المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين الله



أهــل الحـديث
13-11-2012, 03:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم






أين الله
تأليف
محمد بن أحمد بن محمد العماري
عضو الدعوة والإرشاد
بوزارة الشؤون الإسلامية
بالمملكة العربية السعودية
الْحَمْدُ للهِ الذي عَلَمَ بِالقَلَمِ عَلَمَ الإنْسَانَ مَالَمْ يَعْلَمْ الحَمْدُ للهِ الذي خَلَقَ الإنْسَانَ عَلَمَهُ البَيَانَ والصلاةُ والسلامُ على الذي لايَنْطِقُ عَنِ الهوى إِنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوْحَى أَمَا بَعْدُ.
فَمَنَ أرادَ معرفةَ اللهِ فعليهِ بكتابِ اللهِ.
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (ذَكَرَ الْعَبْدَ المؤْمِنَ إِذَا دُفِنَ فِي قَبْرهِ.
فَقَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ .
فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ.
فَيَقُولاَنِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟
فَيَقُولُ رَبِّيَ اللهُ "
فَيَقُولاَنِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ؟
فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ. فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي) رواه أحمد( ) وأبو داود( )بسندٍ صحيحٍ لغيرِهِ
فَمَنْ قَرَأَ كِتَابَ اللهِ عَرَفَ اللهَ.
مَنْ رَبُّكَ؟ رَبِّيَ اللهُ "وَمَا عِلْمُكَ؟ قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ.
وَمَنْ قَرَأَ كِتَابَ اللهِ عَرَفَ مكانَ اللهِ قبلَ خلقِ الخلق.
قَالَ تَعَالَى:{ وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء} [هود: 7]
وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌغَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ)رواه البخاري ( )
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ " رواه مسلم ( )
وعَنْ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ قَالَ: «كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ»رواه أبو أبو داود ( ) الطيالسي في مسنده بسندٍ حسن لغيره.
مَنْ قَرَأَ كِتَابَ اللهِ عَرَفَ مكانَ اللهِ بعدَ خلقِ الخلق.
قَالَ تَعَالَى:{ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً}[الفرقان: 59 ]
والعرشٌ مخلوق.
قَالَ تَعَالَى:{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }[النمل26]
وله قوائم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْشِ، فَلاَ أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ»رواه البخاري ( )
وله حملة من الملائكة.
قَالَ تَعَالَى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }[غافر7]
و العرشُ نهاية المخلوقات وسقف لجنة الفردوس في السماء السابعة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ، وَأَعْلَى الجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ»رواه البخاري ( )
والعرش مازال على ماء فوق السماء والله فوق العرش.
عَنِ هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى لاَ يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَا فِي يَمِينِهِ، وَعَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى المِيزَانُ، يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ " »رواه البخاري ( ) ومسلم ( )
ومن الماء الذي تحت العرش تفجر أنهار الجنة.
« وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ،وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ»
والعرشُ أعظمُ المخلوقات.
قَالَ تَعَالَى:{فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }[التوبة129]
والكرسي يسع السموات والأرض.
قَالَ تَعَالَى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}[البقرة255]
ومالكرسي بالنسبة للعرش إلا كحلقة ملقاة بفلاة.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَا أَبَا ذَرٍّ مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ)رواه بن حبان في صحيحه ( )
واللهُ فوقَ العرشِ.
قَالَ تَعَالَى:{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5]
اللهُ فوقَ العرشِ لا يلامسه لأنَ اللهَ غنيٌ عَنْ خلقه.
قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }[لقمان26 ]
وقَالَ تَعَالَى:{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ }[الأنعام133 ]
وقَالَ تَعَالَى:{ سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ }[يونس68]
ولأنَّ اللهَ موجودٌ قبل خلق العرش وبعد فناء العرش.
قَالَ تَعَالَى:{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ }[الحديد: 3]
وقَالَ تَعَالَى:{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ }[القصص88]
وليسَ فوقَ اللهِ شيءٌ لأنَّهُ الظاهرُ الذي ليسَ فوقَه شيءٌ.
قَالَ تَعَالَى:{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ} [الحديد: 3]
وقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( اللَّهُمَّ أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ )رواه مسلم
فخلقه كله تحته.
قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }[الأنعام18 ]
اللهُ موجودٌ فوق َالعرشِ بذاتِهِ.
قَالَ تَعَالَى:{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5]
اللهُ فوق َالعرشِ بذاتِهِ ومعنا في كلِّ مكانٍ بعلمِهِ وبصرِهِ.
قَالَ تَعَالَى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد4]
وقَالَ تَعَالَى:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم
بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[ المجادلة: 7]
اللهُ فوق َالعرشِ بذاتِهِ ومعنا في كلِّ مكانٍ بسمعِهِ وبصرِهِ.
قَالَ تَعَالَى:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}[طه: 46]
و قَالَ تَعَالَى:{ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد4]
اللهُ فوق َالعرشِ بذاتِهِ وقريبٌ منا في كلِّ مكانٍ بعلمِهِ.
قَالَ تَعَالَى:{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }[ق16]
اللهُ فوق َالعرشِ بذاتِهِ و قريبٌ منا في كلِّ مكانٍ بسمعِهِ وبصرِهِ..
قَالَ تَعَالَى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }[البقرة186]
وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنَّا إِذَا أَشْرَفْنَا عَلَى وَادٍ، هَلَّلْنَا وَكَبَّرْنَا ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ» رواه البخاري ( )ومسلم ( )
وفي لفظٍ للبخاري ( ) «ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا،إنَّمَا تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا قَرِيبًا»
اللهُ فوقَ العرشِ يعلم ُكلَّ شيءٍ.
