المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للإستفادة والتوجيه، تخريج الأذكار التي من قال قضى الله عنه دينه



أهــل الحـديث
11-11-2012, 07:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجميعن ، وبعد

فهذا موضوع فيه تخريج للأذكار التي من قالها ، قضى الله عنه دينه.

وأصل الموضوع رسالة أرسلها لي أحد الإخوة ، لحديث من الأحاديث المتضمنة قضاء الدين، فاستغربته وعزمت على تخريجه.

ثم اكملت ما بدا لي في الباب.

والغرض من الموضوع الإستفادة من المشايخ الكرام والتوجيه، والله المسؤول أن ينفع الجميع.


1: تخريج حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه:

 أولاً: سياق ألفاظ الحديث:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: شكوت إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم دينا كان علي، فقال: يا معاذ، أتحب أن يقضى دينك، قلت: نعم، قال: قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي منهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، اقض عني ديني، فلو كان عليك ملء الأرض ذهبا أدي عنك.
وفي رواية: عن سعيد بن المسيب، عن معاذ بن جبل، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذا فقال له: «يا معاذ، ما لي لم أرك؟» قال: يا رسول الله ليهودي علي أوقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاذ، ألا أعلمك دعاء تدعو به؟ فلو كان عليك من الدين مثل جبل صبر أداه الله عنك - وصبر جبل باليمن - فادع به يا معاذ قل: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار، وتولج النهار في الليل، وتخرج الحي من الميت، وتخرج الميت من الحي، وترزق من تشاء بغير حساب رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطي من تشاء منهما، وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك»
وفي رواية: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل:، «ألا أعلمك دعاء تدعو به، لو كان عليك مثل جبل دينا، لأدى الله عنك؟، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك, تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء, وتعز من تشاء وتذل من تشاء, بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير, رحمن الدنيا والآخرة, تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء, ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك»

