المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرسالة البازية القرآنية: فصل : الوصية بالقرآن الكريم للإمام ابن باز رحمه الله



أهــل الحـديث
11-11-2012, 11:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





الرسالة البازية القرآنية

: فصل :
الوصية بالقرآن الكريم
،



*للإمام
عبد العزيز بن باز رحمه الله



قال الإمام عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
:
"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله,
وصلى الله وسلم على رسول الله, وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
أما بعد..
فقراءة القرآن الكريم مشروعة دائماً في جميع الأوقات من ليلٍ و نهار .

والقرآن هو كلام الله -عز وجل- وهو أفضل الكلام*
وهو منزل غير مخلوق
*منه بدأ وإليه يعود
*فهو كلامه –سبحانه- كسائر صفاته كالعلم والرحمة والرضا والغضب والسمع والبصر كلها صفات الله -جل وعلا- تليق به -سبحانه وتعالى- فكلامه يليق به لا يشابه كلام غيره -جل وعلا- .
و
هو أفضل كتاب وأفضل كلام
*جعله الله هداية للعباد وموعظة وذكرى وتبصيراً,
قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ (9) سورة الإسراء. وقال سبحانه: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء (44) سورة فصلت. وقال سبحانه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) سورة النحل. فإذا قرأه الإنسان بعد العصر أو بعد الصبح أو في جميع الأوقات فكله خير؛*
و
قراءته بعد العصر فيه فائدة؛
*لأن الذكر في آخر النهار في المساء أمر مطلوب وهكذا في أول النهار مطلوب .
و
هو أفضل الذكر وأعظم الذكر

لكن

يشرع للقارئ أن يعتني بالقراءة وأن تكون عن خشوع
وتدبر وتعقل ورغبته في الفائدة,

كما قال سبحانه: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ (29) سورة ص. وقال سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) سورة محمد. فالمشروع للقارئ من الرجال والنساء أن يتدبر ويتعقل وأن يعتني بالمعاني حتى يستفيد ثم يعمل سواءٌ كانت القراءة من المصحف أو عن ظهر قلب .
و
المشروع للإنسان أن يتحرى الأوقات المناسبة
التي يكون فيها خشوعه أكثر وتدبره أكثر

في العصر أو في الليل أو في آخر الليل أو في أول الصباح,
يلتمس الأوقات المناسبة التي يرجو فيها أن تكون قراءته أكمل من جهة الخشوع والتدبر والتعقل والإقبال على معاني القرآن.

فقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من قرأ حرفاً من القرآن فله حسنة, والحسنة بعشر أمثالها لا أقول "ألم" حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)

فهذا فضل من الله -جل وعلا- وقال -عليه الصلاة والسلام-: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة), وقال -صلى الله عليه وسلم-: (يدعى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن أصحابهما) وقال -عليه الصلاة والسلام- يوماً لأصحابه: (من يحب منكم أن يذهب إلى بطحان -وادي في المدينة- فيأتي بناقتين عظيمتين بغير إثم ولا قطيعة رحم، قالوا كلنا نحب ذلك يا رسول الله، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لئن يغدوا أحدكم إلى المسجد فيعلم آية من كتاب الله خيرٌ له من ناقتين عظيمتين وثلاث خيرٌ من ثلاث وأربع خيرٌ من أربع ومن أعدادهن من الإبل) أو كما قال -عليه الصلاة والسلام ـ .

فهذا يدل على فضل القراءة والتعلم،

ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) خيار الناس أهل القرآن تعلماً وتعليماً وعملاً، ويقول أيضاً -عليه الصلاة والسلام-: (والقرآن حجة لك أو عليك) وفي حديث أبي مالك الأشعري قال -عليه الصلاة والسلام-: (الطهور شرط الإيمان والحمد لله تملأ الميزان, وسبحان الله والحمد لله أو قال: تملأ السماء والأرض, والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء,

والقرآن حجة لك أو عليك,

كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها) خرجه مسلم في صحيحه.

