المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حول العمل بالضعيف و لو كان مرجوحا



أهــل الحـديث
11-11-2012, 11:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم و رحمة الله
و الصلاة و السلام على أزكى خلق الله

إزدهر القول بنكارة الإفتاء بالحديث الضعيف ،
رغم أن كثيرا من الفقهاء إحتجوا به

و ليس كلامى على الشروط التى وضعها الشافعى رحمه الله على العمل بالضعيف
بل هو عن العمل بالضعيف مطلقا

و كلنا يعلم جيدا الفارق بين الحديث (الضعيف) و الحديث (الموضوع)

فالحديث الضعيف فى إسناده راو (يخطئ و يخالف) و لكنه لا يتعمد هذا
قد يكون خطأه مفسدا للمعنى تماما ، و قد يكون خطأه غير مفسد للمعنى و لكنه خالف اللفظ المشهور

و فى كلتا الحالتين هو لم يتعمد الكذب
و لم يقصد أبدا نسبة كلام إلى النبى صصص لم يقله
لكنه بدون قصد أفسد المعنى أو غيره

و هذا إن كان كثير الوقوع للضعفاء إلا أنه قد يقع للثقات أيضا
كالحديث الذى أخرجه ابن الصلاح فى مقدمته عن الإمام مالك رحمه الله
(لا يرث المسلم الكافر و لا الكافر المسلم)
حيث رواه عن (عمر بن عثمان) مخالفا للجماعة الذين رووا نفس الحديث عن (عمرو بن عثمان)
و ليس فى الأمر تصحيفا ، لأن الإمام مالك كان يشير إلى دار (عمر بن عثمان) عند رواية الحديث حتى لا يفهم أحدا أنه صحف الإسم

و بالرغم من أن الإمام مالك ثقة يحتمل منه هذا التفرد
إلا ان أئمة العلل قد وهموه فى تلك الرواية ، و قالوا الصواب (عن عمرو بن عثمان بفتح عين عمرو ، و ليس بالضم)

فصارت رواية الإمام مالك ضعيفه
و بالرغم من ذلك لم تسقط حجيتها

و مثال تفرد الضعيف الذى لا يحتمل تفرده
الحديث الآخر الذى أخرجه ابن الصلاح أيضا عقب حديث مالك
{ كلوا البلح بالتمر فإن الشيطان إذا رأى ذلك غاظه و يقول عاش ابن آدم حتى أكل الجديد بالخلق }

فإن هذا الحديث تفرد به (أبو زكير) و هو شيخ صالح
و لكن أحدا لم يتهمه بالكذب

وجدت كل ما له فى الكتب نحو خمس عشرة حديثا
تفرد منها بحديثان ، و الحديث المذكور منهما !

و لكن لما عرف بالصلاح ، إمتنع إتهامه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه و سلم
كما أن حديثه لا يوجد له مخالف لا من أصل و لا من فرع
و الحديث أصلا لا يدخل فى فروع و لا أصول
كما لا يترتب عليه إباحة و لا تحريم

فلا يعد من عمل بهذا الحديث (مبتدعا) لماذا ؟
لأن له أصل عن (شيخ صالح) ، و لم يخترعه من تلقاء نفسه !
إنما عمل بالحديث لكى (يغيظ الشيطان)
و ليس إغاظة الشيطان من الأعمال المنكرة التى يلام عليها فاعلها !!!

بقى معنا الحديث المكذوب ، و الذى فى إسناده (متهم بالكذب)
فهذا النوع من الأحاديث لا يصح وصفه بالنكارة
لأن إحتمال عدم كونه حديث أصلا (قائم) بإتهام راويه

كذلك الشيخ الذى رفع حديث (المعدة بيت الداء)
فهذا ليس بحديث ، و لكنه خطأ فاحش يوازى الكذب ، أو كذب صريح
و ليست الخطأ كالخطأ
فالراوى المعروف بالخطأ فى رفع الأحاديث الموقوفة أشد فحشا من المعروف بوقف الأحاديث المرفوعة

أكتفى بهذا القدر
و إن الموضوع بحر خضم متلاطم يغرق فيه العلماء
فما بالكم بالمبتدئين

و نهاية
فإن علم العلل شاق المدخل عسير المخرج
و النذر اليسير من علماء السلف من تكلم فيه

فليس ملعبا لكل من هب و دب أن ينكر العمل بحديث لمجرد أنه ضعيف
فلربما كان عليه عمل السلف

و ليس فى الأولين من حرم العمل بالضعيف مطلقا إلا شيخ الصوفية (ابن عربى)
و حتى هذا تراجع عن قوله فيما بعد

و الصلاة و السلام على خير المرسلين
و السلام عليكم و رحمة الله