ثانياً: التخريج:
 أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [20/159] حدثنا جعفر بن سليمان الرملي، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، عن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن معاذ بن جبل.
وهذا إسناد ضعيف.
تفرد به جعفر بن سليمان الرملي، وهو مقبول لكنه لم يتابع، روى عنه الطبراني، ولم يوثقه سوى العراقي توثيقاً مجملاً، إذ أنه أورد إسناداً عن الطبراني عن ثلاثة من شيوخه وفيهم جعفر، ثم ختم الإسناد فقال: رجاله ثقات.
وعبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، تكلم فيه أيضاً، فهو ممن لا يحتمل تفرده.
اختلفت فيه أقوال يحيى بن معين، فقال ضعيف، وقال في موضع آخر: ليس به بأس، وقال في موضع آخر: ليس بشيء، وقال في موضع آخر: ثقة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال أحمد بن صالح: ثقة. وأورده العجلي في الثقات. وأورده ابن حبان في الثقات. وأورده ابن شاهين، وابن خلفون في كتاب " الثقات، وجود محمد الذهلي له إسناداً.
وقال ابن عدي: حسن الحديث يكتب حديثه.
لكن قال النسائي: لَيْسَ بِالْقَوِيّ مدنِي، وَقَال يعقوب بن شَيْبَة: فيه ضعف، وذكره العقيلي والساجي في " جملة الضعفاء.
و عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، لم أعرفه.
 وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الدعاء، كما في إتحاف السادة المتقين [5/100]، والطبراني في مسند الشاميين [3/319]، وأبو نعيم في الحلية [5/204]، من طريق عطاء الخراساني قال: قال معاذ بن جبل رضي الله عنه، شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دينا كان على، فقال: يا معاذ تحب أن يقضى دينك، قال فقلت: نعم، قال: قل اللهم مالك الملك،... الحديث.
وهذا إسناد ضعيف.
تفرد به عطاء الخراساني، وهو صدوق يخطئ، كثير التدليس والإرسال، ولم يدرك معاذ بن جبل.
 وأخرجه ابن أبي الدنيا في الدعاء كما في إتحاف السادة المتقين [5/99] – ولم أجده مطبوعاً - حدثنا عبد المتعال بن طالب حدثنا عبد الله بن وهب عن سعيد بن زيد عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب مرفوعاً.
وهذا معضل، وعاصم بن عبيد الله ضعيف.
 وأخرجه الطبراني كما في الروض الداني إلى المعجم الصغير للطبراني: [1/336]، ومن طريقه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة [7/197]، وفي العدة للكرب والشدة [ص55] حدثنا علي بن ابراهيم بن العباس المصري حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي عن أبي زرعة وهب الله بن راشد المؤذن ثنا يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ...، الحديث.
قال المنذري [الترغيب والترهيب 2/381]:رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد، وتابعه السيوطي على ذلك. وقال الهيثمي [مجمع الزوائد 10/186]: رجاله ثقات. وحسنه الشيخ الألباني، كما في صحيح الترغيب والترهيب [2/360]
قلت بل هو موضوع، من هذا الطريق؛ بل فيه علل:
الأولى: شيخ الطبراني، علي بن ابراهيم بن العباس المصري، فإنه مجهول.
الثانية: المخالفة والانقطاع، فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [20/154] حدثنا أبو عوانة، ثنا نصر بن مرزوق المصري، ثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد، ثنا يونس بن يزيد الأيلي، حدثني ابن شهاب الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن معاذ بن جبل به، بجعله من رواية الزهري عن سعيد عن معاذ. وهو منقطع فإن سعيداً لم يدرك معاذ بن جبل.
وهذا أصح من الذي قبله، فإن أبا عوانة الإمام الحافظ، ونصر بن مرزوق، من المشهورين، روى عنه جمع من الثقات وأكثر ابن خزيمة من الرواية عنه ، وقال ابن أبي حاتم صدوق.
الثالثة: أنه خبر معلول، فإنه مما تفرد به وهب الله بن راشد، أبو زرعة المؤذن المصري عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد، وخالفه غيره.
فرواه الطبراني في الدعاء [2/1282]، والبيهقي في الدعوات [1/412]، وفي دلائل النبوة [6/171] من طريق سليمان بن بلال [ثقة روى له البخاري].
ورواه الحاكم [1/197]، والبيهقي في دلائل النبوة [6/172]، وقوم السنة في الترغيب والترهيب [2/122]، من طريق عبد الله بن عمر النمري [صدوق].
ورواه البزار [1/130 و 185] من طريق أنس بن عياض [ثقة روى له البخاري].
ورواه أحمد بن علي المروزي في مسند أبي بكر [ص 78] من طريق طلحة بن يحيى الأنصاري [صدوق يهم].
أربعتهم: سليمان بن بلال، وعبد الله بن عمر، وأنس بن عياض، وطلحة بن يحيى الأنصاري، عن يونس بن يزيد حدثني الحكم بن عبد الله الأيلي، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل علي أبو بكر فقال: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعاء علمنيه؟، قلت: ما هو؟، قال: كان عيسى ابن مريم يعلمه أصحابه، قال: لو كان على أحدكم جبل ذهب دينا فدعا الله بذلك لقضاه الله عنه، اللهم فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، أنت ترحمني، فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك». وهذا إسناد موضوع، آفته الحكم بن عبد الله الأيلي، وهو متروك.
ورواية الجماعة مقدمة على رواية وهب الله بن راشد المصري، فإنه متكلم في حفظه، بل هو إلى الضعف أقرب.
أورده ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ، وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: بين ذلك. وقال أيضاً: قيل لأبي: وهب الله بن راشد أحب إليك أم وهب بن راشد الرقى، قال: وهب الله لا يقرن إلى ذلك، ووهب الله ابن راشد محله الصدق.
ولم يعرفه أبو زرعة الرازي.
وغمزه سعيد بن أبي مريم الحافظ، ونهى ابن أخيه عن الكتابة عنه، وقال ابن يونس: لم يكن النسائي يرضى وهب الله بن راشد. وسعيد بن أبي مريم والنسائي من أهل بلده، وأدرى بحاله.
قلت فمثله لا تحتمل منه هذه المخالفة.
ثم إنه جعل الحديث من رواية يونس بن يزيد عن الزهري، ثم لم يُرْوَ عن الزهري إلا من هذا الوجه، مع جلالة الزهري وكثرة أصحابه، فهذا بعيد جداً ، والله أعلم.
فالخلاصة: أن الحديث ضعيف بجميع طرقه، والله أعلم.