فالمقصود أن
القرآن حجة لك إذا عملت به واستقمت
عليه،
وحجة عليك إذا أضعته ولم تستقم عليه,
فالواجب على صاحب القرآن أن يعتني بالقرآن علماً وعملاً,

وأن يحذر التخلف عن أوامر القرآن
أو ارتكاب نواهي القرآن,
بل يكون حريصاً على فعل الأوامر وترك النواهي, حريصاً على التدبر والتعقل
يرجوا ثواب الله ويخشى عقابه -سبحانه وتعالى-.
جزاكم الله خيراً "
انتهى المنقول .
استمع الآن
****للإمام ابن باز رحمه الله****
وهو يوصي بالقرآن
:
http://www.binbaz.org.sa/mat/19463

[[#]]











الرسالة البازية القرآنية

: فصل :
الوصية بالقرآن الكريم
،
الحلقة
الثانية
للإمام
عبد العزيز بن باز رحمه الله

قال الله تعالى
:
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
*وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
*وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
و
قال الله تعالى في سورة النحل
:
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى

قال
الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

:
"
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه وصفوته من خلقه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين.

أما بعد: فإن
كتاب الله فيه الهدى والنور،
****وهو حبله المتين****
وصراطه المستقيم،
****وهو ذكره الحكيم،
من تمسك به نجا،****
ومن حاد عنه هلك،

يقول الله عز وجل في هذا الكتاب العظيم:****
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
****وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا****
وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[1].
هذا كتاب الله يهدي للتي هي أقوم،
يعني:
للطريقة التي هي أقوم، والمسلك الذي هو أقوم****
الذي هو خير الطرق وأقومها وأهداها فهو يهدي إليه،
يعني: يرشد إليه ويدل عليه، ويدعو إليه، وهو توحيد الله وطاعته، وترك معصيته، والوقوف عند حدوده، هذا هو الطريق الأقوم،
وهو المسلك الذي به النجاة، أنزله الله جل وعلا تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين.****
كما قال سبحانه في سورة النحل:****
وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[2]،

فهو تبيان لكل شيء، وهدى إلى طريق السعادة ورحمة وبشرى،
يقول جل وعلا: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ[3]****
هدى لقلوبهم للحق،****
وشفاء لقلوبهم****
من أمراض الشرك والمعاصي والبدع والانحرافات عن الحق،****
وشفاء للأبدان من كثير من الأمراض.

وهو بشرى للإنس والجن، لكنه سبحانه ذكر المؤمنين
لأنهم هم الذين اهتدوا به وانتفعوا به، وإلا فهو شفاء للجميع*

كما قال جل وعلا: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ، وقال سبحانه: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ؛*

فالقرآن شفاء ودواء للقلوب من جميع الأدواء المتنوعة؛****
أدواء الشرك والمعاصي والبدع والمخالفات،
وهو شفاء لأمراض الأبدان أيضا،
وأمراض المجتمعات. شفاء لأمراض المجتمع،
وأمراض البدن لمن صلحت نيته وأراد الله شفاءه،

ويقول جل وعلا: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ[4]؛

*فهو كتاب يخرج الله به الناس*
من
*الظلمات -من ظلمات الشرك، والمعاصي، والبدع، والفرقة والاختلاف-*
إلى*
نور الحق والهدى والاجتماع على الخير، والتعاون على البر والتقوى،*

وهذا هو صراط الله المستقيم وهو توحيد الله،****
وأداء فرائضه، وترك محارمه، والتواصي بحقه والحذر من معاصيه، ومن مخالفة أمره.****
هذا هو صراط الله المستقيم،****
وهذا هو النور والهدى، وهذا هو الطريق الأقوم.
وقال سبحانه *في سورة الأنبياء: وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ[5]،
****وقال سبحانه *في سورة يس: إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ * لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ[6]،

والمقصود أن****
الله جل وعلا جعل كتابه ذكراً، وجعله نذارة، وجعله شفاء، وجعله هدى،
فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس أن يهتدوا به، وأن يستقيموا عليه، وأن يحذروا مخالفته.
****قال جل وعلا: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ[7]، وقال سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[8]، وقال جل وعلا: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا[9]،
و
سئلت عائشة - رضي الله عنها - فقيل لها:****
(يا أم المؤمنين ماذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت: كان خلقه القرآن).

قال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[10]،****
والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يتدبر القرآن، ويكثر من تلاوته، ويعمل بما فيه،****
فكان خلقه القرآن
****تلاوة وتدبراً، وعملاً بأوامره، وتركاً لنواهيه، وترغيباً في طاعة الله ورسوله،
****ودعوة إلى الخير، ونصيحة لله ولعباده. إلى غير ذلك من وجوه الخير.

