من فى الدرجات ! ، وكلاهم يزعم أنه على الحق المستقيم ! ، وأن معارضه أما جاهل او مسكين او مغرر به أو أخطأ على غير الصراط المستقيم ،فظللت ابحث ملياً فى عجائب عقول البشر وكل يدعى العقل ووصل بليلى ! ، فأيهم الحق !؟ ، أعقلى أم عقلك !؟ ، كلانا نمتلك نفس العقل ولكن أحدنا فى طريقه فى أقصى الشمال والأخر فى أقصى الجنوب، وكلما تباعدت الازمنة تغيرت الادركات والمفاهيم ...وهذا يقول : العقل يوافق والأخر يقول العقل يؤيد !....والعكس فى الرفض العقلى يذكر !....


فقلت فى نفسى عجباً لملحد الفرضيات والظنون ! ، تجده يعرض عليك الفرضيات ويقاتل عليها ، ويدعى أنه لاحق ! وانما أفهام تفسر وتشطح فى كل سبيل وتهيئات ! ، فينظر ايهما تنطلى على خياله ووجدانه ! ، والأقرب الى عاطفته وأسنانه ! ، وآخر لادينى لا يمتلك الا مرض الشك ! ، وكلاهما من ملة الكفر الواحدة ! : شكك تسد ! ، ولو قلبنا عليهم الطاولة وسألناهم عن معتقدهم الذى يجابهوننا من أجله وجدناه ضرباً من الخيالات والخرابيش التى لاتغنى من الحق شيئاً !، فكان حرياً بصاحب الحق أن يقول : أين الحق !؟ ويبحث عنه ....


ولما نظرت فى مذاهب الباطل جميعاً : وجدتها اهواء واضمحلالات فكرية وتقيئات سحرية ! ، من وحى خيال وضرب لوجدان وعاطفة ! ، كل يدعى فيها العقلانية ! ، ويرقى بأنفه الى السماء ولا يكاد ينظر الى الأرض الا أن تاتيه صاعقة تضرب أم رأسه فيسقط صريعاً ، وأحسب تلك الصاعقة هى صاعقة الحق التى تضرب بجذورها فى اعماق ودواخل الأرض ! وترتفع الى اعالى القمم الشاهقات ! ، كمثل ذبابة ترفع أنفها للسماء وتقول : لاتقلقى فلن تنالى منى أذى ! ، فتنظر اليها السماء بعجب قائلة : ومن أنت لتؤذينى !؟....


ولقد نظرت الى النقل الشرعى الاسلامى : فوجدته الفرقان الذى يميز هذا من ذاك ! ، ويرفع اقواماً ويذل اخرين ! ، ويرقى بأفهام ويقدح فى آخرين ، وحرى بالباحث عن الحق ان يبحث فيه ويتأمل ففيه عظيم الدواء لمن كان فى قلبه المرض والسقم والداء ! ، ولكن حق لمن يبحث عن الحقيقة ان يجاهد ! فى سبيل نيل شرف الرقى بنفسه ! ، فصاحب البحث عن المال يبحث ويكد لأجله لرفعة هو يبحث عنها فى دنياه وارتقاء بنفسه من حالة لأخرى ! ، ولما نظرت لصاحب البحث عن الحق وجدته يطلب رفعة عقله وتنقيحه من ظلام الكفر الدامس ! ، فهل المال الذى سيفنى وتبحث عنه وتكد ثم أنت لا تبحث عن الفرقان الذى ينجيك من شقاء مكلوم وصدر أصابته ظلمات فوق بعضها !؟ او تستصعب المجاهدة فى سبيله فتدع البحث عنه بالكلية !؟......


ولكلمات شيخ الاسلام أثر عجيب ، تشعرك أنه رجل فهم دينه وربطه بواقعه ، متبحر يسير بعلمه بجذور ثابتة شامخة ! ، راسخاً بجذور علمه والتى تبهر به الافهام المؤيةد والمخالفة ، ولما قرأت فى كتابه :الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وجدته يتكلم عن اهواء البشر واختياراتهم وسمات النفس واعاجيبها فخطرت فى بالى خاطرة أردت بها النفع والافادة ، وهى ربط ذاك الموضوع الذى أتكلم عنه بما قاله شيخ الاسلام واستدلالاته البديعة وحق أن ينظر فيها فهى مفيدة بحق ، فيشعرك باستدلالاته كأنه بحر فى الفهم ! يكاد يلقى على مسامعك الدليل تلو الأخر ليزيدك يقيناً بما يتكلم عنه ، ويشعرك أن رجل عاش مع القرآن ، فـhttp://www.tafsir.net/vb/images/smilies/rhm.png وغفر لنا وله ....


يتبع إن شاء الله ...