قَالَ تَعَالَى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }[الحديد4 ]
اللهُ فوقَ العرشِ يدبرُ الأمر.
قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }[يونس3]
اللهُ فوق َالعرشِ يراقبُ كلَّ شيءٍ فليسَ بغائب.
قَالَ تَعَالَى:{إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }[النساء1]
و قَالَ تَعَالَى:{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ}[يونس61]
وعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّهُ مَعَكُمْ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ وَتَعَالَى جَدُّهُ» رواه البخاري ( ) ومسلم ( )
اللهُ فوقَ العرشِ تصعدُ إليه الأشياء لأنَّهُ بذاتِهِ في السماءِ وليسَ في كلِّ مكان كما زعم الحلولية والإتحادية.
قَالَ تَعَالَى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }[فاطر: 10]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْمَلَائِكَةُ يَتَعَاقَبُونَ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ فَيَقُولُ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ يُصَلُّونَ وَأَتَيْنَاهُمْ يُصَلُّونَ).رواه البخاري( )
اللهُ فوق َالعرشِ من عندِهٍ تنزلُ الأشياء لأنَّهُ بذاتِهِ في السماءِ وليسَ في كلِّ مكان كما زعم الحلولية والإتحادية.
قَالَ تَعَالَى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ{3} مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ }[آل عمران3]
وقد وصفَهُ أهلُ الحلولِ والإتحاِد بأنَّهُ بذاتِهِ في كل ِّمكانٍ .
فردَ اللهُ عليهم بأنه في السماء وليس في الأرض .
قَالَ تَعَالَى:{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }[الملك16] وقَالَ تَعَالَى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }[فاطر: 10]
وقَالَ تَعَالَى:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }[الأعلى1]
وقدْ أخبرَنا اللهُ عَنِ وجودِ استوائه على العرشِ.
قَالَ تَعَالَى:{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5]
ولمْ يخبرْنا عَنْ كيفيةِ وشكلِ استوائه على العرشِ.
قَالَ تَعَالَى:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً }[طه110]
ونهانا عَنِ السؤالِ عَنْ كيفيةِ وشكلِ استوائِهِ على العرشِ أوالكلامِ فيه
قَالَ تَعَالَى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }[ الإسراء: 36]
ومنعنا مِنْ قياسِ الخالقِ على المخلوقِ لمعرفةِ كيفيةِ وشكلِ استوائه فوق َالعرشِ.
قَالَ تَعَالَى:{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[النحل: 74]
وسدَّ جميعَ الطرقِ الموصلةِ إلى معرفةِ كيفيةِ وشكلِ استوائه على العرشِ.
فَسَدَّ طريقَ السمعِ.
فلمْ نسمعْ شيئاً في الكتابِ والسنةِ عَنْ كيفيةِ وشكلِ استوائه على العرشِ .
قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }[ الإسراء: 36]
وسدَّ طريقَ البصرِ. فاللهُ لمْ نَرَهُ في الدنيا حتى نعرفَ كيفيةَ وشكلَ استوائه على العرشِ.
قَالَ تَعَالَى:{ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]
ولنْ يَرَهُ أحدٌ منا قبلَ الموتِ حتى يعرفَ كيفيةَ وشكلَ استوائه على العرشِ.
عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِى قَالَ أَخْبَرَنَي بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( قَالَ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ حَتَّى يَمُوتَ ».رواه مسلم( )
ولمْ يَرَهُ أحدٌ مِنَ الأنبياءِ عليهمُ السلامُ حتى يخبرَنا عَنْ كيفيةِ وشكلِ استوائه على العرشِ .
قَالَ تَعَالَى:{ وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} [الأعراف: 143]
وَعَنْ أَبِى ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ قَالَ « نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ ».رواه مسلم( )
وفي لفظ لمسلم( ) « رَأَيْتُ نُورًا ».
وسدَّ طريقَ القياسِ .
لأنَّ اللهَ نهانا أنْ نقيسَ الخالقَ على المخلوقِ لمعرفةِ كيفيةِ وشكلِ استوائِهِ على العرشِ .
قَالَ تَعَالَى:{ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 74]
وسدَّ طريقَ العقل ِ.
لأنَّ العقلَ لايعرفُ إلا شيئاً رآه واللهُ لم نره. [ لَن تَرَانِي] [ نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ ]
أو رأى مثيلاً له حتى يقيسَهُ عليهِ واللهُ ليسَ له مثيل.
قَالَ تَعَالَى:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى: 11]
أو رأى شبيهاً بِهِ حتى يقيسَهُ عليهِ واللهُ ليسَ له شبيه.
قَالَ تَعَالَى:{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً }[مريم: 65]
وقد سلكَ أهلُ الكلامِ هذِهِ الطرقَ المسدودة فلم يصلوا إلى معرفةِ الله لأنهم تعرفوا على الله بغيركتاب الله.
قَالَ تَعَالَى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الحج8-9]
ولايعلم ُكيفيةَ وشكلَ استواءِ الله على العرشِ إلاهو.
قَالَ تَعَالَى:{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً }[الفرقان59 ]
فإذا قيلَ لك كيفَ استوى على العرشِ فقلْ اللهُ أعلم لا أعلم كيفية الإستواء أنا أعلمُ وجودَ الإستواء لوجودِ الدليل.
قَالَ تَعَالَى:{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5]
ولاأعلمُ كيفيةَ الإستواء لعدمِ الدليل.
قَالَ تَعَالَى:{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [ الإسراء: 36]
وعلى هذا قسِ الجوابَ على كل سؤالٍ عنْ كيفيةِ وشكلِ ذاتِ اللهِ أو أي صفة ٍ مِنْ صفاتِهِ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.