وقال تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ[11]،****
فالقرآن هو أحسن القصص،****
وهو خلق النبي صلى الله عليه وسلم .
ونصيحتي لجميع المسلمين****
رجالاً ونساء، جناً وإنساً، عرباً وعجماً، علماء ومتعلمين،****
نصيحتي للجميع
:
أن يعتنوا بالقرآن الكريم، وأن يكثروا من تلاوته بالتدبر والتعقل بالليل والنهار،
ولا سيما في الأوقات المناسبة التي فيها القلوب حاضرة للتدبر والتعقل،
والذي لا يحفظه يقرؤه من المصحف،
والذي لا يحفظ إلا البعض يقرأ ما تيسر منه،
*قال تعالى فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ[12]،
وإذا كان يعرف الحروف يتهجى ويقرأ من المصحف حتى يتعلم زيادة،
والذي لا يعلم يتعلم من أمه، أو أبيه، أو ولده، أو زوجته إن كانت أعلم منه،*
والتي لا تعرف يعلمها أبوها، أو أخوها، أو زوجها، أو أختها، أو غيرهم.*
وهكذا يتواصى الناس،*
و
يتعاونون.
الزوج يعين زوجته، والزوجة تعين زوجها،
والأب يعين ولده، والولد يعين أباه،
والأخ يعين أخاه، والخال والخالة، وهكذا الكل يتعاونون، ويتواصون بهذا الكتاب العظيم تدبراً، وتعقلاً، وعملاً،
لقول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[13]،****
وقوله سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[14].

ولما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما*
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع
:
*((إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله))[15]،****
هكذا يوصيهم عليه الصلاة والسلام بكتاب الله،****
ويخبرهم أنهم لن يضلوا إذا اعتصموا به،
****وفي اللفظ الآخر: ((كتاب الله وسنتي))[16]،****
وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم من كتاب الله،****
لأن الله سبحانه يقول: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ[17]،

*فكتاب الله يأمر بطاعة الله وطاعة رسوله،

*قال تعالى: قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ[18]،
و
يقول جل وعلا: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا[19]،
و
يقول: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[20]؛****
فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالقرآن،
فوصيته بالقرآن وصية بالسنة وهي أقواله وأفعاله وتقريراته كما تقدم.
ويروى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تكون فتن))، فقيل له: يا رسول الله فما المخرج منها؟****
قال: ((كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم،****
وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم. . . )) [21] الحديث،

*فهو المخرج من جميع الفتن،
*وهو الدال على سبيل النجاة،
*وهو المرشد إلى أسباب السعادة،
*والمحذر من أسباب الهلاك،
*وهو الداعي إلى جمع الكلمة،
*وهو المحذر من الفرقة والاختلاف،
*قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ[22]،*
ويقول جل وعلا في هذا الكتاب العظيم:*
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ[23]،
*ويقول سبحانه وتعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا[24]،*
فهو يدعو إلى الاجتماع على الحق، والتواصي بالحق،*
كما قال سبحانه: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ *
****إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[25]،****
وهذه السورة العظيمة القصيرة قد جمعت الخير كله،****
ما أبقت شيئا من الخير إلا ذكرته،****
ولا شيئا من الشر إلا وحذرت منه.

وهؤلاء المستثنون فيها هم الرابحون؛ من الجن والإنس من الذكور والإناث، من العرب والعجم، من التجار والفقراء، من الأمراء وغيرهم، هم الرابحون وهم الناجون من الخسران،

*وهم الذين اتصفوا بأربع صفات
:
*وهي الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.
*وهؤلاء هم السالمون من الخسران
*ومن عداهم خاسر على حسب ما فاته من هذه الصفات الأربع.
فمن آمن بالله ورسوله وصدق الله في أخباره، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه، وآمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الآخرة والجنة والنار والحساب والجزاء وغير ذلك،

*وآمن بأن الله سبحانه هو المستحق للعبادة، وأنه واحد لا شريك له، وأن العبادة حقه، وأنه لا تجوز العبادة لغيره،

*وصدق بهذا كما أخبر الله في كتابه العظيم حيث قال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ[26]، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[27]، وقال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[28]، وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[29]، وقال تعالى: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[30]، وقال سبحانه: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ[31]، وقال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ[32]، وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ[33]؛ فهذا هو أصل الدين وأساس الملة أن تؤمن بأن الله هو الخالق والرازق وأنه هو المعبود بالحق، وأنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى لا شبيه له، ولا كفو له، ولا شريك له في العبادة، ولا في الملك والتدبير.

