المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسباب حياة القلوب



أهــل الحـديث
11-11-2012, 11:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال الشيخ المربي حمد بن عتيق رحمه الله تعالى حمدتُ الذي أغْنى وأقْنى وعَلَّّما


وصيَّر شكرَ العبدِ للخيرِ سُلَّما


وأُهدي صلاةً تستمر على الرِّضا


وأصحابه والآلِ جمعاً مُسَلِّما


كما دلَّنا في الوحي والسننِ التي


أتانا بها نحوَ الرَّ شادِ وعَلَّما


أزالَ بها الأغلافَ عن قلبِ حائرٍ


وفتَّحَ آذاناً أُصمَّتْ وأَحْكَمَا


فيا أيها الباغي استنارةَ قلبِهِ


تدَّبرْ كلا الوحيين وانقدْ وسَلِّما


فعنوان إسعادِ الفتى في حياتِهِ


معَ اللهِ إقبالاً عليه مُعَظِّما


وفاقدُ ذا لا شكَّ قدْ ماتَ قلبُه


أوِ اعتلّ بالأمراضِ كالرَّينِ والعَمَى


وآية سُقمٍ في الجوارحِ منعها


منافعها أوْ نقصُ ذلكَ مثلما


وصحتها تُدَرى بإتيانِ نَفْعِهَا


كنطقٍ وبطشٍ والتصرف والنما


وعينُ امتراضِ القلب فَقْدُ الذي له


أُرِيدَ من الإخلاصِ والحُبِّ فاعْلَما


ومعرفةُ الشوقِ إليه إنابة


بإيثارِ ذا دونَ المحباتِ فاحْكُمَا


ومؤثرُ محبوبٍ سوى اللهِ قلبُه


مريضٌ على جرف من الموتِ والعَمَى


وأعظم محذورٍ خَفَى موتُ قلبه


عليه تَشغَّل عن دواه بضدِّ ما


وآية ذا هونُ القبائحِ عندَه


ولولاه أضْحى نادماً متألماً


فجامعُ أمراضِ القلوبِ إتباعُها


هواها فخالِفْها تصحّ وتسْلَمَا


ومن شؤمهِ تركُ اغتذاءٍ بنافعٍ


وترك الدوا الشافي وعجز كلاهما


إذا صحَّ قلبُ العبدِ بانَ ارتحالُه


إلى دارهِ الأخرى فراحَ مُسَلِّما


ومِنْ ذاك إحساسُ المحبِّ لقلبهِ


بضربٍ وتحريكٍ إلى اللهِ دائما


إلى أن يُهنَّا بالإنابةِ مُخبتاً


فيسكن في ذا مطمئنا منعَّما


وفيها دوامُ الذكرِ في كلِّ حالةٍ


يَرَى الأنسَ بالطاعاتِ لله مغْنما


ويصحبُ حراً دلَّه في طريقِهِ


وكانَ مُعيناً ناصحاً متيمّما


ومنها إذا ما فاتَه الوِرْدُ مرةً


تَرَاهُ كئيباً نادماً متألماً


ومنها اشتياقُ القلب في وقتِ خدمةٍٍ


إليها كمُشْتَّدٍ به الجوعُ والظَّما


ومنها ذهابُ الهَمِّ وقت صلاتهِ


بدنياه مرتاحاً بها مُتَنَعِمَا


ويَشْتَّد عنها بُعدَه وخروجه


وقد زالَ عنه الهم والغم فاستما


فأكْرِم به قلباً سليماً مقرّبا


إلى اللهِ قد أضْحى محُبِّا متيَّما


ومنها اجتماعُ الهمِ منه بربِّه


بمرضاتهِ يسعى سريعاً مُعظِّما


ومنها مراعاة وشُحّ بوقته


كما شَحَّ ذو المال البخيلِ مُصَمِّما


ومنها اهتمام يُثمرُ الحِرصَ رغبةً


بتصحيحِ أعمالٍ يكونُ متمما


بإخلاص قصدٍ والنصيحةِ محسناً


وتقييده بالإتباعِ ملازما


ويَشهدُ مَعْ ذا مِنَّةَ اللهِ عندَه


وتقصيره في حقِّ مولاه دائما


فستٌ بها القلب السليم ارتداؤه


وينجو بها من آفةِ الموتِ والعمى


فياربِّ وفقنا إلى ما نقوله


فما زلتَ يا ذا الطَّوْل برَّاً ومُنْعِمِا


فإني وإنْ بَلَّغتُ قولَ محققٍ


أُقرُّ بتقصيري وجهلي لعلم ما


ولمَّا أتى مثلي إلى الجوِّ خالياً


من العلمِ أضْحى مُعْلناً مُتكلِّما


كغابٍ خلا مِنْ أُسدِهِ فتواثبت


ثعالبُ ما كانتْ تطا في فِنَا الحِمَى


فيا سامع النَّجوى ويا عالم الخفا


سَألتُكَ غُفْرَاناً يكونُ معمَّما


فما جرَّني إلا اضطرارٌ رأيته


تَخوَّفت كوني إنْ توقفتُ كاتما


فأبْديْتُ من جرَّاه مزجا بضاعتي


وأمَّلَّتُ عفواً مِنْ إلهي ومَرْحما


فما خَابَ عبدٌ يستجير بربِّه


ألحَّ وأمْسَى طاهر القلب مُسْلِما


وصلَّوا على خير الأنام


كذا الآل والأصحاب ما دامت السما