المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما رأيكم بهذا الحلّ؟؟؟...



أهــل الحـديث
13-11-2012, 04:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بعد أن استعرضنا في الحلقات الماضية الحالة التي وصل إليها مجتمعنا الإسلامي، فرأينا أولادنا وشبابنا ونساءنا كيف صاروا، ومن يوالوا، وممن تبرؤوا .

أقول : ليس يأساً ولا قنوطاً من رحمة الله بل شرحاً للواقع المرّ ، أنّ حال رجال الأمّة ليس بأسلم من هؤلاء، فرجالنا شاركوا بركوب قطار الانحطاط إلى جانب من ركبوا فقادهم إلى حيث الهاوية وما سلم إلّا من رحم ربي، من الذين تمسكوا بالعروة الوثقى، فماذا حصل هناك حيث الهاوية ؟
ترك من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وما عاد يملك صبر {وأمر أهلك بالصلاة} ولا {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النّاس والحجارة} ونسي قول عز وجلّ: {إنّ من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم}

تعبَ من كلّ شيء إلا من الركض خلف شهواته، حاملاً راية : (مالي ولغيري) و(اترك العباد لربّ العباد) ، فانفلت زمام الأمور، وصارت الكلمة لا للذي أعطاه ربّ العباد حقّ القوامة بل لذلك الضّيف الثّقيل الذي يتصدر البيوت، يعطي الأوامر والنواهي والجميع من حوله يقولون سمعاً وطاعة !

غريب والله أمرنا كيف مكّنا تلك الآلة أن تستحوذ على قلوبنا وتسيطر على عقولنا ! والأغرب من ذلك أن مكتبتنا الإسلامية بل وحتى العالمية الأجنبية فيها الكثير من الكتب والمجلات والأبحاث العلمية التي تتحدث عن خطورة هذا الجهاز جسدياً ونفسياً وعقلياً، وعن الأضرار المنبعثة من إشعاعاته على البيئة من حوله فتصفحتها متلهفة لما توصلت لها من حلول لهذه المعضلة فقرأت:
1. وضع البرامج والخطط عن كيفية والأوقات المناسبة لاستخدامه .
2. ضرورة تشفير القنوات غير الملائمة ومنع وجودها في البيت .
3. كيفية حالة الجلوس أمامه حتى لا يتأذى الجسد .
4. استعماله كعقاب وثواب للأطفال . وغيرها .

ولكني ومع جولتي هذه لم أجد من تجرأ وقال كلمة الحق ، وبالفم الملآن ، راجياً بذلك وجه الله غير مبالٍ بالمستهزئين ولا بالمعارضين ولا بالمدافعين عن حضارة التكنولوجيا المزيّفة قائلاً : إخوة الإيمان إنّ جهاز التلفاز مكانه مكب النفايات ، وليس بقلب الصالونات.

فبادر أخي وسابق الزمان قبل فوات الأوان متذكراً قول الله عز وجل : {ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ ذلك كان عنه مسؤولاً} قبل الوقوف بين يديه وسؤاله عما جنت يداك ، بل وعيناك وأذناك ، وقبل ذلك عن قلبك الذي بين ضلعيك ، قم بتلك الخطوة إرضاءً لله وإسعاداً لعائلتك في الدنيا والآخرة وسترى كيف سيتحول بيتك من الظلمات إلى النور ، من الضجيج والصراخ والعويل إلى الهدوء والسلام والأمان.

عندها سيسأل الوالدُ ولدَه عن حاله وعن درسه ، وستلتفت الأم ُّالحنون إلى ابنتها : ماذا أكلت ولماذا تأخرت ؟ وسيحنو الرجل على زوجته فيتعاونان في أعمال البيت مستغنين عن الخدم والحشم ، وسيتوقف شجار الإخوة والأخوات ليتحلّقوا مستمتعين لحكم وقصص الجدّ والجدّات ، وسيتفقد الأخ أخاه، ويقف الجّار بجانب جاره بالأفراح والأتراح .

أخي استعن بالله ، وباشر لتعود حياتي وحياتك إلى ما كانت عليه من النّعيم والمحبة والطّاعات والبركات ، فهنيئاً لمن انتصر الآن في معركته مع هذا العدو اللدود !! لأنّه وإن عذّب نفسه هنا بحرمانها ما تهوى ، إلّا أنّه سيريحها هناك مع من تهوى ، وإن تعالى صوتٌ من بعيد قائلاً : حربٌ على التلفاز والكومبيوتر والإنترنت أخطر بكثير !

أقول وبالله التوفيق : لا تستعجل أخي فمكب النفايات لا يزال به سعة!!!..............
مقتبس من الحلقة الأخيرة لمقال شيطان يتصدر بيوتنا