كما قال سبحانه: اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ[34]، وقال سبحانه: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[35]، وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[36]، وقال سبحانه في سورة الحج: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[37]، وقال سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[38]... والآيات في هذا المعنى كثيرة.

والخلاصة: أن الواجب على كل مكلف من الجن والإنس أن يخص الله بالعبادة، وأن يؤمن إيمانا قاطعا بأنه الخلاق الرزاق، لا خالق إلا الله، ولا رب سواه،*

وأنه سبحانه المستحق للعبادة لا يستحقها أحد سواه،*
وهو المستحق لأن يعبد بالدعاء، والخوف والرجاء، والصلاة والصوم، والذبح والنذر وغيرها،
*كل لله وحده لا شريك له؛
*قال تعالى: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا[39]،*
وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ،
*وهذا هو معنى لا إله إلا الله، فإن معناها لا معبود بحق إلا الله*
كما قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ[40]*
يعني: فاعلم أنه لا معبود بحق إلا الله فهو المستحق أن يعبد.

ومن عبد الأصنام، أو أصحاب القبور، أو الأشجار، أو الأحجار، أو الملائكة، أو الأنبياء،
*فقد أشرك بالله،
*وقد نقض قول لا إله إلا الله وخالفها،
*وقد خالف قوله تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ،
*وخالف قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ؛
*فصار من جملة المشركين عباد القبور، والأصنام، والأشجار، والأحجار،*
الذين يستغيثون بأصحاب القبور، ويتبركون بقبورهم، ويدعونهم، أو يطوفون بقبورهم يرجون نفعهم وثوابهم، أو يستغيثون بهم، أو يطلبون منهم الولد أو المدد أو ما أشبه ذلك مما يفعله عباد القبور، وعباد الأصنام أو يستغيثون بالنجوم، أو بالجن، أو بالملائكة، أو بالأنبياء، أو بغيرهم من المخلوقات،

كل هذا نقض لقول : لا إله إلا الله،

وشرك بالله ينافي التوحيد ويضاده،

ومخالف لقول الله جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[41]،

وقوله تعالى: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[42]،

ولقوله تعالى: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ[43]،

وقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[44]، وقوله تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[45].

فلا بد من توحيد الله والإخلاص له
*في صلاتك، وصومك، وسائر عباداتك، وفي ذبحك، ونذرك، وخوفك، ورجائك،
*لا بد في كل ذلك من ترك الإشراك بالله والحذر منه
*مع الإيمان بالله ربك،*
وأنه خالقك لا خالق غيره ولا رب سواه،
*مع الإيمان بأسمائه وصفاته، وأنه سبحانه ذو الصفات العلى والأسماء الحسنى،
*لا شبيه له ولا كفو له ولا ند له،*
كما قال سبحانه وتعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[46]،
*وقال تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا[47]، والمراد أشباه ونظراء، وقال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[48]، وقال تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[49]،****

وعليه أيضا أن يؤمن بأن
****كل إنسان مكلف يجب أن يؤمن بأن الله سبحانه هو خالقه، وموجده،****
وأنه خالق كل شيء ومالكه،****
وأنه هو المستحق أن يعبده،
****وأنه هو الإله الحق، وهو المعبود بالحق،
ولا يكون المرء مؤمناً إيماناً كاملاً
إلا إذا اعتقد أنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى،****
وأن أسماءه كلها حسنى وصفاته كلها عُلى
****وأنه لا شبيه له، ولا مثل له، ولا كفؤ له

كما قال سبحانه:****
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ،****

قال تعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا[50] يعني لا سمي له، ولا كفؤ له، ولا شريك له،

****وقال تعالى: فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ[51]،
****والمعنى لا تجعلوا له أشباها ونظراء تدعونهم معه.
وقال سبحانه وتعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ؛****
فهو يسمع أقوال عباده، ويسمع دعاءهم ويراهم،****
ومع ذلك****
لا شبيه له في ذاته،
****ولا في أسمائه،
****ولا في سمعه وبصره،
****ولا في جميع صفاته،****
فهو الكامل في كل شيء، وخلقه لهم النقص.****
أما الكمال فهو له سبحانه وتعالى في كل الأمور.

فعليك بتدبر القرآن حتى تعرف هذا المعنى،
****تدبر القرآن من أوله إلى آخره،
من الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن وأفضل سورة فيه****
إلى آخر ما في المصحف قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[52] والمعوذتين.

تدبر القرآن
****واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة،****
لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر بتفهم وبتعقل،

واسأل عما أشكل عليك،
اسأل أهل العلم عما أشكل عليك****
مع أن
****أكثره بحمد الله واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية****
مثل****
قوله جل وعلا: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[53]،****
وقوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[54]،****
وقوله سبحانه: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[55]،****
وقوله عز وجل: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ[56]،****
وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ[57]،****
وقوله سبحانه: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا[58]،****
وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[59]،

و قوله عز وجل: وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا[60]؛ فكلها آيات واضحات بين الله سبحانه وتعالى فيها ما حرم على عباده، وما أحل لهم، وما آمرهم به، وما نهاهم عنه.
"

http://www.binbaz.org.sa/mat/8631

http://www.binbaz.org.sa/mat/8388

[[#]




*



****الرسالة البازية القرآنية

: فصل :****
الوصية بالقرآن الكريم ، ****
الحلقة الثالثة
للإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
#
كلمة بمناسبة
مسابقة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية
بالقصيم
#
قال الإمام عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه،****
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
****ونصلي ونسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه،****
أما بعد:

فإن الله تعالى قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق،

علمه الكتاب والحكمة، أي القرآن والسنة،
كما في الحديث الذي رواه أهل السنن بسند صحيح،****
أنه صلى الله عليه وسلم
قال
:
((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه))،
فالقرآن والسنة هما الأصلان اللذان عليهما مدار الأحكام،
و
من رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن قيض لها من يحفظ عليها أمر دينها.
فمنذ العصور الأولى****
والأمة تعتني بالقرآن حفظاً ومدارسة وفهماً وتأملاً وتفسيراً وتعلماً وتعليماً
وإلى اليوم، والحمد لله على ذلك.

فهذه المدارس القرآنية والجمعيات الحكومية والخيرية التي تربي النشء على حفظ كتاب الله وفهمه، والعمل به مما يسر كل مسلم،

وإن مما يضاعف الفرحة أن نجد
إقبال حفاظ القرآن وغيرهم على التفقه في الأمور الشرعية، ودراسة السنة النبوية وحفظها وتعلمها وتعليمها.

فإن هذه الدروس العلمية المقامة في المساجد في سائر المناطق في منطقة القصيم وغيرها لتعليم الحديث والفقه والتفسير هي من رياض الجنة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر))،

وقد صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تتداعى إليها.

فنحمد الله على وجودها وكثرتها وكثرة المقبلين عليها، ونسأل الله أن يبارك في عمل القائمين عليها، ويضاعف مثوبتهم ويرزقهم الإخلاص في ذلك، وأن يجزيهم خير الجزاء.

وإن مما ينبغي الإشادة به الاهتمام بالسنة النبوية في هذا الوقت****
الذي كثر فيه الإعراض عنها، والاعتراض عليها من بعض الجهلة،****
أو من أهل البدع أو غيرهم.
ف
العمل على نشر السنة واجب،
وتعليمها من أفضل القربات وأجل الطاعات،
وقد كان السلف الصالح يحرصون على تعليم الطلبة شيئاً من السنة النبوية،
ويحرصون على حفظها في الصدور، وعدم الاكتفاء بالكتب والمصنفات،
خاصة ما يتعلق بمتون الأحاديث، وجوامع الألفاظ.
وقد سرني كثيراً ما قام به الإخوة في اللجنة العلمية، ومكتب الدعوة في القصيم من رعاية الدروس وتنظيمها والإشراف عليها؛ لحمايتها من الإفراط والتفريط، ومن الغلو والجفاء، والسير بها إلى الطريق المستقيم، فالحمد لله على ذلك كثيراً، وشكر الله لأصحاب الفضيلة القائمين على

مشروع حفظ القرآن والسنة، والتفقه في الدين

جهدهم وعنايتهم، حيث حفظوا الطلاب وبذلوا لهم من الوقت والجهد الشيء الكثير، ثم أجروا لهم الاختبارات والمسابقات لحفز هممهم على طلب العلم، فضلاً عما يقومون به من طباعة الكتب المفيدة وتوزيعها، وغير ذلك من الأعمال النافعة، فجزاهم الله على ذلك كله خير الجزاء، وأفضله وأوفاه.

وإنها سنة حسنة محمودة،
أن يشجع الطلاب على الحفظ،****
وتجرى لهم الاختبارات،
****ويعطون الإعانات****
والجوائز التشجيعية
****على ذلك دفعاً لهم ولغيرهم إلى الخير،
****فهو عمل طيب مبارك مشكور.

وإنني أدعو الإخوة المشايخ وطلبة العلم في سائر المناطق****
إلى القيام بمثل هذه الأعمال النافعة
****من تربية النشء على القرآن والسنة علماً وعملاً،
****ونرجو أن نسمع في المستقبل عن أعمال خيرية كثيرة من جنس هذه الأعمال،****
والله تعالى يقول: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ[1]،****
ويقول سبحانه: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ[2]،

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))****
رواه البخاري في صحيحه،
****ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) متفق على صحته.

إنني بهذه المناسبة****
أوصي جميع الطلبة، وجميع المعلمين
****بتقوى الله سبحانه،
****وإخلاص النية****
والصدق في العمل،****
كما أحثهم على مواصلة الطلب، وعدم الملل أو العجز،
****وعلى أن يجمعوا بين العلم والعمل،
****فإن العمل هو ثمرة العلم،
وعليهم بالإقبال على القرآن والإكثار من تلاوته ومدارسته،
****وتفهم معانيه ،
فإنه أصل العلوم وأساسها،
*كما أحث أولياء الأمور على تشجيع أبنائهم المنتسبين إلى هذه الحلقات****
وتسهيل أمورهم، وحثهم على ذلك.
وإنني أشكر كل من ساهم في تيسير أمر هذا الاجتماع المبارك من المسئولين والتجار والمشايخ وغيرهم، فجزى الله الجميع خيراً،****
كما أدعو الجميع إلى المزيد من المساهمة في دعم هذا المشروع النافع****
دعماً مادياً ومعنوياً،****
فإنه بحسب ما يتوفر من الإمكانات والتسهيلات يكون نجاح العمل واستمراره،
و قد جاء في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه،
****أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من سن في الإسلام سنة حسنة****
فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة)).

نسأل الله للجميع التوفيق والهداية والسداد،****
وصلاح القول والعمل،****
والظاهر والباطن،****
والله تعالى ولي التوفيق، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
"

[1] سورة المائدة الآية 48.

[2] سورة المطففين الآية 26.

http://www.binbaz.org.sa/mat/8607








الرسالة البازية القرآنية

: فصل :
الوصية بالقرآن الكريم
،
الحلقة
الرابعة
للإمام
عبد العزيز بن باز رحمه الله

[[ ثمرات وفوائد قراءة القرآن ]]

قال****
الإمام عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
:
"
إنني أستفيد من القرآن ما فيه صلاحي وهدايتي،****
وما فيه نجاتي وصلاح قلبي وعملي،
****وما فيه سلامة ديني ودنياي،****
وأستفيد منه مكارم الأخلاق،****
ومحاسن الأعمال التي ترضي الله وتقرب لديه،****
فإن****
القرآن الكريم يدعو إلى مكارم الأخلاق،****
ومحاسن الأعمال،
ويعلمنا فرائض الله التي علينا،
ويعلمنا ما نهى الله عنه،
ويعلمنا طريق الرسل قبلنا،
ويعلمنا صفات الأنبياء والمؤمنين وأخلاق الأنبياء والمؤمنين،
يعلمنا صفات أهل الجنة وأخلاقهم،
يعلمنا صفات أهل النار وأخلاقهم،
كل هذا في القرآن العظيم،
وهل هناك فائدة أكبر من هذه الفائدة؟****
هل هناك في الدنيا شيء أكبر من هذه الفوائد؟
أن تعلم ما يرضي الله عنك، وما يغضبه عليك،
وأن تعلم أسماءه سبحانه وصفاته،
وأن تعلم صفات الأبرار، والأخيار، والمؤمنين حتى تأخذ بها،
وأن تعلم صفات أهل الجنة حتى تأخذ بها،
وأن تعلم صفات الأشرار والكفار وأهل النار حتى تحذرها
...
"
انتهى المنقول من كلام الإمام ابن باز رحمه الله
http://www.binbaz.org.sa/mat/2159
"